الإثنين - 16 أيلول 2024
close menu

إعلان

لبنان تحت وطأة المخاوف من الضربة

المصدر: "النهار"
لبنان تحت وطأة المخاوف من الضربة
لبنان تحت وطأة المخاوف من الضربة
A+ A-

ارخت الاستعدادات الغربية لتوجيه ضربة عسكرية الى مواقع تابعة للنظام السوري بثقلها على المشهد السياسي في لبنان اليوم بحيث طغت الى حد بعيد على واقع الحملات الانتخابية في انتظار ما قد تسفر عنه التطورات المتسارعة في المنطقة. اذ ان هذه التطورات ووفقا للمسار الذي قد تسكله على نحو مفاجىء قد تساهم في ترك انعكاسات على الوضع في المنطقة ومن بينها لبنان بحيث تتحقق تكهنات كثيرين كانوا تخوفوا قبل اشهر من احداث يمكن ان تدفع الى تأجيل الانتخابات او تعطلها. وقد برز على نحو واضح في هذا الاتجاه موقف لرئيس مجلس النواب نبيه بري امام نواب الاربعاء اذ حذر من انعكاسات خطيرة لضربة اميركية محتملة على سوريا على المنطقة ولبنان ما عزز صدقية هذه المخاوف. لكن اوساطا سياسية وان رأت ان الحذر واجب فانها لم تجار هذه المخاوف من منطلق ثقتها بان الانتخابات النيابية ستجري ولن يجد اي فريق مصلحة في تأجيلها بعد التجييش الحاصل للمناصرين والمؤيدين من جهة بحيث لا يستسهل اي فريق الانجراف الى الاعتقاد بان ما يجري في سوريا قد يؤثر على لبنان . والمنطلق لذلك ان سوريا في غليان منذ سبع سنوات استطاع لبنان خلالها ان يحافظ على الابتعاد عن لهيبها ونجح بذلك الى حد كبير بمساعدة خارجية لن تسمح راهنا بان يتأثر لبنان. يضاف الى ذلك الاعتقاد ان الضربة ستكون محددة ومحدودة بمعنى انها لن تساهم في تغيير الموازين على الارض ولا ان تطيح النظام وذلك نتيجة اعتبارات متعددة تتصل بعدم وجود بدائل في المرحلة الراهنة وعدم تطور المفاوضات نحو حل سياسي ولبنان لن يتأثر في اعتقاد هذه الاوساط ما لم يكلف " حزب الله" بالتدخل للمشاركة حيث قد ينال لبنان نصيبا من الحرب التي ستتوسع انذاك. . ولهذه الاعتبارات من المستبعد ان يتأثر لبنان سلبا وفقا لهذه الاستنتاجات ما لم يحصل ما ليس في الحسبان ويؤدي الى خلط جذري في الاوراق في المنطقة وهذا لا يبدو مرجحا. لكن كل ذلك ساهم في ان تتراجع حماوة الخطابات الانتخابية في انتظار الضربة الاميركية وترقبا لها علما ان الاستعداد للانتخابات لم يتوقف من جهة في ظل السعي الواضح لوزارة الداخلية لنزع فتيل ازمة تصويت المغتربين واحتمال ان تساهم في الطعن في الانتخابات قبل جلسة لمجلس الوزراء قبل ظهر غد في قصر بعبدا من المتوقع ان يتمحور على تقويم مؤتمر سيدر واحد الذي عقد في باريس وكذلك نتائج اللقاءات التي عقدها الرئيس سعد الحريري في الايام الاخيرة مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان الموجود في باريس. وكان الرئيس الحريري عقد ظهر اليوم مؤتمرا صحافيا في السرايا الحكومية شرح فيه مندرجات مؤتمر سيدر واحد مركزا على التزام الاصلاح في المرحلة المقبلة وان يكون ذلك مسؤولية الحكومة المستقبلية مشددا على اهمية الثقة التي حصل عليها لبنان. وهو شن في المناسبة حملة نقد لما سرى في الايام الاخيرة حول المادة 50 في الموازنة التي تلحظ اعطاء اقامة دائمة لمن يشتري مسكنا في لبنان داحضا ان يكون ذلك يندرج في اطار التوطين متسائلا اذا كنا في حاجة دائما الى فحص دم.  

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم