الإثنين - 16 أيلول 2024
close menu

إعلان

هجوم دوما الكيميائيّ يترافق مع "أخطر مرحلة رئاسيّة" لترامب

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
هجوم دوما الكيميائيّ يترافق مع "أخطر مرحلة رئاسيّة" لترامب
هجوم دوما الكيميائيّ يترافق مع "أخطر مرحلة رئاسيّة" لترامب
A+ A-

ولعلّ تصريحاته عن #سوريا خلال تجمّع لمناصريه في مدينة ريتشفيلد-أوهايو قد حملت كلّ هذه النقاط السلبيّة دفعة واحدة. حين كان يُسأل ترامب خلال حملته الانتخابيّة عن خططه العسكريّة لضرب داعش، كان يؤكّد أنّه سيضرب إرهابيّيه بقوّة، لكنّه لم يكن يعطي تفاصيل على اعتبار أنّه لا يريد أن يكشف للأعداء ما يخطّط له كما قال في أيلول 2016 مثلاً. لكنّ إعلانه الاخير عن أنّه سيسحب جنوده قريباً من سوريا، يناقض حرصه على عدم معرفة داعش بمخطّطاته لا بل يساهم في دفع مقاتليه إلى تغيير أسلوب قتالهم لفترة معيّنة وإعادة تنظيم أنفسهم بانتظار الانسحاب المفترض.


تناقض مع مستشاريه ... ومع نفسه

علاوة على ذلك، كان واضحاً أنّ تصريحه لم يكن متوافقاً مع رؤية البنتاغون وكبار المسؤولين والجنرالات. وقد اضطرّ ترامب لاحقاً إلى تعديل موقفه فقبِل بتمديد فترة بقاء قوّاته في سوريا حاصراً مهمّتها بالقضاء على داعش من دون إعطاء مهلة محدّدة لبقائها. أكثر من ذلك، يبقى تركيز مهمّة الجيش الأميركيّ على محاربة داعش وضمان عودته غير متناسب مع الاستراتيجيّة التي أعلنها ترامب نفسه في تشرين الأوّل الماضي والتي تتحدّث عن تحجيم النفوذ الإيرانيّ في الشرق الأوسط. فسحب الجيش الأميركيّ من شمال البلاد وبطريقة قد تسبق حتى قدرة واشنطن على تدريب المقاتلين الأكراد، سيؤدّي حتماً إلى نتائج تعاكس ما جاء في تلك الاستراتيجيّة.



حاول بعض المقرّبين من البيت الأبيض التخفيف من تصريحات ترامب قائلاً إنّ الأخير لن يسحب جيشه من هناك قبل دراسة جميع الاحتمالات. "هو لن ينسحب قبل أن يكون لديه حلّ لا يترك الميدان بموجبه ل #روسيا و #إيران". هذا ما قاله جيم هانسون، رئيس "مجموعة الدراسات الأمنيّة" وهي مؤسّسة رأي محافظة على علاقة وثيقة بالبيت الأبيض، خلال حديث مع صحيفة "لوس أنجيليس تايمس" الأميركيّة. ويضيف أنّ الرئيس الأميركيّ يحضّر خطة لحلفائه الإقليميّين من أجل الحفاظ على السلام في سوريا. ويشير هانسون إلى أنّ البيت الأبيض "يبحث عن حلّ سيمكّن الولايات المتّحدة من الخروج بطريقة جيّدة".


يكذب أو تكذب

قد يشكّل حديث هانسون استكمالاً للسياق الغالب لدى تفكير معظم المسؤولين في البيت الأبيض. لكن هل هو يجسّد فعلاً طريقة تفكير الرئيس؟ الجواب غير واضح كثيراً. كيفيّة عمل ترامب ومستشاريه على تقريب وجهات النظر بينهم ستبقى محطّ متابعة لدى كثيرين، خصوصاً أنّه سبق للرئيس الأميركيّ أن أصغى لمستشاريه في حالات سابقة.



تحت عنوان "ما التالي بالنسبة للولايات المتّحدة في سوريا؟ لا أحد يعلم حقّاً"، كتب الصحافيّ التركيّ رجب سويلو في صحيفة "دايلي صباح" التركيّة مقالاً في الخامس من نيسان الحالي، عن حالة الضياع داخل الإدارة الأميركيّة حيال التصريحات الرئاسيّة. وينقل عن أحد الخبراء المقرّبين من الإدارة قوله: "أيّ أحد يدّعي بأنّه يعلم بما (ستفعله إدارة ترامب) في المنطقة، فيجب عليك أن تعلم أنّها أو أنّه يكذب". ونقل عن مسؤول غربيّ آخر قوله إنّه لا يستطيع إقامة علاقة فعّالة مع نظرائه في الإدارة "لأنّك لا تعلم أيّ شخص يخبرك رأيه الخاص أو الرأي الرسميّ، إذا كان هنالك من رأي رسميّ".


"مستوى غير عاديّ من القلق"

ما يضيف الغموض على الأحداث في #واشنطن قيام ترامب بتغيير المسؤولين بشكل دوريّ ممّا يؤخّر رسم الاستراتيجيّات الواضحة. وذهب بعض المراقبين إلى تصوير صورة شبه قاتمة عن طريقة اتّخاذ ترامب لخياراته. منذ ثلاثة أيّام، رأى مايك ألِّن في موقع "أكسيوس" الأميركي أنّه بالنسبة إلى المسؤولين في البيت الأبيض "هذه هي أخطر مرحلة من رئاسة دونالد ترامب حتى الآن" ذاكراً قرار فرض الرسوم على الصين وعقد قمّة "عفوية خطيرة" مع كوريا الشماليّة. وأضاف أنّ القيود أمام الرئيس الأميركيّ يتم تجاهلها أو أنّها قد أزيلت مع تطهير النقّاد من الإدارة. وأشار إلى أنّ ترامب يتناول العشاء مع أشخاص "يغذّون غروره"، كاتباً أنّ أقرب المقرّبين من ترامب يتحدّثون "بمستوى غير عادي من القلق" و "يعترفون بكونهم مرتبكين حول ما الذي سيفعله الرئيس تالياً – ولماذا".

الجواب نفسه؟

لن يكون الردّ الأميركيّ ضدّ النظام، إذا حصل، معزولاً عن حالة الضبابيّة التي يعيشها البيت الأبيض مؤخّراً. يبدو أنّ الإدارة الحاليّة لا تزال تعيش في شبه مرحلة انتقاليّة على صعيد إعداد رؤاها الاستراتيجيّة تجاه حلّ الأزمات في مناطق التوتّر. يضاف إلى ذلك أنّ ترامب لا يزال بلا وزير للخارجيّة بينما يستعدّ مستشاره في شؤون الأمن القوميّ الجنرال أتش آر ماكماستر لمغادرة منصبه غداً، ما يعني أنّ عمليّة اتّخاذ القرار بشأن الردّ على هجوم دوما قد لا تكون سهلة. المشكلة أيضاً أنّ ترامب كبّل نفسه إلى حدّ ما أمام جمهوره في أوهايو حين وعد بالانسحاب السريع من سوريا كي لا يورّط جيشه في حروب خارجيّة من دون أفق يتعدّى إطارها محاربة الإرهاب.

كيف ستتصرّف الإدارة الأميركيّة ردّاً على هذه الهجمات؟ قد يكون جواب سويلو واقعيّاً حتى اللحظة. "لا أحد يعلم حقّاً".








الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم