السبت - 07 أيلول 2024
close menu

إعلان

مقتل العشرات في معارك عنيفة في ريف ادلب

المصدر: "ا ف ب"
مقتل العشرات في معارك عنيفة في ريف ادلب
مقتل العشرات في معارك عنيفة في ريف ادلب
A+ A-

تسببت المعارك العنيفة المستمرة بين القوات الحكومية وفصائل جهادية ومقاتلة عند أطراف محافظة ادلب الخارجة عن سيطرة النظام منذ أكثر من عامين، بمقتل العشرات ودفعت عائلات الى النزوح.

وقرب دمشق، انتهت ليل الخميس الجمعة عملية إجلاء 29 مريضاً من الغوطة الشرقية المحاصرة من قوات النظام، مقابل إفراج الفصائل المعارضة عن عدد مماثل من العمال والاسرى كانوا محتجزين لديها.

وبعد شهرين من المواجهات المتقطعة، بدأت قوات النظام الاثنين بدعم جوي روسي، هجوماً واسعاً عند الحدود الإدارية بين محافظتي ادلب (شمال غرب) وحماة (وسط)، يهدف الى السيطرة على ريف إدلب الشرقي حيث استعادت عدداً من القرى والبلدات بعد طرد هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل اسلامية منها.

وأحصى المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة مقتل "27 عنصراً من قوات النظام وحلفائها مقابل 20 مقاتلاً من الفصائل في الساعات الـ24 الأخيرة جراء المعارك" في بلدات عدة في محافظة ادلب.

وأفاد أيضاً بمقتل 19 مدنياً على الأقل بينهم سبعة أطفال منذ الخميس جراء الغارات السورية والروسية الداعمة للهجوم.

وكثفت قوات النظام الجمعة، بحسب المرصد، "قصفها للمنطقة بشكل غير مسبوق منذ أشهر".

وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس في منطقة محاذية لتلك التي تدور فيها المعارك، أعمدة الدخان تتصاعد من عدد من القرى والبلدات تزامناً مع دوي غارات كثيفة تنفذها طائرات حربية تحلق في سماء المنطقة.

وأعلنت المساجد في المناطق المجاورة عبر مكبرات الصوت إلغاء صلاة يوم الجمعة ودعت السكان لملازمة منازلهم.

وأفاد مراسل فرانس برس عن خلو قرى وبلدات من سكانها، كما شاهد عشرات السيارات المحملة بالمدنيين مع حاجياتهم تغادر المنطقة.

ونزحت منذ بدء الهجوم الإثنين، بحسب المرصد، مئات العائلات جراء كثافة الغارات.

وخرجت محافظة ادلب الحدودية مع تركيا عن سيطرة القوات الحكومية منذ العام 2015 بعد سيطرة تحالف فصائل اسلامية وجهادية عليها.

ولاحقاً في العام 2017، تسبب اقتتال داخلي بفك هذا التحالف. وباتت هيئة تحرير الشام تسيطر منذ أشهر على الجزء الأكبر من المحافظة، فيما يقتصر تواجد الفصائل الإسلامية على مناطق أخرى محدودة فيها. إلا ان هذه الفصائل تنسق حالياً في ما بينها للتصدي لهجوم قوات النظام، بحسب المرصد.

وتشكل محافظة ادلب مع أجزاء محاذية لها من محافظات حماة وحلب (شمال) واللاذقية (غرب) إحدى مناطق اتفاق خفض التوتر الذي تم التوصل اليه في أيار بموجب محادثات أستانا برعاية روسيا وإيران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وبدأ سريان الاتفاق عملياً في ادلب في أيلول.

ويأتي تحرك قوات النظام باتجاه ادلب، بعد انتهائها من آخر أكبر المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة دير الزور (شرق) الحدودية مع العراق.

وشكلت إدلب خلال العامين الماضيين وجهة لمقاتلين معارضين ومدنيين تم اجلاؤهم من مناطق عدة في سوريا قبل أن تستعيد القوات الحكومية السيطرة عليها.

وتوقع محللون أن تشكل إدلب الهدف المقبل لقوات النظام وحليفته روسيا بعد الانتهاء من المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وقرب دمشق، استكملت ليل الخميس الجمعة عملية إجلاء استمرت ثلاثة أيام تم خلالها إخراج 29 مريضاً، بينهم 17 طفلاً، من الغوطة الشرقية بحسب الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر.

وأوضح مصدر طبي في الغوطة لفرانس برس رافضاً الكشف عن هويته الجمعة أن الدفعة الأخيرة تضمنت "13 مريضاً هم ستة أطفال وأربع نساء وثلاثة رجال".

وتمت عملية الاجلاء على ثلاث دفعات منذ الثلاثاء بموجب اتفاق بين القوات الحكومة وجيش الإسلام، الفصيل الأبرز في الغوطة الذي أفرج بدوره عن 29 أسيراً من مدنيين ومقاتلين موالين للنظام لديه.

وشاهد مراسل فرانس برس في مدينة دوما مسعفين من الهلال الأحمر وهم يحملون الأطفال المرضى، وآخرين يتفقدون الشابة مروة (26 عاماً) التي تعاني من مرض السحايا وهي ممددة داخل سيارة اسعاف شبه غائبة عن الوعي.

وكانت الأمم المتحدة أعلنت في نهاية تشرين الثاني لائحة تضم 500 شخص بحاجة ماسة للإجلاء من الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، إلا أن 16 شخصاً منهم على الأقل قضوا منذ ذلك الحين.

ولم يعرف ما إذا كانت عمليات اجلاء مماثلة ستتكرر في الفترة المقبلة.

وتعليقاً على عملية الإجلاء المحدودة، قال رئيس مجموعة العمل الانساني التابعة للامم المتحدة في سوريا يان ايغلاند، "ليس اتفاقاً جيداً حين يتم تبادل أطفال مرضى بأسرى، هذا يعني أن الأطفال تحولوا إلى أداة للمساومة، أنه أمر لا يجدر أن يحدث".

وتحاصر القوات الحكومية الغوطة الشرقية بشكل محكم منذ العام 2013، ما تسبب بنقص خطير في المواد الغذائية والأدوية في المنطقة التي يقطنها نحو 400 ألف شخص. ولا يمكن أن تتم عمليات الإجلاء أو ادخال قوافل المساعدات الى الغوطة الشرقية إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من السلطات السورية.

وسجلت الغوطة الشرقية، وفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أعلى نسبة سوء تغذية بين الأطفال منذ بدء النزاع في سوريا في العام 2011.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه بمقتل اكثر من 340 ألف شخص وبدمار كبير في البنى التحتية وفرار وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم