النهار

سيلفي قبل الحادث وبعده: "امرأة كانت تقود الحافلة"؟ FactCheck#
A+   A-

"سيلفي"، وفي الخلفية حافلة حمراء. صورتان التقطهما "رجل إفريقي" قرب الحافلة، قبل ان تتعرض لحادث وبعده. الوجه المشرق في الصورة الاولى غطاه التراب في الثانية، بينما ظهرت وراءه الحافلة منقبلة عند جانب الطريق. وفي الزعم المرفق بالصورتين ان "امرأة كانت تقود تلك الحافلة"، وانه "بعد عشر دقائق" على انطلاق الحافلة، نشر الرجل صورته الثانية من موقع الحادث. 

النتيجة: نعم، الحادث حصل بالفعل. وقد قُتل فيه 3 اشخاص، واصيب 37 آخرون، وفقا لتقارير عنه. اما الزعم ان "امرأة كانت تقود الحافلة" فهو خاطىء، ذلك ان السائق كان رجلا، وفقا لتلك التقارير. وما امكن التأكد منه هو ان الحادث وقع في موزامبيق، من دون اي تفاصيل عن الرجل ملتقط السيلفي. كذلك، الزعم انه نشر صورة الحادث "بعد عشر دقائق" على انطلاق الحافلة، زعم خيالي، ولا ادلة على ذلك. 

"النهار" دقّقت من أجلكم

الوقائع: منذ ايام، تكثف تناقل تلك الصورتين في صفحات وحسابات لبنانية وعربية على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد ارفقتا بالشرح الآتي: "رجل إفريقي نشر صورته معبّراً عن سعادته بركوب حافلة تقودها امرأة، للمرة الاولى في حياته. وبعد عشر دقائق، نشر الرجل نفسه صورته والحافلة مقلوبة".

التدقيق:

-بحثاً عن هذا المنشور والصورتين، يتبين انه سبق ان انتشرت عام 2018 (لا سيما منذ 24 ت2 2018 على الاقل)، بالزعم ذاته. ويتبين ايضا ان الصورتين ذاتهما انتشرتا ايضا بالزعم ذاته بالانكليزية هنا (24 ت2 2018).

An African man published his picture expressing his happiness to take a female-led bus for the first time in his life. Ten minutes later the same man published his picture and the bus turned upside down

-يظهر البحث ايضا ان الصورتين نشرتهما مواقع اخبارية عدة (ت2 2018)، مع زعم ان "الحافلة انطلقت من هراري (زمبابوي) إلى مابوتو (موزامبيق)"، وان حادث الحافلة "حصل في زمبابوي في 20 ت2 2018" (هنا).

-في وقت أُشير الى أنّ مصدر الصورتين هو حساب nicole_fkay@ (أدناه، 20 ت2 2018)، تقود الخيوط الى #موزامبيق، حيث نشرت مواقع اخبارية عدة صورة للحافلة بعد تعرضها للحادث (ت2 2018).

وفي التفاصيل، ان حافلة تابعة لشركة NAGI Investements كانت في رحلة (داخلية في موزامبيق) بين كويليمان Quelimane وبيرا Beira، تدهورت عن الطريق عند نهر موكوسا Mucosa على بعد نحو 20 كيلومترا من قرية غورونغوسا Gorongosa (في ولاية سوفالا Sofala). وقد أسفر الحادث عن "مقتل 3 اشخاص، وإصابة 37 آخرين بجروح خطيرة... نقلوا الى مركز غورونغوسا الصحي للعلاج". تاريخ الحادث: الإثنين 19 ت2 2018.

وهنا مزيد من الصور عن الحادث من زاوية اخرى

ووفقًا لما نُقل عن مسؤول المنطقة مانويل جامايكا، "قد تكون السرعة سبب الحادث". "لكن سائق الحافلة أميس موسى Amisse Mussa- العمر 48 عاما- القى باللائمة، خلال اتصاله بالسلطات"، وفقا لما جاء في موقع O Pais الموزامبيقي، على "عطل ميكانيكي جعل من المستحيل السيطرة على الحافلة خلال نزولها الى الجسر".

واورد O Pais ان "الركاب افادوا أن السائق كان يقود بسرعة عالية، وأن عددا منهم طلب منه مرارا الإبطاء. في الواقع، مرّ المدير الاداري لمنطقة غورونغوسا مصادفة بالحافلة، (خلال سيره) في الاتجاه المعاكس، قبل ساعة من الحادث. وذكر ايضا أنها كانت تسير بسرعة عالية".

النتيجة: الزعم ان "امرأة كانت تقود الحافلة" زعم خاطىء. رجل كان وراء المقود، وحادث الحافلة حصل في موزامبيق في 19 ت2 2018، وليس في زمبابوي. بالنسبة الى الرجل ملتقط السيلفي، فلم تتضح هويته في شكل موثوق به، بما يجعل ما تضمنه البوست من "شعوره بالسعادة بركوب حافلة تقودها امرأة، للمرة الاولى في حياته. وبعد عشر دقائق، نشر نفسه صورته والحافلة مقلوبة"، مزاعم خيالية.  

اقرأ في النهار Premium