النهار

أين الرصيف؟ وماذا عن جدران بيروت؟
A+   A-

الرصيف هو مسافة مخصصة لمرور المشاة وعادة ما تكون مفصولة عن الطريق المخصص للمركبات. كما أنّ المصمم يتفادى وضع درجات على الرصيف لكي يستخدمه العجزة وعادة ما يُغطى بالأحجار والزفت والبازالت وغيرها من المواد.
وطبقاً للقانون اللبناني، فإنّه يحظّر استخدام الأرصفة بما يعوق سير المشاة. ويمكن لذوي الحاجات الخاصة الذين يتجولون في عربة خاصة تسير بسرعة الخطى أن يسلكوا الأرصفة أو جوانب الطريق، وهم في هذه الحالة يعتبرون مشاة. كما يحظر على المشاة استخدام الأرصفة أو الطريق المعبدة بغية الصعود إلى المركبات ضمن مسافة 25 متراً عن المستديرات والتقاطعات والمنعطفات ورؤوس المرتفعات والإشارات الضوئية.
ولكن ماذا عن واقع لبنان؟
الرصيف ليس للمشاة فقط، فهو أيضاً مخصص للدّراجات النارية التي تسير عليه هرباً من عجقة السير، أو من الإشارات الضوئية، وممراً للـ"Delivery" النرجيلة أو غيرها، أو ليركنوا عليه... والرصيف أيضاً موقف للسيارات، فهي تُركن عليه أيضاً، إما لعدم وجود موقف، أو تمنعاً من دفع كلفة الموقف.
كما أن هنالك بعض المطاعم، وليس الكل بالطبع، التي رغم وضع حدود لها، ما زالت تخالف القانون بوضع الكراسي والطاولات والنرجيلة على الرصيف، بشكل يعوق المارة، و"على عينك يا تاجر".
ليس هذا فحسب، فهنالك الأسوأ، فقد تُركن السيارة بشكل مزعج يعوق المارة عن السير، حتى أنّها قد تضطر إلى التوجه إلى الرصيف المقابل أو أن تسير إلى جانب الطريق وربما إلى نصفه.
إضافة إلى ذلك هنالك حاويات النفايات، الموجودة بكثرة الى جانب رصيف مكسور. كما أنّ الحاويات قد تفوح منها أجمل أنواع العطور!
ولكن الأغرب أنه، على مقربة منها، بعض الأشجار، مما يجعل السير على الرصيف مستحيلاً، فإما السير على جانب الطريق أو على رصيف آخر.
أما الأخطر من ذلك فهو الرصيف داخل نفق طويل مظلم في الليل، فإنّه شبه فيلم رعب. فقد تضطر السيارة الى التوقف داخله بسبب عطل ما طرأ أو لحادث ما فيه، وما يزيد الوضع سوءاً أنه لا يمكن التنبؤ من أين تأتي سيارة أخرى مسرعة لم ترَ ما يحصل داخل النفق! إنه حقاً فيلم رعب سينمائي ومباشر!
بعد الحديث عن الرصيف وكل ما عليه، لا بدّ من التحدث عن المشكلات الناتجة من شكل الرصيف. فهنالك الأرصفة المكسّرة مع وجود بعض حاويات للنفايات، والأرصفة المختلفة الارتفاع في الشارع نفسه.إن ذلك قد يزعج المارة قليلاً، ولكنّه قد يشكل خطراً للكفيف والعجوز أو المقعد. فقد لا يستطيع أحدهم السير من دون مساعدة من شخص آخر، كما أن الأهل الذين يجرون عربة أولادهم سيجدون صعوبة في التنقل، وخاصة إذا كان الرصيف ضيقاً لأي سبب كان.
ويا للأسف فإنّ معظم المشاكل التي نعانيها من الأرصفة لا يتم تصليحه إلا بالرشى، أو بالانتظار الطويل، ربما من جيل إلى جيل، ما لم نتحدث عنه عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وتعليقات تملؤها السخرية والتهكم على الدولة وتقصيرها، وتقصير البلديات معها!
كذلك نعاني مشكلات الجدران. فلا بد من التحدث عن اللافتات والإعلانات والرسوم على الجدران، أو ما يعرف بال "Graffiti". فهي إما عبارة عن شعارات حزبية، أو كتابات فقط من أجل الكتابات، أو كتابات أحبة، أو رسومات مشوهة أو خربشات. وقد تقوم البلدية بدهانها، وعلى رغم ذلك قد يأتي أشخاص آخرون ويشوهون من جديد الحائط بخربشاتهم.
الوضع ليس هكذا في كل مكان فهنالك رسومات فعلاً معبّرة وجميلة وتريح النظر، فالبعض منها يذكّر بالطفولة، والبعض الآخر يذكر ببيروت القديمة ومناظر طبيعة جميلة وغيرها من اللوحات الفنية المميزة، وقد تكون الشيء الوحيد الذي يجعل المشاة يبتسمون وهم يسيرون في شوارع بيروت!
وفي النهاية، وعلى رغم كل هذه السيئات والمشاكل التي يواجهها المارة أو أصحاب الاعاقات لا بد من أن نأمل بصحوة ضمير من الدولة والبلديات معاً، واهتمامهم أكثر فأكثر بمصالح الناس، من دون الاضطرار إلى الإنتظار طويلاً من أجل تصحيح طفيف أو اللجوء إلى الاعلام ووسائل التواصل المختلفة، أو اللجوء إلى القضاء.

اقرأ في النهار Premium