النهار

رصدت دراسة أجراها الدكتور حمدي عرفة، أستاذ الإدارة المحلية والخبير الاستشاري في شؤون البلديات الدولية، عدداً من الأسباب التي يرى أنها السبب الرئيسي لحوادث القطارات المتكررة في مصر.

وجاء صدور الدراسة، التي تلقّت "النهار" نسخة منها، مواكباً لحادث تصادم جرار بمؤخّرة القطار ذي الرقم 1087، القادم من أسوان باتجاه القاهرة؛ وذلك في المنطقة الواقعة ما بين أبو قرقاص والمنيا، حيث سقطت "عربة القوى"، ووقع ما يقرب من 20 مصاباً، بحسب بيانات وزارة الصحة المصرية.

ويحمّل الخبيرُ المحافظين في 27 محافظة مصرية المسؤولية عن جانب من تلك الحوادث، مشيراً إلى أن وجود قرابة 3168 مزلقاناً غير شرعيّ هو أحد الأسباب الرئيسية للمشكلة؛ فقد بلغ عدد تلك الحوادث 1696 حالة، بنسبة 83 في المئة من إجمالي حالات حوادث القطارات، وفقاً للجهاز المركزيّ للتعبئة العامة والإحصاء.

وكانت وزارة النقل المصرية أشارت، في بيان لها، إلى أن نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل كامل الوزير قد أكّد أنه ستتم إحالة المتسبّبين بـ"حادث قطارَي المنيا"، سواء أكانوا من السائقين أم من ملاحظي الأبراج أم من مهندسي التشغيل، أم كان رئيس المنطقة، إلى النيابة العامة للتحقيق معهم ومحاسبتهم.

مزلقانات الموت

ويقول عرفة: "عدد المزلقانات القانونية على خطوط السكك الحديدية يقدّر بنحو 1332 مزلقاناً من إجمالي 4500 مزلقان؛ وذلك على أكثر من 6 آلاف كيلومتر من خطوط السكك الحديدية، من أقصى الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب".

ويطالب الخبير وزارةَ النقل بسرعة وضع وتنفيذ خطة تطوير المزلقانات، معلّلاً ذلك بأن "هناك كمّاً هائلاً من المزلقانات غير الشرعية يتغيّر يومياً". ويؤكد أن "مشكلة المزلقانات تقع، أيضاً، على كاهل 27 محافظاً، طبقاً لقانون الإدارة المحليّة ذي الرقم 43، لعام 1979، وتعديلاته. لكن الأغلبية العظمى من المحافظين محلّك سر، ولا دور لهم في هذا الملف، وأن العديد منهم لم يفهم ملفات المحليات المتعلّقة بسكك حديد مصر حتى الآن".

أسباب أخرى

ولفتت الدراسة إلى أسباب أخرى، منها تدنّي رواتب العاملين بسكك الحديد، خصوصاً سائقي القطارات، ومحصّلي التذاكر، بالرغم من أن الهيئة القومية للسكك الحديد في مصر تعدّ من أكبر الكيانات الاقتصادية في مصر والعالم العربي.

ويقول الخبير إن "الهيئة هي الأكبر في مجال خدمات نقل الركاب والبضائع، وتعتبر العمود الفقري لنقل الركاب في مصر، حيث ينتقل بوساطتها 500 مليون راكب سنوياً، أي قرابة 1.4 مليون راكب يومياً، وتنقل 6 ملايين طن من البضائع كلّ عام".