السبت - 07 أيلول 2024
close menu

إعلان

ماذا سيقدم "حزب الله" في مشاورات بعبدا؟

المصدر: "النهار"
عباس الصباغ
ماذا سيقدم "حزب الله" في مشاورات بعبدا؟
ماذا سيقدم "حزب الله" في مشاورات بعبدا؟
A+ A-

لا يتوقع حتى المتفائلون أن مشاورات بعبدا ستجترح المستحيل لوضع حد لتريث رئيس الحكومة سعد الحريري ومن ثم عودته الى مزاولة نشاطه بشكل كامل، وبالتالي عودة الروح الى حكومة "استعادة الثقة" الى حين اجراء الانتخابات النيابية. 

لكن ماذا لدى "حزب الله" ليقدمه الى الحريري الذي ربط تريثه بافساح المجال امام المشاورات بطلب من الرئيس ميشال عون، وهل يمكن ان يعلن الحزب موقفاً نوعياً يضع حداً لمشاركته العسكرية المباشرة في سوريا او "التزامه الاخلاقي" حيال اليمن وشعبها؟ البحث عن مخرج للأزمة الراهنة بعد تريث الحريري بات الشغل الشاغل للطبقة السياسية اللبنانية برمّتها، وإن كان الطرف المعني مباشرة بتقديم الاجابات هو "حزب الله" من دون تقليل تداعيات مواقف الاطراف السياسيين سواء الممثَّلة في الحكومة او التي لم تعجبها تلك الحقيبة الوزارية وفضّلت التموضع في المعارضة.

مصدر قيادي في "حزب الله" يؤكد لـ"النهار" ان التواصل مع الحريري لم ينقطع، سواء قبل الاعلان الملتبس عن استقالته من الرياض او خلال وجوده في السعودية، وكذلك استمرار التشاور معه بعد عودته ومن ثم تريثه. ويشير الى ان التواصل في غياب الحريري كان مع عدد من المقربين منه.

وفي السياق، لم يعد سراً ان النائبة بهية الحريري كانت على تواصل مع حارة حريك وثمّنت مواقف الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله خلال ازمة اعلان الاستقالة وتمسك الحزب بضرورة عودة رئيس الحكومة الى بلاده ليبنى على الشيء مقتضاه.

ويلفت المصدر الى ان "ما يجري من مشاورات يهدف الى اصدار اعلان وليس بيان وزاري جديد للحكومة الحالية لان الاخيرة نالت ثقة البرلمان بناء على بيانها الوزاري، وان اي تعديل فيه يتطلب مثولها مجدداً امام البرلمان لنيل ثقته قبل ان تمارس مهماتها، وهذا الامر متعذر راهناً". ويتابع: "كل البحث كان يتركز على ايجاد مخرج لائق للانتقال من مرحلة التريث الى مرحلة العمل الحكومي الفعلي، وان لا يظهر الحريري في موقع المنكسر وفي الوقت عينه لا تكون السعودية قد خسرت مغامرتها الاخيرة بعد التماسك الوطني اللبناني والحكمة في ادارة الازمة من المسؤولين اللبنانيين، بدءاً من الرئيس عون وصولاً الى السيد نصرالله مروراً بالرئيس نبيه بري".

وفق هذه المعطيات، لا يبدو ان "حزب الله" سيعلن خروجه من سوريا "لانه في حرب استباقية ضد الارهاب"، وان الامر "لا يتناقض مع خطاب القسم الذي اكد محاربة الارهاب ردعياً واستباقياً، عدا ان محاربة الجماعات الارهابية على الحدود اللبنانية - السورية واعلان المقاومة بعد تحريرها الجرود ان هذه الجرود باتت في عهدة الجيش اللبناني، وبالتالي لم تستثمر ذلك التحرير تماماً كما فعلت عامي 2000 و2006 عندما اعلن نصر الله ان الانتصار هو للشعب اللبناني ولجيشه ولمقاومته وليس لفريق سياسي، وانه لن يعمل على تسييل هذه الانتصارات في الداخل بخلاف ما فعلته المقاومة الفرنسية عام 1945 عندما تولت حكم فرنسا".

ووفق هذه المعطيات أيضاً، لا يبدو ان تنازلاً حقيقياً سيقدمه الحزب، وجلّ ما سيقدمه بحسب القيادي انه سيوافق على "تحييد لبنان عن الصراعات العربية - العربية لان كل ما يطلبه الحريري موجود في البيان الوزاري والحزب ملتزم به". ويختم: "لبنان في حاجة اليوم الى فترة قصيرة كي تعود العجلة الحكومية الى العمل الطبيعي، وانه لا يوجد جدال او نقاش حقيقي بشأن موضوع محدد يمكن ان يؤدي الى ازمة سياسية، ولكن هناك حاجة الى مخرج يحفظ ماء الوجه للجميع".

في الخلاصة، لن يدخل "حزب الله" في نقاش حول سلاحه لان الامر غير مطروح اساساً، وكذلك لن يناقش في عودته من سوريا قبل الانتصار على الجماعات الارهابية. اما بيت القصيد وهو الحرب في اليمن فإن الحزب ليس لديه ما يضيفه الى ما قاله امينه العام في العاشر من الشهر الجاري وجاء فيه حرفياً: "ان هدف الضغط على حزب الله ومعاقبته هو لتغيير موقفه وسياساته وسلوكه. طبعاً موقفنا من اليمن لن تبدلوه ولن تغيروه لأن هذا بالنسبة الينا موقف إنساني، إسلامي، أخلاقي، ديني، قومي، عربي، سمّوه ما تريدون، هذا موقف سنجيب الله عليه يوم القيامة، هذا خارج الحسابات السياسية (...)".

وعليه، فإن أي تنازل من "حزب الله" في موضوع اليمن سيظل راهناً خارج الحسابات السياسية، وعلى الآخرين ربما اعادة النظر في حساباتهم.

[email protected]

@abbas_sabbagh 


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم