السبت - 07 أيلول 2024
close menu

إعلان

"أور هدغان" تستبق حرباً إسرائيليّة تدميريّة للبنان... "حزب الله" في المستوطنات

المصدر: "النهار"
محمد نمر
"أور هدغان" تستبق حرباً إسرائيليّة تدميريّة للبنان... "حزب الله" في المستوطنات
"أور هدغان" تستبق حرباً إسرائيليّة تدميريّة للبنان... "حزب الله" في المستوطنات
A+ A-

خطفت إسرائيل الأنظار إلى حدودها الشمالية حيث يواصل جيشها مناورات "أور هدغان" تحاكي حرباً مع "حزب الله"، فقدمت بطريقة غير مباشرة اعترافاً واضحاً بتعاظم قوّة "حزب الله" إقليمياً ليكون بمثابة جيش دولة. كما دفعت المناورات إلى التساؤل المستمر عن إمكان وقوع الحرب الثالثة. وترافق ذلك مع خرق لجدار الصوت أحدثته إحدى الطائرات الاسرائيلية فوق مدينة صيدا، شكل حالة من الهلع، وكاد البعض يحسب أن "الحرب بدأت".  

هي مناورات كلّفت إسرائيل وجيشها مبالغ طائلة وأثارت الخوف والقلق لدى المجتمع اليهودي، لأنّها تظهر للمرة الأولى أنّ الحرب المقبلة قد لا تكون مقتصرة على أرض لبنان فحسب بل قد تنتقل إلى إسرائيل، وعبّرت عن ذلك في مناوراتها بعمليات الإخلاء من المستوطنات الشمالية إثر تسلّل مقاتلين من "الحزب" إليها.

حرب في الأيام المقبلة؟

الحرب أكيدة والحساب مفتوح بين إسرائيل و"حزب الله" لكن ماذا عن التوقيت؟ بناءً على معطيات أمام الخبير في الشأن الإسرائيلي عادل شديد فإنّ حرباً في الأيام المقبلة أمر وارد، لكنّ عاملين من شأنهما أن يضعفا هذه الفرضية:

الأول: ما بعد تموز 2006، من الصعب على إسرائيل أن تقدم على أيّ حرب غير مضمونة النتائج، لأنّ عدم تحقيق الأهداف سيشكل ضربة كبيرة للجيش الإسرائيلي الذي قيل عنه يوماً إنه لا يقهر، فتتأثر صورته أمام المجتمع الدولي والجيوش العربية والحركات المقاومة وسيُضعف الإسرائيلي من حيث المكانة الدولية.

الثاني: تستعدّ إسرائيل بعد أيام لفترة أعياد الأكثر أهميّة لدى المجتمع اليهودي وفي العادة تتحاشى الحرب خلال هذه الفترة، فضلاً عن بدء العام الدراسي الجديد.

ويوضح شديد: "هذه العوامل معروفة لدى "حزب الله" والأطراف اللبنانية، لهذا من الممكن أن تدفع إسرائيل "الحزب" وحلفاءه للتعامل براحة لتظهر أنها لن تفكر بحرب في الوقت الحالي، وتغتنم الفرصة وتباغت الطرف الآخر بالعدوان".

تحوّل في الأمن القومي

لم تشهد إسرائيل مثل هذه المناورات منذ نحو 20 عاماً، وهذا التمرين، وفق شديد، يؤكد "تعاطي إسرائيل بشكل جدّي مع تهديدات "حزب الله" وتحديداً موضوع دخول شمال إسرائيل والسيطرة على مستوطنة ما"، ويضيف: "الاحتمال الذي وضعته إسرائيل في مناورتها بإمكان تسلل مجموعات من "حزب الله" إلى إسرائيل يشكل تحوّلاً كبيراً بنظرية الأمن القومي الإسرائيلي، فهي طوال الوقت كانت تراهن على إبقاء الحرب على أرض العدوّ، والتمرين رسالة إلى المجتمع الإسرائيلي أنّ أيّ معركة ستكون فيها إسرائيل مسرحاً للعمليات أيضاً لا لبنان فحسب".

حَتمُ الحرب

وعلى الرغم من استبعاده حرباً في الأيام المقبلة يؤكّد شديد أنّ الحرب قادمة والمسألة ترتبط بالتوقيت فقط، ويسجّل عوامل عدّة تدفع إسرائيل إلى القيام بالحرب:

"أولاً: الوضع الداخلي في إسرائيل والأزمة التي يمرّ بها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وخشية "حزب الليكود" انشقاق مؤيديه ومؤيدي اليمين وخشيته من حديث الصحافة عن فساد القيادة، قد تؤدي إلى فقدان الثقة بين الحكومة والمجتمع اليهودي، لهذا فإنّ قيادته تبحث عن مشاريع جديدة، ويضاف إلى ذلك وجود أطراف غربية من اليمين لهم مصلحة قوية ببقاء يمين قوي في إسرائيل نتيجة ارتباطات عدّة.

ثانياً: النتائج في سوريا أتت بعكس ما توقعت إسرائيل وأرادت إسرائيل من المناورة أن تمرر رسالة إلى الروسي والأميركي: "إذا لم تأخذوا في الاعتبار المطالب الإسرائيلية، فإننا قادرون على تحقيق شروطنا عبر سلاح الجوّ فأُدخل المنطقة في حرب".

ثالثاً: إسرائيل ومجتمعها على دراية تامّة بأنّ "حزب الله" يمتلك ترسانة صواريخ تقدر بأكثر من 150 ألف صاروخ وقدرة دفاعية أكبر، لكن أن يمتلك مصانع صواريخ دقيقة فهذا الأمر من وجهة نظر استراتيجية يشكّل بداية تحوّل لمكانة إسرائيل وتفوّقها العسكري في المنطقة وهذا يعدّ من الخطوط الحمراء.

رابعاً: الحساب لا يزال مفتوحاً بين الطرفين منذ عام 2006.

خامساً: بدأت إسرائيل منذ أيام بالحديث عن أنّ لحركة حماس وإيران قواعد عسكرية داخل لبنان، وهي رسالة إسرائيلية مزدوجة، أولاً إلى الرأي العام اليهودي بأنّ مبررات الحرب باتت أكثر من إبقاء الأمور كما هي، والثانية إلى الطرف الآخر أنّ بقاء الأمور سيكون مكلفاً جداً، إذاً فالحرب مسألة وقت وليست في الأيام المقبلة".

"حزب الله" مستعدّ؟

ماذا عن قدرة "حزب الله" واستعداده؟ يجيب شديد: "في الحرب المقبلة سيكون السلوك الإسرائيلي مختلفاً، لأنّ لديه قناعة أنّ حرب 1967 انتهت ولم تعد إسرائيل قادرة على تدمير الجيوش العربية، لهذا ستحاول إسرائيل أن تعوّض من خلال الحدّ الأقصى من الدمار في البنية التحتية والتجمعات في لبنان، فهي ترى أنّ لبنان الدولة شريك مع "الحزب" ما دام الأخير ليس جزءاً من التركيبة المجتمعية والبرلمانية فحسب إنما يحضر في الحكومة أيضاً، ما يعني تحالفاً واضحاً وهذا ما لمسه الإسرائيلي في معارك الجرود الأخيرة".

[email protected]

Twitter: @mohamad_nimer




حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم