طالبت منظمة العفو الدولية، الخميس، السلطات الجزائرية بالتحقيق في صور فيديو نشرها رواد مواقع التواصل الاجتماعي تظهر إقدام مجموعة من الأشخاص على إحراق شاب حيا بعد اتهامه بإشعال حرائق في الجزائر، وسط حملة استنكار وغضب شعبي عارم إزاء الحادثة.
وتناقلت حسابات لسكان مدينة مليانة (120 كلم غرب العاصمة الجزائرية) على مواقع التواصل تعليقات تعبر عن السخط من "الاعتداء الوحشي" الذي تعرض له جمال بن اسماعيل البالغ من العمر 38 عاما في منطقة الأربعاء ناث إيراثن، إحدى أكثر المناطق تضررا من حرائق الغابات بولاية تيزي وزو.
وكانت انتشرت صور فيديو لشاب يتعرض للضرب على أيدي مجموعة كبيرة من شباب آخرين، ثم تظهر فيه جثة تشتعل نارا، ويقوم شبان حولها بتصويرها.
وقالت منظمة العفو الدولية - فرع الجزائر في تغريدة على تويتر "على السلطات أن تبدأ فورا في التحقيق في معلومات الاعتداء حتى الموت على رجل من حشد غاضب من الناس، ومحاكمة المتورطين".
وتابعت: "على السلطات أن تبعث رسالة واضحة بأنها لن تسمح بمثل هذا العنف".
واعتبرت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان في بيان ما حدث "عملا وحشيا، وحشية ما تعرض له ضحايا الحرائق" .
واندلعت الحرائق الاثنين في منطقة القبائل في شمال شرق الجزائر، وتوسعت واجتاحت مناطق عدة، وتسببت بمقتل 69 شخصا بينهم 28 عسكريا كانوا يساعدون في إخماد النيران. ولا يزال بعض هذه الحرائق مستمرا.
وطالب والد الشاب نور الدين بن اسماعيل في تصريح لوسائل إعلام محلية، "السلطات بإحقاق الحق، داعيا الى الهدوء". كما طلب من السلطات تسليمه جثة ابنه لأنه لا يستطيع الانتقال الى تيزي وزو، قائلا "لا اعرف ما الذي ينتظرني هناك".
وأثارت الصور موجة غضب واستنكار، وقال أصدقاء للشاب وجيران إنه ذهب الى تيزي وزو للمساعدة.
وذكر جاره الذي قدّم نفسه باسم سيد أحمد.ب في اتصال مع وكالة فرانس برس أن "جمال إنسان جميل، شاعر فنان وملحن يعزف على 12 آلة موسيقية"، و"هو متطوع في فرع الحماية المدنية بمليانة".
ولم تصدر السلطات الرسمية أي بيان حول الحادثة.
وكتبت مدونة: "لقد أحرقت النيران ما تبقى لنا من إنسانية".