المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "هروباً للشيعة من جنوب لبنان"، مع احتدام القصف المتبادل بين "حزب الله" واسرائيل أخيراً.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ تعود آثاره الى أيلول 2019. FactCheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
ما القصة؟
28 ثانية تظهر حركة سير كثيفة على طريق سريع، على ما يبدو، بينما يسمع في الخلفية صوت رجل يقول: "قال شو سنخوض البحر معك. يا عيني ع الله. الشيعة طلعو كلن هربانين من الجنوب. ما فيش حدن بالجنوب (ضحك). ليكو هيدا اوتوستراد الغازية. السير واصل لبعد، لقبل الزهراني. هيدي الطريق نزلة بيروت...".
وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا عبر حسابات، ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "هروب جماعي لقادة حزب إيران اللبناني من جنوب لبنان بعد حملة القصف الإسرائيلي"، وايضا "بيئة حزب الله جنوب لبنان صدعوا رؤوسنا بشعار: سنخوض البحر معك ياسيد حسن نصرالله. ومع أول قذيفة ضوئية هربوا وتركوا السيئ"، و"الشيعة طلعوا كلن هربانين من الجنوب".
- احتدام القصف المتبادل بين إسرائيل و"حزب الله" -
جاء تداول الفيديو في وقت استهدفت طائرة مسيرّة إسرائيليّة سيّارة في بلدة بافليه بجنوب لبنان الخميس 9 ايار 2024، الامر الذي اسفر عن مقتل اربعة أشخاص. وعمل عناصر من الدفاع المدني على إخماد الحريق الذي شبّ في السيّارة من نوع "رابيد"، وسحب الجثث من داخلها، وفقا لما ذكر موقع "النهار" (هنا).
وجاء هذا الهجوم بعد يوم حامٍ في الجنوب اللبناني، اثر تكثيف إسرائيل قصفها، ومواصلة "حزب الله" تنفيذ عمليات نوعية. وأفاد مراسل "النهار" (هنا) بأنّ 13 غارة هزّت الجنوب اللبناني ووصل صداها إلى الزهراني.
والجمعة 10 منه، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على بلدة كفركلا. وتعرّضت أطراف بلدة الخيام في الجنوب واللبونة قبالة الناقورة لقصف مدفعي (هنا)...
- حقيقة الفيديو -
غير ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، وباستخدام كلمات مفاتيح، مثل الشيعة هربوا من الجنوب، يضع أمامنا حسابات عدة نشرته في (2- 3) ايلول 2019، بعنوان: هروب سكان الجنوب اللبناني بعد القصف الاسرائيلي، وايضا الشيعة هربوا من جنوب لبنان (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
الأحد 1 أيلول 2019، أعلن "حزب الله" تدمير آلية عسكرية إسرائيلية في منطقة أفيفيم قرب الحدود الجنوبية للبنان، فيما أعلنت إسرائيل الرد بإطلاق النار، الأمر الذي أثار مخاوف من تصعيد خطير بين الطرفين في المنطقة، وذلك بعد أسبوع من التوتر المتصاعد، على خلفية سقوط طائرتين مسيّرتين في معقل الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل اثنين من عناصره إثر غارة في سوريا (هنا، هنا،
هنا...).
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد انتهاء تبادل إطلاق النار مع "حزب الله" على طول الحدود مع لبنان بدون وقوع إصابات في صفوفه. وقال المتحدث باسمه جوناثان كونريكوس للصحافيين "الحدث التكتيكي بالقرب من أفيفيم والذي تمثل في تبادل إطلاق النار انتهى على الأرجح"، مشيرا إلى إصابة سيارة إسعاف عسكرية من جراء ما حصل.
وأعلن الجيش اللبناني في بيان أن إسرائيل أطلقت أكثر من "40 قذيفة صاروخية" على جنوب البلاد. وقال في البيان "استهدفت قوات الإحتلال الإسرائيلي خراج بلدات مارون الراس، عيترون ويارون بأكثر من 40 قذيفة صاروخية عنقودية وحارقة، مما أدى إلى إندلاع حرائق في أحراج البلدات التي تعرضت للقصف، وما يزال القصف مستمرا حتى الساعة".
وسبق ان انتشر الفيديو بمزاعم خاطئة عام 2023. ونشرنا مقالة تدقيق بشأنه (هنا).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "هروباً للشيعة من جنوب لبنان" أخيرا، مع احتدام القصف المتبادل بين اسرائيل و"حزب الله" أخيرا. في الواقع، الفيديو قديم، اذ تعود آثاره الى أيلول 2019.