السبت - 07 أيلول 2024
close menu

إعلان

"أطباء بلا حدود" لأطباء الغوطة: سنواصل دعمكم رغم الصعوبات

المصدر: "النهار"
"النهار"
"أطباء بلا حدود" لأطباء الغوطة: سنواصل دعمكم رغم الصعوبات
"أطباء بلا حدود" لأطباء الغوطة: سنواصل دعمكم رغم الصعوبات
A+ A-

 وقال في رسالتها: "أسبوع تلو الآخر، حاولنا دعمكم حين كان يتم إحضار آلاف من الجرحى والقتلى إلى مستشفياتكم، ويوماً بعد يوم استمعنا إليكم وأنتم تصفون الشعور بنفاد طاقتكم وباليأس في وضع كهذا.كما توجهنا بنداءاتنا إلى الحكومة السورية وحلفائها وكافة الأطراف المعنية في عملية القتال هذه لإيقافها. حاولنا قدر المستطاع أن نكون معكم رُغم بُعدِ المسافة. لكن شيئاً فشيئاً، منذ يوم 18 شباط، واجهنا مجدداً قيوداً على قدرتنا على تقديم المساعدة لكم ولمرافِقكم حيث تبلغ الاحتياجات ذروتها". 


ولأن المنظمة تفتخر بتواجدها على الأرض مع الطواقم الطبية والمرضى، ، لفتت بيلباو إلى "أننا صارعنا لنتقبل فكرة تقديم الدعم لكم فقط من خلال المحادثات عبر تطبيق الواتساب غير المنتظمة وعبر الإمدادات الضئيلة، خاصة عندما كنتم تستقبلون الإصابات الجماعية بشكل يومي. عجزنا عن فعل شيء عندما مُنع تمرير المواد الطبية الأساسية ضمن قافلات المساعدات الإنسانية الرسمية ولم تكن المعدات الطبية في مخازننا في الغوطة الشرقية كافية للاستجابة إلى احتياجات مرضانا".


حالياً، تعدّ قدرة المنظمة على المساعدة عبر تقديم الرعاية الطبية في الغوطة الشرقية شبه معدومة. وفيما كانت "أطباء بلا حدود" تدعم 20 عيادة ومستشفى في بداية الهجوم، أصبحت اليوم تدعم عيادة واحدة فقط، وحتى هذه العيادة، باتت غير قادرة على توفير الإمدادات الطبية لها الآن، بعد مرور أكثر من شهر واحد على الهجوم. أما المرافق الـ19 الباقية، فإما أُقفلت أو هُجِرت بعدما استولت الحكومة على المنطقة، أو باتت خارج الخدمة بعد أن تعرضت للقصف المتكرر خلال الهجوم. فيما تبقى الاحتياجات الطبية هائلة: فبكل بساطة، لا يختفي الناس عندما تتغير خطوط الجبهات.


بعد أن حُدَّت قدرى المنظمة على تقديم الرعاية، تقول بيلباو: "فكرنا في الإنجازات التي حققتموها وبمدى أهمية عملكم. وفيما تستمر أعداد الإصابات بالارتفاع، يدرك قليل من الناس عدد الأشخاص الذين أنقذتم حياتهم بالمقابل. ما الذي كان ليحصل لو لم تتواجدوا هناك؟ كم من الأشخاص كانوا ليموتوا كل يوم في الغوطة الشرقية؟ فيما تأثرت قدرتنا على تقديم الدعم، تقديرنا لعملكم لم يتغير. فتفانيكم المستمر يشعرنا بالفخر".


تستمر الحرب منذ أكثر من سبعة أعوام. خلال هذا الوقت، حاولت "أطباء بلا جدود باستمرار الوصول إلى مختلف المناطق من البلاد حيث تعدّ الحاجة ماسة إلى المساعدات الطبية والإنسانية. فعلنا ذلك بغض النظر عن الطرف الذي يسيطر على المنطقة التي كانت بحاجة إلى مساعدتنا. لكن على الرغم من محاولتنا المتكررة، لم نتمكن من مساعدة الناس في المناطق المسيطر عليها من قبل الحكومة، في وقتٍ تتواصل منظمة أطباء بلا حدود منذ شهر أيار من العام 2011 إلى يومنا هذا مع الحكومة السورية محاولةً طلب الحصول على تصريح للوصول إلى هذه المناطق، لكن حتى الساعة لم نُمنح هذا التصريح".


ومع ازدياد الحاجات الطبية التي لا تلقى الاستجابة في المناطق الموجودة خارج سيطرة الحكومة السورية، كالغوطة الشرقية، اختارت "أطباء بلا حدود" إطلاق الأنشطة الطبية من دون الحصول على التصريح الرسمي للحكومة. زلم يكن ذلك الحل الأمثل لتوفير الرعاية الصحية وايصال المعدات والأدوية والإرشادات الصحيحة، "لكننا بذلنا ما بوسعنا في ظل هذه الظروف".


وأضافت بيلباو أن " رفض الحكومة السورية المتكرر وكافة الصعوبات الأخرى التي نواجهها لن يغير من إصرارنا على دعمكم في عملكم. ندرك تماماً صعوبة مهنتكم وبغض النظر عن المنطقة التي تتواجدون فيها في البلاد، سواء كنتم في الغوطة الشرقية أو في أي مكان آخر في سوريا. سنستمر بمحاولة الوصول إلى المناطق التي تعد فيها الاحتياجات الطبية والإنسانية ملحّة وسنستمر ببذل ما بوسعنا لمساعدتكم في إنقاذ حياة الناس. وعلى الرغم من محدودية وصولنا، سنستمر في توفير ما بوسعنا من الدعم التقني والمعنوي، إلى أن نعجز عن القيام بشيء على الإطلاق تجاهكم وتجاه كافة السوريين المحتاجين إلى الرعاية الطبية. وإن كان مستوى الوحشية قد أوصل الإنسانية إلى حدّ الانهيار، لكم الفضل في أن جزءاً صغيراً منها لا زال حياً".





حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم