السبت - 07 أيلول 2024
close menu

إعلان

وقف إطلاق نار آخر في سوريا أم تحول نوعي؟

المصدر: "النهار" واشنطن
هشام ملحم
هشام ملحم
Bookmark
وقف إطلاق نار آخر في سوريا أم تحول نوعي؟
وقف إطلاق نار آخر في سوريا أم تحول نوعي؟
A+ A-
التهدئة التي عقبت بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب غرب #سوريا، وتحديداً محيط مدينة درعا، والمعروف رسمياً باتفاق "تخفيض التصعيد" العسكري، نظراً إلى التوقعات المتواضعة منه، تمثل بداية توجه أميركي مختلف – ولا نقول استراتيجية - لاحتواء الحرب في سوريا، من خلال شراكة غير متوازية مع روسيا، تسمح للولايات المتحدة وحلفائها السوريين، أي قوات سوريا الديموقراطية بتحقيق الهدف الأميركي الآني في سوريا، وهو إلحاق هزيمة حاسمة بتنظيم "الدولة الاسلامية" بعد تحرير مدينة الرقة ومحيطها، ليكمل الانتصار على هذا التنظيم في مدينة #الموصل العراقية. هذا التوجه الذي تحدث عنه وزير الخارجية ريكس تيليرسون قبل قمة الدول العشرين الصناعية في المانيا ولقاء الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، يتطلب إقامة "آليات مشتركة مع روسيا تضمن الاستقرار، بما في ذلك إقامة مناطق حظر جوي، ونشر مراقبين ميدانيين لرصد (اتفاقات محلية) لوقف اطلاق النار، وتنسيق توفير المساعدات الانسانية". الاتفاق، وهو الأول من نوعه بين ادارة الرئيس ترامب وروسيا، كان نتيجة اتصالات مستمرة منذ أشهر بين الطرفين في سياق الإجراءات والآليات العسكرية التي توصل اليها الطرفان خلال إدارة الرئيس السابق باراك اوباما لتفادي الاحتكاكات العسكرية بين الطائرات الحربية الاميركية والروسية التي تنشط في الاجواء السورية. اللافت ان تيليرسون عكس تفاؤلاً مماثلاً للتفاؤل المفرط الذي كان يتحدث عنه وزير الخارجية السابق جون كيري، حين أضاف انه اذا عملت اميركا وروسيا معاً "لتحقيق الاستقرار على الأرض، فإن ذلك سيضع أسس التقدم باتجاه تسوية للمستقبل السياسي لسوريا". الاتفاق المتواضع، جاء بعد اسابيع من المواقف الاميركية المتناقضة حول سوريا، والتي تراوحت بين الاعلان بانه لن يكون هناك "أي دور" لبشار الأسد في مستقبل سوريا، وتصريحات ترامب المبكرة حول شكوكه بجدوى دعم القوى المعارضة للاسد، وبعدها التأكيد بأن الولايات المتحدة لن تتدخل عسكرياً في سوريا ضد الاسد، وان معركتها الاساسية هناك هي ضد "الدولة الاسلامية" والقوى المنبثقة من "القاعدة". وفي نهاية آذار الماضي، برز موقف اميركي أوضح بعد تأكيدات من تيليرسون ومن مندوبة واشنطن في الامم المتحدة السفيرة نيكي هايلي بأن الولايات المتحدة لن تضع بين أولوياتها السورية هدف "التخلص من الاسد". هذا الموقف من مستقبل الاسد، هو ضمناً في صلب التوجه الذي تحدث عنه تيليرسون وأوصل الى اتفاق وقف اطلاق النار في جنوب سوريا. ولكن مما لا شك فيه ان الموقف الاميركي التكتيكي في سوريا تعزز ولو بشكل متواضع، بعدما عاقبت ادارة ترامب نظام الاسد بعد استخدامه للاسلحة الكيميائية ضد المدنيين، من خلال قصف القاعدة التي انطلقت منها الطائرات المغيرة. الغارة الصاروخية الاميركية، واسقاط الطيران الاميركي لطائرة حربية سورية وطائرات ايرانية دون طيار، ساهمت كما يقول المسؤولون الاميركيون بإقناع موسكو بالتعجيل في الوصول الى الاتفاق الاخير.لماذا درعا؟ يقول السفير فريد هوف الذي أشرف على الملف السوري في الولاية الأولى للرئيس اوباما في حوار مع "النهار" إنه من السابق لأوانه التقليل من أهمية اتفاق وقف اطلاق النار والقول إنه سينتهي بالفشل كما انتهى الاتفاق الذي توصلت اليه ادارة اوباما مع روسيا، ويشير الى ان استعداد روسيا لنشر مراقبين عسكريين لرصد الاتفاق يفترض أن ايران ونظام الاسد يوافقان على مضمون الاتفاق، مع ان ايران ليست طرفاً في الاتفاق. ولكن هوف يوافق على ان الاتفاق يعكس موقف موسكو المتفوق تكتيكياً في سوريا" وان "الولايات المتحدة سوف...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم