"جيش" إيراني معارض لمساندة التظاهرات الشعبية؟

وتداول مستخدمون وصفحات على مواقع التواصل في مصر الوثيقة المكتوبة باللغة الفارسية، على أنها إعلان لانشقاق قيادات كبيرة بالجيش الإيراني، وانضمامها للتظاهرات الشعبية التي تشهدها الدولة الفارسية منذ عدة أيام.  

كما تم تداول مقطع فيديو لملثم يتحدث بالفارسية، ويقول إنه من الحرس الثوري الإيراني، ويعلن عن انشقاقه من قلب طهران.

ويتزعم الحركة الجديدة التي تهدف لتأسيس جيش شعبي، الإعلامي المعارض سيد محمد حسيني. ويقيم حسيني في الولايات المتحدة منذ سنوات، ولم يذكر البيان أنه سوف يقود "الجيش" المزمع تأسيسه وفقا للوثيقة التي نشرت قبل ساعات قليلة.

وقال بنده يوسف، الباحث المتخصص في الشأن الإيراني لـ"النهار": "إن الحركة الجديدة قد لا يكون لها تأثير يذكر في المعادلة السياسية الإيرانية، ويبدو أن كل شخص يريد أن تنتهي الأمور إلى ما يريده هو، ويجب ألا نستعجل النتائج، هناك تطورات تحدث في المشهد، وخلف الكواليس أيضا، ولكن عنصر الديمومة (للتظاهرات) غائب".

وأشار بنده إلى أن "الإذاعي حسيني يقف خلف هذا الإعلان، على الرغم من أن الوثيقة المكتوبة لم تشر إلى أنه سوف يقود الجيش، ولكنها أشارت إلى وصول معلومات إليهم (أي مؤسسي الجيش الشعبي) بشأن خطط النظام، كما أكدت أن (الجيش) سوف يكون في صف المتظاهرين الغاضبين".

وتتواصل المظاهرات في المدن الإيرانية منذ، الخميس 28 كانون الأول 2017. وبدأت للتعبير عن الغضب من الأوضاع السياسية والاقتصادية ومعدلات البطالة التي تجاوزت 12%، لكنها سرعان ما تطورت وشهدت هتافات ضد الرئيس الإيراني حسن روحاني، والمرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي.

واحتفى بالتظاهرات حزب "النور" الذي أسسه رموز من التيار السلفي بمصر، والذي يعد عدوا سياسيا وفقهيا للشيعة وإيران التي تنتمي أغلبية سكانها ونظامها الحاكم لهذا المذهب الإسلامي.

وقال الدكتور أحمد خليل خير الله رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في بيان، صباح اليوم الاثنين: "إنه يجب التوقف كثيرا عند اللقطات التي ظهرت خلال المظاهرات في العاصمة الإيرانية طهران ومدن أخرى للبلاد، من تمزيق المتظاهرين لصوره مرشد الثورة الإيرانية (علي خامنئي) ما قد يعني أن الكيل قد طفح من تبعات السياسات الكهنوتية لولاية الفقيه والتي جلبت الجهل والفقر للشعب الإيراني فضلا عن استعداء جيرانهم العرب والمسلمين".

وأشار خير الله إلى "أن المظاهرات الحاشدة في إيران والمستمرة منذ أربعة أيام، تظهر أن سياسات إيران في منطقه الشرق الأوسط قد ارتدت عليها وبصوره غير مسبوقة، و لم تقف عند الاحتجاج علي الأوضاع الاقتصادية وفقط، ولكن ارتفع سقفها إلي المطالبة بالتخلص من نظام الملالي الذي امتص ثروة الشعب الإيراني وأعاد ضخها لمليشيات تابعه له في لبنان و سوريا و العراق و اليمن".