السبت - 07 أيلول 2024
close menu

إعلان

أرشيف "النهار" - هنري كيسنجر ولبنان في حرب السنتين

المصدر: أرشيف "النهار"
Bookmark
أرشيف "النهار" - هنري كيسنجر ولبنان في حرب السنتين
أرشيف "النهار" - هنري كيسنجر ولبنان في حرب السنتين
A+ A-
نشرت "النهار" في 12 و13 تشرين الثاني الجاري وقائع سجال حول رسالة مفتوحة وجّهها العميد ريمون إدّه إلى هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركية السابق (صحيفة "النهار" في 12 حزيران 1976) وعمّا إذا كان كيسنجر ردّ فعلياً على إدّه أم لا، وتعليق العميد كارلوس إدّه على الموضوع. وكي لا يضيع الموضوع الأساسي وهو دور كيسنجر، وبالتالي الولايات المتحدة الأميركية في إشعال ما عُرف بحرب السنتين في لبنان (1975-1976)، تقضي الأمانة الأكاديمية توضيح هذا الدور وخصوصاً بعد مرور أكثر من 35 عاماً أو جيل ونصف، وبالتالي جهل الجانب الأكبر من الرأي العام اللبناني تفاصيل تلك الأيام وماذا يعني اسم كيسنجر للمخضرمين.هنري كيسنجر لاجىء يهوديّ ألماني الى أميركا، كان شديد الوعي لمصاب بعض أهله في معسكرات الاعتقال النازي في أوروبا، ولم يخف تعاطفه مع اسرائيل حتى قبل عمله في الشأن العام، وحرصه على مصلحتها وعلاقاته وصداقاته الحميمة مع قادتها. عمل على إقناع إدارتي نيكسون وفورد أنّ اسرائيل هي حاجة استراتيجية لأميركا في صراعها الدولي ضد الاتحاد السوفياتي، معتبراً أن مصلحة اسرائيل في احتلال أراضي العرب والإبقاء على تفوقها العسكري في المنطقة هي مصلحة أميركية، لأنّ ذلك سيضمن منع موسكو من نشر نفوذها في الشرق الأوسط. وهذا ما زرعه في ذهنية الإدارة الأميركية منذ تبوّأ منصب مستشار الأمن القومي في كانون الثاني 1969. وعندما فازت غولدا مئير، زعيمة حزب العمل، بمنصب رئاسة الوزراء في آذار 1969، وكانت من الصقور والمتطرفين ضد العرب، صبّت جهدها في اتجاه توثيق العلاقة مع أميركا أيضاً وعيّنت إسحاق رابين سفيراً لاسرائيل في واشنطن. فعمل الثلاثي رابين- مئير - كيسنجر في السنوات التالية على تطوير العلاقات ووضع سلسلة اتفاقات رسمية باتت كأنّها منحوتة في الصخر.بإشراف كيسنجر تبلور التوجّه الأميركي سريعاً وبتزايد كل عام: قروض وهبات وتسليح ودعم اقتصادي وعسكري وديبلوماسي واسع، بدأ يتصاعد ويتراكم ككرة الثلج. ففيما قدّمت واشنطن لإسرائيل مبلغاً سنويّاً هو 30 مليون دولار، تضاعف المبلغ فجأة عشرين ضعفاً إلى 545 مليوناً عام 1971. ثم موّلت أميركا منذ 1972 نسباً مئوية متزايدة من ميزانية اسرائيل العسكرية(1) ومنذ 1973 تقدّم كيسنجر بمشروع دعم لإسرائيل بمبلغ 3 مليارات دولار سنويّاً، ووافقت الإدارة الأميركية على مليارين و200 مليون دولار. وأقامت أميركا جسراً جويّاً لاسرائيل في حرب 1973 كما نُقلت كميات كبرى من المساعدات بحراً. وتوالت المذكرات والوثائق المتبادلة لتدعيم الحلف رسميّاً، من رسالة نيكسون إلى غولدا مئير ومذكرة تفاهم ومذكّرة شباط 1972. ومن أهم إنجازات كيسنجر كان تعهّد واشنطن عدم إطلاق أي مبادرة جديدة للسلام في المنطقة بدون تفاهم مسبق مع اسرائيل ما أدّى إلى سيطرة اسرائيلية كاملة على السياسة الأميركية في المنطقة. هذه التفاهمات ألزمت أميركا في سلسلة توجّهات معادية للعرب لم تخرج عنها أي إدارة أميركية بعد ذلك. وأصبح مبدأ أميركيّاً ضمان تفوّق اسرائيل العسكري على الدول العربية مجتمعة. وستمضي سنوات من خداع كيسنجر للعرب والذي كان واضحاً في الدوائر الأميركية وفي أوروبا الغربية حتى قرأ العرب عن هذا الخداع في مذكرات كيسنجر نفسه التي نشرها عامي 1979 و1982(2).كيسنجر وحرب تشرين...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم