السبت - 07 أيلول 2024
close menu

إعلان

بعد صراعه مع السرطان: "مش مهم بس نعيش. الأهم نعيشا... للآخر"

المصدر: "النهار"
ليلى عقيقي
بعد صراعه مع السرطان: "مش مهم بس نعيش. الأهم نعيشا... للآخر"
بعد صراعه مع السرطان: "مش مهم بس نعيش. الأهم نعيشا... للآخر"
A+ A-

ليست تجربته الأولى، إلا أنها محاطة بهالة من التميّز ونفحة من روح العيد، فبعد "مش عادي" عام 2013 و"ناطرك" عام 2014 وقصة حب عام 2015 و"شوية حب" عام 2016، يطلّ الصحافي الياس باسيل في الـ 2017 في فيلم ميلادي قصير جديد، وهذه المرة بعنوان "للآخر".

وفي مقابلة خاصة له مع "النهار" روى باسيل بعضاً من تفاصيل القصة وكيف انطلق بكتابتها مروراً بالصعوبات التي واجهته والنتائج التي وصل إليها.

وروى باسيل: "البطل في القصة هو شاب لا اسم له، يعيش في صراع مع مرض السرطان، ونرى في مشاهد الفيلم كيف أثرت حالته المرضية في حياته من الناحية الروحية، وكيف كانت علاقته بالله في هذه الفترة وكيف استمد قوته من إيمانه ليسلم الروح بفرح ليلة عيد الميلاد".

هكذا انطلقت الرحلة 

يروي "ككل عام لم يكن من السهل عليّ اختيار الموضوع الذي ستتمحور حوله الرواية، إلا أنني عشت تجربتين دفعتاني إلى التوقف عندهما والتفكير بعمق". وأضاف "كنا في حفل وداع للعزوبية عندما اضطررنا لنقل إحدى صديقاتنا إلى المستشفى بعد أن سقطت وعانت من ألم حاد في رجلها. وخلال انتظارنا في الطوارئ وصل رجل مسن ومعه مجموعة كبيرة من الأشخاص المتأنقين، واكتشفنا في ما بعد أن الرجل أصيب بأزمة قلبية خلال زفاف ابنه".


وأكمل باسيل "رأيت عائلته في غرفة الانتظار مجتمعة تصلي بحرارة، إلا أن الحقيقية كانت قاسية عليهم فالرجل توفي". ثم لفت إلى أنه في الليلة نفسها رأى صبياً سورياً مع والدته، وكان تعرض للسعة نحلة في شفته سببت له تورماً وألماً حاداً، وقال: "استوقفني المشهد وبدأت أفكر هل هذه السيدة تستطيع دفع فاتورة المستشفى أو أن تشتري الدواء لطفلها؟ كان الألم ظاهراً في عينيها".


ومع هذه الحوادث السريعة في أقل من ساعة توصل باسيل الى استنتاج واحد "الإنسان لا يعرف قيمة حياته الحقيقة قبل أن يشعر أن الموت اقترب".

عوائق وصعوبات

وخلال حديثه لموقعنا، تطرق الصحافي الشاب إلى العوائق التي واجهته خلال تنفيذ العمل، قائلاً: "الصعوبة الأكبر التي واجهتها كانت الدعم المادي، خصوصاً أن العمل هذا العام كان على مستوى أعلى من الأعمال التي سبقته. حاولت جاهداً وتمكنت من الاتفاق مع بعض الأشخاص لرعاية الانتاج".

وأشار باسيل إلى أن "الوقت القصير والتفاصيل الصغيرة التي تحتاج إلى وقت أطول من غيرها شكلت أيضاً صعوبة لدى تنفيذ الفيلم".

ولفت إلى أن جميع الأشخاص الذين عملوا معه تقريباً قدموا أنفسهم ووقتهم من دون مقابل مادي.

