"إن مسرح مونو قطع علاقته تمامًا مع الممثل ميشال جبر الذي ليس له أي عمل فيه وهو يندد بأي تحرش بأي كان"، هذا الإعلان بالقطيعة الذي نشره المسرح أمس السبت في صفحته على "فايسبوك" جاء بعد تحرك أقامته طالبات ونشطاء أمام مدخل مونو ليل الثلثاء الماضي، مرددين هتاف "متحرش، ميشال جبر متحرش".
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يصوّر ميشال جبر مسرعاً نحو المسرح، حيث كان يشارك في محترف تدريبي، على وقع هتافات وصوره التي ارتفعت موسومة بكلمة "متحرّش".
اتصلنا بجبر لتناول القضية، خصوصاً أنه لم يظهر أي تفاعل أمام الرأي العام، فقال: "المسألة يشوبها الكثير من التلفيق. ومن يمتلك دليلاً ضدّي، فليتوجه الى القضاء"، منتقداً ما أسماه "التضخيم في الأخبار المتناقلة على منصات التواصل. وهي غير مرتبطة بـ50 شهادة، إنما 20 شخصاً من شابات وشبان".
ويقول أن القضية انطلقت شرارتها من طالب في الجامعة اليسوعية، فرض عليه جبر "إعادة المادة لأنه لم يجتز الامتحان وهو لم يكن يلتحق بالمحاضرات. فوسم الطالب في تغريدته المشهرة حساب الجامعة اليسوعية، ثم محاها بعدما اعترض عليها طلاب من "اليسوعية"، وأعاد نشرها في Pervs of Lebanon، فاتخذت هذه الضجة"، وفق رواية جبر.
ويورد مثلاً عن شهادة لطالبة تفيد بأنه تحرش بها في الجامعة اللبنانية بعدما أطفأ النور، قائلا "بالأساس، التمرينات أعطيها في فترة النهار، ولا يوجد إنارة ولا ستائر في الجامعة اللبنانية".
وأعلن انه يتهيأ "لرفع دعوى قضائية بتهمة القدح والذم والتشهير ضد كلّ من يتجنى عليّ بهذه القصص الملفقة وضد من يقف وراء نشرها".
ويضيف "التمارين التي كنتُ أعطيها في الصف، كانت ظاهرة أمام كل الطلاب وكنت أعطيها في ستار أكاديمي. والممارسات التي لُفقت عنها كانت تحصل أمام اللجنة الحاكمة".
ونشرت طالبات في صفوف جبر روايات مناقضة لما يقوله على حسابات في مواقع التواصل.
وجبر هو أستاذ جامعي وممثل ومخرج مسرحي له العديد من الأعمال، ظهرت حوله في أعقاب انتفاضة 17 تشرين شهادات تزعم تحرّشه بطالبات خلال مزاولته التدريس في الجامعتين اللبنانية واليسوعية.
ونقرأ في صفحة تحمل اسم "كافِح" على "فايسبوك" نقداً لاذعاً لجبر وللقضاء، وفيه: "لا يمكن الاعتماد على السلطة وأجهزتها ومؤسساتها الذكورية لمحاربة المتحرشين ومرتكبّي الجرائم الجنسية... يتخبط القضاء لإدانة أعضاء فريق (Pervs of Lebanon) الذين أعدّوا منصة لفضح المغتصبين والمتحرشين ودحض سردياتهم. فالموقف واضح، أن القضاء اللبناني يكرّس طاقاته وموارده ليلاحق من يرفع الصوت بوجه مرتكبي الجرائم الجنسية...".
ويعلّق جبر مدافعاً "عملت 32 سنة في الجامعة اليسوعية و14 سنة في الجامعة اللبنانية ثم دعيت إليها مرتين بعد انتهاء عقدي. لماذا خلال كل الفترة لم تطلني تهمة من هذا القبيل؟".
ويُذكر أنّ النّشطاء يتهيأون لاعتصامٍ ثانٍ أمام المسرح، الثلثاء المقبل، تحت عنوان "لأنّنا نصدّق الناجيات".