النهار

50% من النساء و31% من الرجال يشتكون من اضطرابات في الصحة الجنسية في لبنان... خلّينا نحكي!
ل.ج
المصدر: "النهار"
50% من النساء و31% من الرجال يشتكون من اضطرابات في الصحة الجنسية في لبنان... خلّينا نحكي!
A+   A-

"50% من النساء و31% من الرجال يشتكون من اضطرابات في الصحة الجنسية في لبنان، لكنهم لا يتحدثون في الأمر لأسباب ثقافية وقيم اجتماعية، إنما لا يمكننا السكوت عن المعاناة الصامتة المتعلقة بالصحة الجنسية، منها زواج القاصرات، عنف جنسي، إكراه جنسي، صحة جنسية معدومة بعد انقطاع الطمث أو خلال علاج السرطان. العبور من الطفولة إلى البلوغ والمراهقة أمر معقد طبياً وصحياً، وعلينا تسليط الضوء عليه". هذا ما كشفه مدير برنامج الصحة الجنسية المتكامل للنساء والاختصاصي في الجراحة النسائية والتوليد والصحة الجنسية الدكتور فيصل القاق، خلال إطلاقه برنامج الصحة الجنسية المتكامل للنساء (WISH) الجديد في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت. 

لكن ما هي المشاكل الجنسية الأكثر شيوعاً؟ يشير القاق في حديثه لـ"النهار" الى أن "أكثر المشاكل شيوعاً عند المرأة تبرز في انخفاض الرغبة الجنسية، الألم أثناء المجامعة، وعدم الوصول الى النشوة، في حين يعاني الرجل من  عدم انتصاب، قذف متأخر وغياب الرغبة. ويعود  السبب الى غياب التثقيف والراحة في الحديث عن الموضوع، وخجل في التطرق إلى المسائل الجنسية، وهذه جميعها تنعكس على التواصل بين الطرفين. إذا لم تكن المرأة مرتاحة مع جسدها ومع جانبها الجنسي فستكون غير قادرة على التواصل مع الشريك بشكل متناغم. 

لماذا الصحة الجنسية المتكاملة للمرأة؟ هناك 3 اعتبارات أساسية، الأول يكمن في ملاقاة ومحاكاة التطور الدولي لمفهوم الصحة العامة عند الناس. من الأهداف للتنمية المستدامة التأكيد على وصول كل الناس إلى الصحة الجنسية ضمن إطار الحقوق الإنجابية والجنسية. لا يمكننا الادعاء بعد اليوم أننا نقدّم صحة كاملة دون إدراج الصحة الجنسية. 

أما الاعتبار الثاني يتمثل بالتأكيد على منظومة الحقوق بأن الصحة حق، والصحة الجنسية جزء من هذه المنظومة الحقوقية وليس فقط العلاجية. الاعتبار الثالث مرتبط بعدم إهمال الصحة الجنسية كما الصحة العامة للناس.

في دراسة نُشرت منذ شهر تشير إلى أنه لا يمكن رفع مستوى صحة الناس في حال لم يكن الإعلام شريكاً في الموضوع. كل المنظمات والمجتمعات تشدد على دور الإعلام للمساعدة وإيصال الرسالة والتوعية وتقديم النوعية وتشجيع الناس على الوصول إلى الرعاية الصحية ومنها الصحة الجنسية وكسر المحرمات والتثقيف حول كل المشاكل والصعوبات الجنسية. 

ويُركّز القاق على "أهمية تسليط الضوء حول الوقاية من الالتهابات الجنسية، معالجة ومداراة انخفاض الرغبة الجنسية، الألم خلال المجامعة، زيجات لا تتمّ إلا بعد مرور 6 أشهر  نتيجة الخوف من المجامعة، زيجات تبدأ بعمر الــ15 تنتهي بمشاكل جمّة نراها في عياداتنا. كل عام يسجل العالم 420 مليون حالة جديدة لالتهابات جنسية لأننا نخجل الحديث عن الواقي الذكري والجنس الآمن".

إذاً، يقدّم هذا البرنامج خدمات تثقيفية وصحية وطبية متخصصة لتعزيز وتحسين الصحة الجنسية والإنجابية والنفسية، ومعالجة الاضطرابات والأعراض المتعلقة بها. إذ يوفر البرنامج مساحة آمنة للنساء كما الرجال لمعالجة مسائل ومشاكل الصحة الجنسية من خلال مجموعة كاملة من الخدمات منها التثقيف والإرشاد والعلاجات المتقدمة، وإعادة تعزيز الصحة الجنسية خلال وما بعد العلاج السرطاني والجراحة والولادات وتوقف الدورة الشهرية والصدمات النفسية جراء العنف...

من جهته، رأى وزير الإعلام جمال الجراح أن "الإعلام في فترة سابقة ربط المرأة بالقضايا التجارية والسلع والمنتج، وهو ما أثر سلباً على مقاربة موضوع الصحة الجنسية في وقت تُعتبر الزوجة نصف المجتمع والفاعل والمنتج، ولديها أدوار عدة في هذا المجتمع، لذا، إن أي خلل في صحتها سيؤثر سلباً على حياتها وحياة زوجها. من هنا، علينا أخذ الإعلام إلى مكانٍ آخر ، إلى مكان علمي وبحثي مستند إلى دراسات علمية لمقاربة الموضوع والذي يُشكّل حالة وعي ثقافي للمجتمع. صحيح أن بعض الإعلام في لبنان يُركز على القضايا التجارية والتسويقية، لكن نعمل على وضع تلفزيون لبنان في مكانته الصحيحة وإيصال القضايا الوطنية بموضوعية ودون تحيّز". وأعرب الجراح عن جهوزيته "ليكون تلفزيون لبنان أو الإذاعة اللبنانية والوكالة الوطنية تحت تصرفكم للتوعية حول الصحة الجنسية".

اقرأ في النهار Premium