السبت - 07 أيلول 2024
close menu

إعلان

التنافس الأميركي - الروسي على دير الزور هل يتحول ساخناً؟

التنافس الأميركي - الروسي على دير الزور هل يتحول ساخناً؟
التنافس الأميركي - الروسي على دير الزور هل يتحول ساخناً؟
A+ A-


اتهمت "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) المدعومة أميركياً السبت طائرات حربية روسية وسورية باستهداف مقاتليها في محافظة دير الزور بشرق البلاد حيث تخوض معارك ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، الامر الذي نفته موسكو لكن الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة أكده. 

هذه المرة الاولى تعلن "قسد"، التحالف الذي يضم فصائل كردية وعربية، استهداف سلاح الجو الروسي مواقعه. ومعلوم أن محافظة دير الزور تشكل في الوقت الحاضر مسرحاً لعمليتين عسكريتين، الاولى يقودها الجيش السوري بدعم روسي في مدينة دير الزور وريفها الغربي، والثانية تشنها "قسد" بدعم من الائتلاف الدولي ضد الجهاديين في الريف الشرقي.

وأصدرت "قسد" بياناً جاء فيه: "في الساعة الثالثة والنصف من صباح اليوم (السبت) تعرضت قواتنا في شرق الفرات لهجوم من جانب الطيران الروسي وقوات النظام السوري استهدفت وحداتنا في المنطقة الصناعية" في ريف دير الزور الشرقي. وأسفر القصف عن "إصابة ستة من مقاتلينا بجروح مختلفة".

لكن الائتلاف الدولي ضد الجهاديين قال في بيان "إن قوات روسية ضربت هدفاً في شرق الفرات في سوريا قرب دير الزور ما أدى الى اصابة قوات شريكة للائتلاف". واضاف ان "الذخائر الروسية اصابت موقعاً كان يعلم الروس أنه يضم قوات سوريا الديموقراطية ومستشارين للائتلاف. لقد اصيب مقاتلون عدة من قوات سوريا الديموقراطية وعولجوا بعد الغارة".

واعتبرت "قسد" من جهتها انه وقت تحقق "انتصارات عظيمة على داعش في الرقة ودير الزور ومع اقتراب الإرهاب من نهايته المحتومة يحاول بعض الأطراف ايجاد العراقيل أمام تقدم قواتنا".

وفي قاعدة حميميم الجوية الروسية لغرب سوريا، صرح الناطق العسكري الروسي الجنرال ايغور كوناشينكوف: "هذا غير ممكن، لماذا نقصفهم؟... من أجل تجنب تصعيد غير مرغوب فيه، أعلمت قيادة القوات الروسية الموجودة في سوريا عبر قنوات الاتصال القائمة، الشركاء الأميركيين سلفاً بحدود العملية العسكرية فى دير الزور". وأوضح أنه "في إطار هذه العمليات يجري استهداف الإرهابيين، وتدمير أسلحتهم وعرباتهم على الضفتين الغربية والشرقية لنهر الفرات"، مشيراً إلى أن"القوات الروسية في سوريا لا تضرب سوى أهداف يجري تحديدها وتأكيدها في المناطق التي يسيطر عليها ويتمركز فيها تنظيم داعش". وأفاد أنه "أولا وقبل كل شيء، يجري تدمير مراكز الإرهابيين ونقاط إطلاقهم النار، التي يستهدفون منها القوات السورية بشكل مكثف".

وشدّد على أن القوات الروسية لم ترصد أي معارك بين "داعش" وقوات أخرى على الضفة الشرقية لنهر الفرات في الأيام الأخيرة، قائلاً: "خلال الأيام الأخيرة على الضفة الشرقية من نهر الفرات لم تسجل وحدات الاستطلاع الروسية أو تكشف أي قتال بين إرهابيي داعش وأي قوة مسلحة أخرى... لذلك فممثلو الائتلاف الدولي وحدهم يستطيعون الإجابة عن سؤال، كيف استطاع عناصر من المعارضة أو مستشارون عسكريون من بلدان الائتلاف الدولي دخول مواقع داعش شرق دير الزور دون قتال؟". وكانت "قسد" أكدت اثر اعلانها بدء حملة "عاصفة الجزيرة" في شرق الفرات في التاسع من ايلول، عدم وجود أي تنسيق مع الجيش السوري وحليفته روسيا.

