يصل البابا فرانسيس الذي يحتفل بعيد ميلاده الـ88 بعد يومين من اختتامه هذه الرحلة، إلى أجاكسيو عند الساعة 9 صباحا (08,00 بتوقيت غرينتش) ويغادر بعيد الساعة 6 مساء، بحسب برنامج نشره الكرسي الرسولي.
وسيلقي عظتين ويترأس قداسا بعد الظهر في مسرح كاسوني الأخضر، قبل أن يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
تأتي الزيارة الخاطفة بمناسبة انعقاد مؤتمر حول التديّن في البحر الأبيض المتوسط، وعقب أسبوع من إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام في باريس، بعد أكثر من خمس سنوات على تضررها من الحريق هائل.
وكان البابا فرانسيس أعلن أنه لن يلبي دعوة فرنسا لحضور الحدث المذكور في كانون الأول (ديسمبر).
وبعدما أثار اختيار البابا لزيارة كورسيكا مفاجأة، لفت العديد من الأساقفة الفرنسيين إلى أن الأسباب تعود إلى اهتمام الحبر الأعظم بـ"الأطراف" وإلى التزامات على جدول أعماله في روما.
وقال المونسينيور إيريك دو مولان- بوفور إن كاتدرائية "نوتردام هي النجمة خلال إعادة افتتاحها"، ولم يرغب البابا في "أن يخطف الأنظار في هذه المناسبة".
ودعا المونسنيور فرنسوا كزافييه بوستييو، أسقف أجاكسيو البابا إلى زيارة كورسيكا.
ويتمتع بوستييو (56 عاما) بشعبية كبيرة وقد عينه البابا كاردينالا في أيلول (سبتمبر) 2023.
وقال بوستييو في مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي "إنه حدث تاريخي، سنستخدم وسائل غير عادية لتنظيم استقبال استثنائي للأب الأقدس".
وكشف بوستييو الخميس النقاب عن الملصق والموقع الرسميين للزيارة، موضحا أن "بعض التعديلات الإدارية والدبلوماسية" أخرت تأكيد الفاتيكان الزيارة رسميا.
وقال الكاردينال الفرنسي-الإسباني لوكالة "فرانس برس: "لن تكون زيارة دولة، بل ستكون زيارة رعوية، ولحظات جميلة من الأمل والفرح". ورأى أن هذه الزيارة "حدث موحد" بعد "عام غير عادي من الناحية الاجتماعية والسياسية" تخلله "كثير من التوتر والانقسامات".
فنادق محجوزة
تثير الزيارة حماسة كبيرة في الجزيرة، حيث تستعد كل الخدمات العامة لها. وسجلت العديد من الفنادق في أجاكسيو نسبة حجوزات كبيرة وأطلقت الأبرشية نداء لجمع تبرعات ومتطوعين تحضيرا للحدث "التاريخي".
وقرعت أجراس الكنائس في كل أنحاء الجزيرة السبت احتفالا بإعلان الفاتيكان عن الزيارة رسميا.
وقالت ماري بول مانسيني المتطوعة في كاتدرائية أجاكسيو "إنه حدث استثنائي لم أتوقع أبدا أن أشهده في كورسيكا".
وأضافت "بالنسبة الي كمسيحية، ربما هذا أكبر حدث سأشهده في حياتي".
وأمل الممرض الثلاثيني كليمان تراموني أن "يستمتع بالحدث". وقال "إنه أمر غير متوقع! لن نراه إلا مرة واحدة في حياتنا!".
وزار البابا فرانسيس في مناسبات عدة مناطق في حوض البحر الأبيض المتوسط من مالطا إلى صقلية مرورا بجزيرة ليسبوس اليونانية، كونها تندرج ضمن العديد من أولويات حبريته ومنها الحوار بين الأديان أو استقبال المهاجرين.
ولكن لأول مرة يتوجه حبر أعظم إلى جزيرة كورسيكا الفرنسية حيث يناقش مسؤولون محليون منتخبون حاليا حكمها الذاتي مع الدولة.
وزار رأس الكنيسة الكاثوليكية الأراضي الفرنسية مرتين منذ بداية حبريته في العام 2013 فتوجه إلى ستراسبورغ في العام 2014 وإلى مرسيليا في أيلول (سبتمبر) 2023، ولكنه لم يجر زيارة رسمية لفرنسا.
تقع كورسيكا على بعد 160 كيلومترا من البر الرئيسي الفرنسي، وهي رابع أكبر جزيرة في البحر الأبيض المتوسط، ويبلغ عدد سكانها حوالى 350 ألف نسمة، 90٪ منهم كاثوليك وفقا للكنيسة المحلية. وما زالت التقاليد الدينية راسخة جدا في الجزيرة.
وتربط الكرسي الرسولي علاقات تاريخية بـ"جزيرة الجمال" منها تأسيس الحياة الرهبانية في عهد البابا غريغوريوس الأول في القرن السادس وإنشاء الحرس الكورسيكي البابوي في القرن السابع عشر.
وظهر البابا فرانسيس في حالة جيدة في الأشهر الأخيرة، رغم معاناته من مشاكل صحية مؤخرا واستخدامه كرسيا متحركا. وستكون زيارة كورسيكا رحلته الدولية السابعة والأربعين منذ انتخابه في العام 2013 والثالثة في 2024.