السبت - 07 أيلول 2024
close menu

إعلان

دعوة سعودية لافتة للراعي ورد حاد للمشنوق

المصدر: "النهار"
دعوة سعودية لافتة للراعي ورد حاد للمشنوق
دعوة سعودية لافتة للراعي ورد حاد للمشنوق
A+ A-

في مبادرة اكتسبت ابعادا مهمة خصوصا من حيث توقيتها زار القائم بالاعمال السعودي في لبنان وليد البخاري بكركي حيث التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وسلمه دعوة لزيارة المملكة العربية السعودية في الاسابيع المقبلة. والتوقيت مهم كونه يأتي عقب خضة اثارتها المملكة في لبنان على المستوى السياسي عبر تغريدات مرتفعة السقف لوزير الدولة لشؤون الخارجية السعودية ثامر السبهان يؤكد سياسيون كثر انها استدعت الغاء رئيس الحكومة سعد الحريري مواعيده يوم الاثنين الماضي والتوجه الى المملكة حيث التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والديبلوماسي السبهان . ومع ان الحريري غرد والسبهان على ان الاستقرار اللبناني كانت نقطة وفاق مطمئنا بذلك الافرقاء السياسيين الذين لم يخفوا قلقهم من مفاعيل الموقف السعودي على التسوية السياسية وعلى الحكومة وتاليا الاستقرار فان الاوساط السياسية ظلت تتطلع الى معرفة تفصيلية اكبر لمضامين زيارة الحريري ومباحثاته للبناء على الشيء مقتضاه .

وسرت اجواء ان المملكة نصحت الحريري بان المملكة تدعم الحكومة لكن على هذه الاخيرة ان تحيد او تميز نفسها عن " حزب الله" انطلاقا من عدم استبعاد حرب محتملة بينه وبين اسرائيل ستشمل سوريا ايضا فيما يهم المملكة الا يذهب لبنان بجريرة الحزب واجندته الاقليمية انطلاقا من التهديدات الاسرائيلية التي اصرت على الربط بين الحزب والدولة اللبنانية على انهما واحد .

وفيما استمر تفاعل هذه المواقف في الصالونات السياسية بعيدا من الاعلام ، فان حدتها قد تشهد حماوة على ضوء خلافات داخلية لم يعد يمكن اخفاء احتمال تهديد وصولها الى حافة الانهيار. اذ سرت معلومات امس لعدم الرد على المواقف التي اطلقها وزير الخارجية جبران باسيل مساء الثلثاء في اكثر من اتجاه اذ انه اطلق مواقف لم تبد مريحة في شأن الجبل علما ان الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط كان ادلى بحديث قصير الى المحطة التي تعود للتيار الوطني الحر اظهر فيه ودا وتثمينا للسنة الاولى من عهد رئيس الجمهورية. وكذلك هو اطلق مواقف تتصل بحليفه القوات اللبنانية متحدثا عن الاحجام اشتراطا للتعاون في موضوع الانتخابات النيابية المقبلة داحضا شعار " اوعا خيك" الذي تم تعميمه بعد المصلحة العونية القواتية التي رشح فيها الدكتور سمير جعجع العماد عون للرئاسة الاولى ومستبدلا اياه ب" اوعا حالك". والاستهداف الثالث من باسيل نال وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي انتقده باسيل على ادارته ملف الانتخابات حسبما قال مستعينا بعبارة تتسم غريبة " يا بيقلع هيك او بيقلع هيك" اي اما يسير وفق ما يتوقع باسيل او يتم الاستغناء عنه في الحكومة علما ان من شأن خطوة مماثلة ان تفجر الحكومة وهي ليست من صلاحيات رئيس الجمهورية فكيف بوزير . وتحدثت معلومات ان موقف باسيل من المشنوق يتصل برفض وزير الداخلية ترك وزارة الخارجية وباسيل يديران انتخابات المغتربين كما يرغب رئيس التيار الوطني الحر فيما ادارة الانتخابات من صلاحية وزارة الداخلية وهناك انتقادات لباسيل لجهة عزمه على تظيف اصوات المغتربين وتجييرها لمصلحته ليس الا .

ورد الوزير المشنوق بعنف على باسيل اسفا لـ"الإصرار عند بعض الفرقاء السياسين على تشويه النقاش الدائر حول الإنتخابات النيابية وحول السجالات المرتبطة بها أكانت سياسية أو تقنية".

واعتبر في بيان وزّعه أنّه "بات واضحاً أنّ هناك من يريد أن يستثمر في الهوبرة لبناء خطاب إنتخابي، ويعتقد أنّه ينال من الوزير المشنوق شخصاً وفريقاً سياسياً، أيّاً تكن الإدعاءات عكس ذلك" . وقال" يبدو أن الوزير باسيل ما عاد يفرِّق بين حدوده وحدود الاخرين، ولا عاد قادراً على التمييز بين موقعه كوزير وبين أحلامه كمرجعيةً فوق الدستور والدولة والمؤسسات، وبتطاول مرفوض على الصلاحيات والاعراف. أقول للوزير باسيل مباشرة: لست الآن ولن تكون في أي لحظة في المستقبل في موقع يحدد لي أولاً وللفريق السياسي الذي أنتمي إليه، لا صلاحيتنا ولا دورنا ولا مكانتنا في النظام السياسي اللبناني، وهو موقع ودور ومكانة نستمدهما حصراً من الشرعية الشعبية ومن الثقة البرلمانية ومن دستور الطائف".

وتوجّه المشنوق لباسيل بالقول: "أما اعتقادك التبسيطي بأنّك في موقع من يعيّن الوزراء ويقيلهم أو يعدّل في حقائبهم ومسؤولياتهم، فهو يعبّر عن أحلام شخصية وخاصّة، ولا يبدو أنّ هناك حلاً لها داخل منطوق الدستور والنظام العام، فابحث عن حلول لهذه الأحلام حيث ترتاح".

وختاماّ ذكّر المشنوق بقول جبران خليل جبران: "الحقّ يحتاج إلى رجلين، رجل ينطق به، ورجل يفهمه"، وأضاف: "بات معروفاً من هو الرجل الأوّل، بينما البحث لا يزال جارياً عن الرجل الثاني".

وايا تكن طبيعة ما يجري خلف الكواليس السياسية فان ختام السنة الاولى من عهد عون بدا مفجرا للكثير من التناقضات التي يعتقد انها لن تبقى طويلا وراء الكواليس وسرعان ما ستظهر الى العلن ولو ان افرقاء كثرين يلجمون انفسهم راهنا تقطيعا لبعض الوقت وربما لاختيار التوقيت المناسب ايضا قبل الانتخابات النيابية .



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم