لطالما سألنا أنفسنا عما إذا كانت الحيوانات ترى العالم مِن حولها كما نراه، سواء بالألوان أو حتى نوع الأشعة نفسها أو الأشكال. وفي التفاصيل، فإن رؤية كل نوع من الحيوانات على الأرض فريدة من نوعها، ويمكن أن يرى بعضها ما لا يمكننا حتى رؤيته نحن كبشر، وهو ما يميزها حيث إنه يعتبر سلاحها للبقاء على قيد الحياة إما افتراساً وإما نجاة من الافتراس.
وبالفعل، تمكن العلماء من استكشاف أنظمة الحيوانات البصرية من خلال تحليل تشريحها. لذا طوَّر العلماء على مدى 4 سنوات، نظام برمجيات وأجهزة تجمع بين تقنيات معالجة الصور والتصور الرقمي والأدوات التحليلية. بشكل أساسي، تحلل هذه الأداة الصور، مع الانتباه إلى أنماط الألوان وهي قادرة على التنبؤ بكيفية إدراك هذه المعلومات من قبل الأنظمة المرئية المختلفة.
لذلك يستطيع العلماء رؤية العالم من خلال عيون الأسماك والطيور والقطط والحشرات والحيوانات الأخرى وفي هذا التقرير سنقدم لكم كيف ترى بعض الحيوانات العالم من منظورها:
تعاني الكلاب ضعفاً في الرؤية، إذ إن عيونها ليست حساسة لغالبية الألوان، فترى العالم بطريقة باهتة إلى حد ما. من ناحية أخرى، يمكنها الرؤية جيداً في الليل ولديها إحساس متطور بالمنظور والعمق، وعيونها أكثر حساسية للحركة.
يرى السمك بالأشعة فوق البنفسجية، وكل شيء على مقربة من عينيه يراه أكبر من حجمه العادي، وربما هذا هو سبب أن كثيراً من الأسماك تبدو مفاجأة طوال الوقت، نتيجة شكل عينيها الواسع.
يمتلك أصدقاؤنا ذوو الريش رؤية حادة، إذ ترى الطيور الليلية جيداً عندما لا يكون هناك ضوء، وخلال النهار يمكنها رؤية ظلال لونية لا يستطيع البشر رؤيتها، وكذلك الأشعة فوق البنفسجية.
تعاني الثعابين عموماً ضعفاً في الرؤية، لكن يمكنها رؤية الإشعاع الحراري في الليل أفضل بعشر مرات، من أي تقنية حديثة للأشعة تحت الحمراء. لكن خلال النهار، تتفاعل فقط مع الحركة، وإذا لم تتحرك فرائسها، فلن تتمكن من الإمساك بها.
تتحرك كل عين من عينَي الفأر بشكل مستقل، بحيث ترى صورتين منفصلتين. العالم بالنسبة له ضبابي وبطيء الحركة وملوّن باللونين الأزرق والأخضر.
بالنسبة للبقر المتجول، فإن مراعيه ليست خضراء ولكنها تظهر باللونين البرتقالي والأحمر، إلا أنه يرى كل شيء مكبّراً قليلاً.
لأن عينَي الحصان على جانبي رأسه، فهما تساعدانه على الانتباه إلى أي خطر. لكن لهذا الموضع عيوبه: فالحصان لا يرى أبداً ما هو أمام أنفه.
يفهم النحل العالم أسرع بثلاث مرات من البشر. كما أنه يرى الأشعة فوق البنفسجية التي لا نستطيع رؤيتها.
للذباب رؤية متعددة الجوانب، بسبب وجود آلاف العيون الصغيرة التي تعمل معاً لإنشاء صورة واحدة. ويمكنه رؤية الأشعة فوق البنفسجية، والعالم يتحرك بشكل أبطأ إلى حد ما بالنسبة له مقارنة بالبشر.
رغم أن رؤية الفراشات ليست حادة للغاية، فإنه يمكنها رؤية العديد من الألوان والظلال أكثر مما يستطيع البشر، وضمن ذلك الأشعة ما فوق البنفسجية.