كما أبرز الائتلاف الدولي آنذاك أهمية احترام خط فض الاشتباك بينه وبين الروس في المعارك الدائرة ضد الجهاديين في شرق سوريا.

واتفق الائتلاف الدولي وروسيا على إنشاء خط فض اشتباك يمتد من محافظة الرقة على طول نهر الفرات في اتجاه محافظة دير الزور المحاذية، ضمان عدم حصول أي مواجهات بين الطرفين اللذين يتقدمان ضد الجهاديين. وتزدحم الاجواء السورية بالطائرات الحربية التي تدعم الحملات العسكرية الميدانية، من طائرات الائتلاف الدولي الى تلك الروسية والسورية.

ونادرا ما تحصل حوادث بين "قسد" والجيش السوري، الا انه في حزيران اسقط الائتلاف الدولي في ريف الرقة الجنوبي مقاتلة سورية اتهمها بالقاء قنابل قرب مواقع لـ"قسد".

وتدور حالياً اشتباكات بين "قسد" ومقاتلي التنظيم المتطرف في محيط المنطقة الصناعية التي تبعد نحو سبعة كيلومترات عن الضفة الشرقية لنهر الفرات مقابل مدينة دير الزور. ويقسم نهر الفرات محافظة دير الزور قسمين، وتقع المدينة مركز المحافظة على ضفته الغربية حيث يتقدم الجيش السوري.

 ويسعى الجيش السوري بدوره الى استعادة السيطرة على كامل مدينة دير الزور بعدما تمكن من كسر حصار فرضه الجهاديون نحو ثلاث سنوات على احياء تسيطر عليها القوات الحكومية. وفي مدينة دير الزور، قال احد السكان :"خرج (تنظيم "الدولة الاسلامية") ولن يعود ان شاء الله. الى جهنم بجهود الجيش السوري والروسي والإيراني".

وعلى وقع تقدم "قسد" من جهة والجيش السوري من جهة أخرى، تراجعت سيطرة "داعش" إلى ما يزيد عن نصف محافظة دير الزور الغنية بالنفط والحدودية مع العراق، بعدما كان يسيطر عليها تماماً في العام 2014. واذا خسر التنظيم المتطرف كامل محافظة دير الزور، يتراجع وجوده في سوريا الى حد كبير بحيث لا يعود يسيطر إلا على بعض الجيوب في وسط البلاد وجنوبها. وهو الذي خسر الجزء الاكبر من مدينة الرقة، معقله الابرز في سوريا، أمام تقدم "قسد" المستمر فيها.


هجوم نحو البوكمال

والى المعارك التي يخوضها الجيش السوري للسيطرة على مدينة دير الزور، أعلنت قوات متحالفة معه، بينها "حزب الله" اللبناني ومقاتلون ايرانيون وعراقيون، في بيان السبت بدء عملية عسكرية اطلقوا عليها الاسم الرمزي "الفجر 3" تهدف الى الوصول الى منطقة البوكمال الحدودية مع العراق.

ووصف البيان، الذي أصدره "الاعلام الحربي" التابع لـ"حزب الله"، البوكمال بأنها منطقة "استراتيجية". وهي تعد واحدة من اهم المدن التي لا يزال التنظيم الجهادي يسيطر عليها في محافظة دير الزور، وهدفا دائما لقصف الائتلاف الدولي.

وأفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" السبت أن "تنظيم الدولة الإسلامية أسقط طائرة حربية يرجح أنها لقوات النظام كانت تحلق في منطقة البوليل جنوب شرق مدينة دير الزور". ولم يتمكن المرصد من تحديد طراز الطائرة، مشيرا إلى أنها سقطت قي مناطق سيطرة النظام قرب مدينة دير الزور.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم