ذاك الفن الذي تبنّته إيمان الهاشمي في حياتها نابع من إنسانية بحتة، ولهذا تضع تسمية "إنسان" في مقدّمة الألقاب التعريفية عنها. إنها مواطنة إماراتية تعشق تراب وطنها، ويسعدها أن تعبّر عن نفسها بجملة تكررها دائماً: "أكتبُ غالباً، وألحّن أحياناً، وأرسمُ نادراً، لكنني أحبّ دائماً".
إيمان الهاشمي أول موسيقية إماراتية تؤلف وتوزع مقطوعة موسيقية كاملة بعنوان "ابنة غواص اللؤلؤ"، في عرض فنّي قدّم للمرة الأولى عالمياً بالتعاون مع عرض مسرحي راقص من إنتاج مشترك بين مهرجان أبوظبي والسفارة الأميركية في دولة الإمارات العربية المتحدة، في عام 2023، وأعيد عرضه بالتعاون مع عدد من الفنانين في دولة قطر في عام 2024. وهذا العرض آخذ بالتوسّع، وبدأ العمل على تكراره في جميع دول الخليج، وفق ما تكشف الهاشمي لـ"النهار".
من معزوفة "صوت الصمت" وشقيقاتها، تلمس هذه الحالة الفنية الخاصة التي تختبرها الهاشمي عندما تتنفّس موسيقى وبالطبع بصحبة آلة البيانو. أوّل ما يجول في خاطري: "لمن تعزف هذه الفنانة الشابة؟". الجواب مرهف، حساس كموسيقاها. تقول: "أعزف لكل ما يلمس روحي ويصبّ في قلبي مباشرة. تجبرني مشاعري الفيّاضة على التعبير عما يجول في خاطرها، من منطلق أن الفن لسان الروح، بالكتابة أو بالموسيقى أو الرسم".
تضيف: "أعشق جميع الآلات الموسيقية من دون استثناء، لكن البيانو هي الآلة الأم التي احتضنتني منذ نعومة أظفاري، لتعرّفني على باقي أفراد العائلة الموسيقية".
نحاول التوغل أكثر في عالم الهاشمي الملهم. تدعونا إلى عدم التوقف لأنها لا تعلم في الحقيقة متى يأتهيا الالهام. تقول: "قد يأتي أحياناً في أثناء نومي! لكنني متأكدة أنه مقترن 100 في المئة بما أشعر به في محيطي، ومرتبط وثيقاً بالمؤثرات الداخلية والخارجية".
وتشرح :"لا مزج إرادياً بين أنواع الموسيقى، فهي ناتج طبيعي عن البيئة التي أعيش فيها حيث تمتزج حياتنا بشتى أنواع الألحان وبالتالي من الطبيعي أن تولد ألحاني ممزوجة بشكل لا إرادي وطبيعي للغاية".
في قلب عامر بالألحان، تحمل الهاشمي رسالة إنسانية مضمونها الأمل والتأمّل والابتسامة اللطيفة. إنها، بمعنى آخر، بطاقة تعريف كاملة عن هويّتها الموسيقية والوطنية: "أنا مقتنعة بشكل كبير أن الحب والموسيقى عاملان أساسيان مشتركان في تلطيف الحياة علينا كبشر، وأؤمن وبشدة أن الجسد البشري حين يعبر فهو يملك اللغة التي تنطقها الألسن، في حين تملك الروح الفنون بأنواعها لتنطق بلسانها. بالتالي، الموسيقى هي المتحدث الرسمي بلسان الروح".
ولأنها ابنة وطن الإبداع، لم يكن مستغرباً أن تكون أوّل موسيقية تقدّم عرضاً بتقنية الميتافيرس، في خطوة هي الأولى من نوعها في دولة الامارات العربية المتحدة: "ليس منطقياً أن يعيش الفرد في بيئة إبداعية ولا يبدع! إنني أقتدي بكل ما تتبعه قيادتنا الرشيدة، ولهذا تروني أسعى خلف المراتب الأولى دائماً في أكثر من 50 مشاركة تعد الأولى من نوعها في الدولة، فهكذا هي الإمارات الحبيبة، الأولى في شتى المجالات بلا منازع".
حصدت الهاشمي أخيراً جائزة "الشرق الأوسط لتميز المرأة القيادية في مجال الثقافة والفنون"، وجائزة "دبي سينسيشن لتميز الأعمال" تقديراً لأعمالها المميزة وإنجازاتها المثمرة في مجال الموسيقى، إضافة إلى جائزة "إماراتية لا تعرف المستحيل".
شاركت أيضاً للمرة الأولى على مستوى العالم في أول تعاون ثقافي فني بين الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كازاخستان حيث لم يكن السادس من تشرين الأول (أكتوبر) يوماً عادياً، بل قفزة تحولية موسيقية وثقافية عالمية، تمت بنجاح باهر تحت مظلة دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، وبين دار الأوبرا أستانا في كازاخستان، بالتعاون مع سفارة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية كازاخستان.