السبت - 07 أيلول 2024
close menu

إعلان

هل "زُرعت بذور الحرب المقبلة" في العراق؟

المصدر: "الاستراتيجيست"
"النهار"
هل "زُرعت بذور الحرب المقبلة" في العراق؟
هل "زُرعت بذور الحرب المقبلة" في العراق؟
A+ A-

إنّ الدليل على الاحتمال الثاني موجود في أوروبا حيث تزايد عدد الهجمات الإرهابيّة على الرغم من خسارة التنظيم للأراضي التي سيطر عليها ولعدد من قادته في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويمكن أن يكون داعش في مرحلة رفض لصياغة هوية مرتبطة بالأرض والجغرافيا فيتحاشى الإصابة بالخسائر. من هنا، يشدّد الكاتب على ضرورة توقع استمرار التنظيم في إلهام عدد من الإرهابيين على شنّ اعتداءات حول العالم. 


السير مجدّداً على الدرب الذي أنشأ داعش

يكتب ماهر عن وجود عدد من الأدلة التي تشير إلى أنّ #العراق سيبقى هشّاً سياسيّاً وعسكريّاً بحسب رأيه. يقوم مقاتلو الحشد الشعبي بملء الفراغ الذي تتركه هزيمة داعش بعد سيطرة قوات الأمن العراقية على معاقله، مدعومة بغطاء جوي من قوات التحالف. وهنالك مؤشرات أخرى إلى أنّ فيلق القدس التابع للحرس الثوري ألهم عمليّات الحشد الشعبي مؤخراً في مناطق كان يسيطر عليها الأكراد. في هذا الإطار، إنّ الدعم الذي يؤمّنه التحالف لتسريع الانتصار قد يعزّز أهداف #إيران والحشد الشعبي. فعمليّات الأخير في مناطق كانت تسكنها الغالبيّة السنّيّة يمكن أن تعلن عن تعديل في موازين القوى في الانتخابات المقبلة سنة 2018. "هذا الطريق من الهيمنة الشيعيّة المتزايدة، تمّ سلوكه من قبل – وأدّى إلى ظهور داعش بعد الانسحاب الأميركيّ سنة 2011".


"غير فعّال بشكل مرعب"

خلال عمليّة تحرير #الموصل، سلّمت القوات الجوية في التحالف الدولي أكثر 5075 قطعة سلاح لقوات الأمن العراقيّة في شهر 2017 وحده. وهذا معدّل سلاح واحد كل عشر دقائق. إنّ مجموعاً من 98532 سلاحاً قدّمه التحالف في سوريا والعراق. بالنسبة إلى قوّة تُقدَّر بحوالي 30 ألف مقاتل سنة 2015، كان ذلك "غير فعّال بشكل مرعب" وقد هجّر المواطنين السنّة والتركمان. إنّ التركيز على هزيمة داعش العسكرية على المدى القريب يشير إلى أنّ العراق سيشهد حوكمة ضعيفة ما يجعله معرّضاً للتطرف العنيف.


العراق بعد 18 سنة

في سنة 2035، سيكون نصف السكّان العراقيين تحت عمر 21.9 سنوات. هذا الحدّ يشمل اليوم الأطفال العراقيين الذين سيكبرون في بيئة تعاني من جروح الحرب، وسيكونون عرضة للنقص في التعليم والعناية الصحية وفرص العمل. وهنالك مؤشرات على أنّ حكومة العراق ستفشل في تأمين هذه الفرص للمواطنين السنّة الذين يعيش مليون ونصف المليون منهم في مخيّمات لجوء عراقيّة.

في الوقت الحالي، تبدو قدرات الحكومة محدودة في تقييد أعمال الحشد الشعبي الذي استطاع خلال الأشهر الأخيرة أن يسيطر على ثلاث إلى أربع نقاط عبور كبيرة باتجاه سوريا. إنّ جسراً برّيّاً يمتدّ من #طهران إلى #بيروت هو واقع. وإيران مهيّأة بشكل جيّد للاستمرار في تقديم دعمها لمجموعات الحشد الشعبي التي تطلق ما يمكن أن يُنظر إليه على أنّه عمليات لمكافحة التمرّد في #نينوى و #الأنبار غرب العراق.


"نكتة جوفاء"

حين تغادر الدول الغربية العراق، قد يكون من المنطقي التساؤل حول ما إذا كانت هذه الدول أو النظام الإيراني قد استفاد من الحملة ضدّ داعش. ويستشهد ماهر بما كتبه البروفسور الأميركي الفرنسي برنارد فول منذ أكثر من نصف قرن عن الحرب الهندو-صينية الأولى (1946-1954) في كتابه "شارع بلا بهجة". يشير فول إلى أنّ تحرير قرية كان يحتلها الفييت كونغ (الشيوعيون) رغماً عن إرادة أبنائها من خلال القصف المكثف بواسطة قنابل النابالم والخسائر الكبيرة التي تعرّضت لها على صعيد الأرواح والملكية والمزارع سيكون "نكتة جوفاء".

يشير الكاتب أخيراً إلى أنّ دمج الأضرار الناتجة عن المعارك بالشبان المصابين واحتمال عدم مراعاة التمثيل الطائفي في الحكم يطرح احتمال أن "تكون بذور الحرب المقبلة في العراق قد زُرعت". إنّ ما يجري اليوم لا نهاية واضحة له ويتطلب استراتيجية محكمة أبعد من مجرّد تحقيق المكاسب العسكريّة على الأرض.






الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم