النهار

جبهة الإسناد العراقية... 211 هجوماً في عام والقواعد الأميركية خارج الاستهداف
بغداد ـ مصطفى عبادة
المصدر: النهار
جبهة الإسناد العراقية... 211 هجوماً في عام والقواعد الأميركية خارج الاستهداف
فصائل عراقية تعلن مهاجمة اهداف اسرائيلية بالمسيرات
A+   A-

على مدى عام منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، شاركت "جبهة المقاومة والإسناد" العراقية في إسناد المقاومة الفلسطينية ونفذت هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على مواقع حيوية في إسرائيل أوقعت إصابات بشرية وألحقت أضراراً مادية بالمنشآت التي استهدفتها. 

 وفي 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2023، كشفت "كتائب حزب الله العراقي" عن أسماء الفصائل المنضوية في "جبهة المقاومة الإسلامية في العراق" وهي "كتائب حزب الله العراقي"، "النجباء"، "كتائب سيد الشهداء"، و"أنصار الله الأوفياء"، والتي عمدت في بداية تأسيسها إلى استهداف المصالح العسكرية الأميركية في العراق وسوريا، بتاريخ 17 تشرين الأول (أكتوبر) من العام ذاته، رداً على العدوان الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة على قطاع غزة. وبعد ذلك أخذت هجماتها بالصواريخ والمسيرات تتصاعد وصولا إلى أهداف إسرائيلية في فلسطين المحتلة. 

الاندماج في "وحدة الساحات" 
وقال قياديان في جبهة الإسناد العراقية لـ"النهار"، إن استراتيجية المقاومة تغيّرت بعد استشهاد الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني السيد حسن نصر الله، مؤكدين أن المقاومة العراقية اندمجت في "وحدة الساحات" التي تجمع محاور المقاومة في العراق واليمن وسوريا ولبنان وإيران.
وأضاف القياديان اللذان رفضا الكشف عن هويتيهما، أن هناك "غرفة عمليات مشتركة تتولى التنسيق بين عمليات تلك المحاور ".
وكان عضو المكتب السياسي لـ"حركة النجباء" فراس الياسر قال في الذكرى السنوية الأولى لعملية "طوفان الأقصى"، أن "معركة طوفان الأقصى هي معركة الشرف التي تخوضها الأمة للدفاع عن مقدساتها ووجودها"، مؤكداً أن "العراق يقف إلى جانب معركة الشرف والبطولة؛ التي تلتحم فيها جبهات المقاومة بالمنطقة بأسرها"، في إشارة الى وجود تنسيق مشترك في عمليات القصف أو صد الهجومات الإسرائيلية بين محاور المقاومة في الدول الخمس.
وطبقا للقياديين، فإن موقف المقاومة من عملية "طوفان الأقصى" يبقى ثابتاً في دعم القضية الفلسطينية، واستهداف الكيان الصهيوني، موضحيْن أنّ القواعد الأميركية في العراق طرحتْ الآن خارج دائرة الاستهداف، وذلك لوجود اتفاقية بين بغداد وواشنطن على خروج قوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن من العراق في أيلول (سبتمبر) 2025، لكنهما لم يستبعدا أن تكون المصالح الأميركية في سوريا هدفا للمقاومة العراقية.

وأحصت "النهار" 211 هجوماً شنتها الفصائل العراقية على إسرائيل منذ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٢٣ وحتى الثامن من الشهر ذاته في ٢٠٢٤ استهدفت غالبيتها منطقتي إيلات والجولان.

وكشف القياديان عن عقد اجتماع سري بين أطراف حكومية وقادة في فصائل المقاومة لضبط إيقاع هجمات الأخيرة، إذ توصل الطرفان إلى "اتفاق موقت" ينص على عدم استهداف المصالح الأميركية في العراق، مبينين أن الحكومة حذرت الفصائل من أن تصعيد هجمات الجبهة العراقية يجعل موانئ العراق وآبار النفط عرضة للقصف الإسرائيلي.
وأكدا أن "المقاومة الإسلامية مستمرة في في دك معاقل الكيان الصهيوني بوتيرة متصاعدة".

البحث عن تسوية سياسية
الخبير الأمني مخلد حازم قال لـ"النهار" إن "الجبهة العراقية تمثل جناحاً عقائدياً، بينما جيش الاحتلال الإسرائيلي ذو طابع عسكري: الأولى يقاتل جنودها كي ينتصروا أو يستشهدوا، لكن الثاني يحاول تحقيق أهداف سياسية ومصالح معينة".
ورأى حازم أن "خيار الحرب الشاملة لا يخدم أحداً، إذ إن القوة التسليحية بين الطرفين غير متكافئة، كما أن دولة الاحتلال تلقى دعماً غير محدود من الدول الكبرى"، لافتاً إلى أن "جيش الكيان الغاصب اعتاد دخول حروب خاطفة وموقتة، لكن معركته الأخيرة استنزفته كثيراً، ولم يعد بمقدوره أن يديمها بمفرده".
ولاحظ حازم أن جبهة المقاومة العراقية أخذت تستخدم في هجوماتها على الأهداف الإسرائيلية صواريخ الأرقب "كروز مطوّر"، إلى جانب طائراتها المسيّرة. وفي مقابل ذلك، يعتمد الكيان الصهيوني منهجية الأرض المحروقة من أجل تجريف الأرض أو فتح ثغرات، لكنه لن يتمكن من طمس العقيدة الدينية لدى جبهات المقاومة عبر أسلوب الإبادة الجماعية التي يمارسها في غزة ولبنان، بحسب تعبيره.
وخلص إلى أن هذه "الحرب قد تنتهي إلى تسوية سياسية ستكون كلمة الفصل فيها لمصلحة جبهة الردع والمقاومة في المنطقة".

أحزاب سياسية لا تؤمن بـ"المقاومة"
وقال الخبير الأمني عقيل الطائي، إن جبهة الإسناد في العراق   لا ترتبط بالحكومة، ويجمعها "موقف واضح ويزاد تماسكاً" دعماً للقضية الفلسطينية، وبخاصة لغزة.
وأضاف الطائي لـ"النهار"، أن فتح الجبهة اللبنانية لم يحدث أي تغيير في عمل المقاومة العراقية. كما أن الأخيرة لم تبادر إلى دعم "حزب الله" اللبناني لأنه يملك "قوة دولة كاملة، وهو المساند لغزة منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر)"، مشيراً إلى أنه رغم تسارع الأحداث هناك تماسك في الجبهة اللبنانية، قاد إلى "فشل الكيان الصهيوني في تنفيذ اقتحام بري في جنوب لبنان، وحتى في غزة فشل عسكرياً في مفهوم العمليات العسكرية.
واستطرد الطائي، أن جبهة المقاومة العراقية تتعرض لضغط من "أحزاب سياسية فتحت جبهة معارضة إعلامية لعمل تلك الجبهة، حرصاً على مناصبها الحكومية".  

اقرأ في النهار Premium