حقائق ومعطيات لا بدّ من الاطلاع عليها حول تَوَاصُل نقابات لبنانية مع عمال نازحين سوريين

1- المشروع والمقاربة:يحاول الاتحاد الدولي لنقابات الخدمات العامة من خلال مشروع ينفذه مع نقابات لبنانية، ان يؤمّن دعم هذه النقابات للعمال المهاجرين بشكل عام وللعمالة النازحة السورية بشكل خاص، من خلال حماية حقوقهم في العمل التي كفلتها الاتفاقيات الدولية ومن خلال الحرص على توفير الخدمات العامة لهم ولعائلاتهم.النقابات اللبنانية المشاركة في المشروع هي الآتية: كهرباء لبنان، كهرباء قاديشا، مياه بيروت والشمال، مرفأ بيروت، الريجي والضمان الاجتماعي. لا يختلف موقف هذه النقابات عن موقف الاتحاد العمالي العام الذي يؤكد تكراراً رفضه منافسة اليد العاملة الاجنبية لليد العاملة الوطنية في الكثير من القطاعات الاقتصادية. وقد عبّرت هذه النقابات عن هذا الموقف امام مسؤولي الاتحاد الدولي للخدمات العامة، مؤكدة انها ليست ضد حقوق العمالة المهاجرة ولكن واقع المنافسة الشديدة في سوق العمل والعبء الكبير للنازحين على اقتصاد البلد، يجعلها غير متحمسة للانخراط في هذا المشروع.كان لا بد اذاً من اعتماد مقاربة تأخذ في الاعتبار الوضع اللبناني المعقد. وقد بنيت هذه المقاربة على ثلاث مسلّمات:اولا: ان المفهوم النقابي الصحيح يقوم على الدفاع عن جميع العمال من طريق وقف المنافسة بينهم في سوق العمل من خلال الوحدة النقابية التي يؤمّنها ويتفاوض على اساسها مع اصحاب العمل.ثانيا: ان مضمون الاتفاقيات الدولية حول حقوق العمال المهاجرين لا يحفظ فقط حقوق هؤلاء بل يؤمّن قدرة تنافسية اكبر للعمالة الوطنية.ثالثا: ان الموضوع برمته يجب ان يعالَج من خلال دراسة واقعية وعلمية لحال المنافسة في مختلف القطاعات، تالياً عدم الاكتفاء بالتقديرات العشوائية والابتعاد عن الاستغلال السياسي للموضوع.2- البحث التشاركيللاسف، لم تسمح موازنة الاتحاد الدولي بتغطية تكاليف دراسة علمية لواقع المنافسة في سوق العمل. بل جرى التعويل على امكان الافادة من دراسة شاملة تجريها منظمة العمل الدولية، ومن المفترض...