أهداف الفيلم مادية ومعنوية 

وشرح باسيل "ككل عام الأهداف من الفيلم تكون مادية ومعنوية. فما يحصل أنني في كل سنة أحيي حفل إطلاق للعمل حيث أعرضه للمرة الأولى، وخلال الحفل أقوم ببيع العمل على "دي في دي" إلا أن لا ثمن محدداً له، فكل شخص يتبرع بالمبلغ الذي يستطيع دفعه من دون إحراج أحد".

وتابع "المبلغ الذي يُجمع أتبرع به بالكامل لجمعية أو مؤسسة، ففي العام الماضي مثلاً جنى العمل 1600 دولار أرسلتها إلى مركز راهبات مرسلات المحبة في أثيوبيا، أما السنة فالمبلغ سيعود لمركز سرطان الأطفال في لبنان".

أما بالنسبة للهدف المعنوي الذي تكلم عنه باسيل فكان "عكس صورة جديدة عن يسوع المسيح وعن صورة الشاب المؤمن الذي يعتبره المجتمع شخصاً لا يعرف كيف يعيش حياته".

حول القصة

وأوضح باسيل "للآخر هو فيلم ميلادي قصير من إخراج هاشم الترك، مترجم للغة الإنكليزية، وما يميزه هو أن كل من يشاهده يستطيع أن يرى قصتين، الأولى في النص والثانية في الصور".

وأضاف "في الليلة التي استوحيت فيها فكرة الفيلم كل ما كنت أفكر فيه هو أن المستشفى يمثل الأرض حيث يعيش كل شخص عليها مع ألمه الخاص وأمله بغد أجمل".

وخلال إجابته عن سؤال حول لجوئه إلى رجال دين أو لاهوتيين لمراجعة نصه قبل التصوير، أكد باسيل "مراجعتي لرجال الدين تعيدني إلى المكان الذي أحاول الخروج منه، هدفي هو أن أعكس لكل شخص يشاهد العمل أننا نستطيع التكلم مع يسوع الإنسان لمناجاة يسوع الإله بالطريقة التي تريحنا فهو صديق وأخ وأب ورب".

وشدد "يهمني أن يستطيع الإنسان أن يقترب من الله من خلال قصتي مهما كان دينه، فالمسلم كما المسيحي يؤمن بالرب ويحاول إيجاد الطريق الصحيح للاقتراب منه، لذلك لا يمكن إيجاد أي رمز ديني في أفلامي".

ليلة العرض

وأعلن باسيل أن "للآخر" سيعرض يوم الثلثاء المقبل 12 كانون الأول 2017 على مسرح دير مار يوحنا الحبيب – الرئاسة العامة لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة في جونية عند الساعة الثامنة والنصف مساء.

"للآخر" قصة تتأرجح بين فيلم ميلادي وخبرة يمر فيها شخص في كل عائلة تقريباً، فمرض السرطان لم يعد ظاهرة بل أصبح حالة منتشرة في مجتمعنا وبين أحبائنا.  

ولم لا نقدم لفتة متواضعة لمناسبة العيد للأطفال المصابين للسرطان من خلال هذا العمل؟

أقوال من "للآخر":

"قلُّن إنّو وقتُن هون قليل، وعم يقطع بسرعة

علّمُن إنو اللّي راح ما بيرجع، والباقي مش مضمون،

فهّمُن إنّو بكرا اليوم، وبعدين هلّق!

وعّيُن إنّو اللّي هون، ولأنّو من هون، باقي هون...

علّمُن يعيشوا، يعيشوا منيح، يعيشوا صح، لحدّ ما تتعب الحياة اللّي فيُن منُّن

علّمُن يحبّوا، يحبّوا بصدق، بشغف، بجنون، لحدّ ما يصير الحبّ يوجّعُن

علّمُن يعطوا، يعطوا من حالُن، يعطوا حالُن، يعطوا كلّ شي فيُن لحدّ ما يبلّش العطاء يخسّرُن!"



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم