النهار

عام على حرب غزة... ماذا بقي من "حماس"؟
بعد عام على الحرب، تراجعت قوة حركة "حماس" التي تحكم قطاع غزة منذ العام 2007، مع تدمير مراكزها وقتل قادتها واضطرارها لتخوض حربا من داخل الأنفاق، إلا أن العمليات العسكرية الإسرائيلية البرية والجوية لم تقض عليها.
عام على حرب غزة... ماذا بقي من "حماس"؟
طيور مالك الحزين تطير فوق كومة من الأنقاض بمخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة يوم 1 أكتوبر 2024. (أ ف ب)
A+   A-

في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، شنّت "حماس" هجوما داميا ومباغتا على إسرائيل واقتحم مقاتلوها مواقع عسكرية ومستوطنات حدودية مع القطاع، وأطلقت نحو 5 آلاف صاروخ باتجاه مناطق وسط وجنوب إسرائيل.

 

أسفر الهجوم عن مقتل 1205 أشخاص، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

 

وردّت إسرائيل بحملة قصف مدمّر وهجوم برّي على قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط 41802 قتيلا على الأقل، معظمهم من المدنيين، وفق أرقام وزارة الصحة التابعة للحركة.

 

سمّي السنوار على رأس المكتب السياسي لحماس في آب (أغسطس)، خلفا لإسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران في 31 تموز (يوليو)، في ضربة نسبت الى إسرائيل.

 

ويقول الباحث في مجلس العلاقات الخارجية بروس هوفمان: "العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة وجهّت ضربة قاسية للحركة، لكنها ليست ضربة مميتة".

 

"انتحار سياسي"

من جهة أخرى، أصيبت المؤسسات الحكومية التي تديرها الحركة بشلل كبير، ودمّر الجيش الإسرائيلي معظم هذه المؤسسات.

 

وتتهم إسرائيل "حماس" باستخدام المدارس ومؤسسات صحية ومدنية لإدارة عملياتها، لكن الحركة تنفي. ولم تترك الحرب مكانا آمنا في القطاع، إذ تحوّلت أكثر من مئتي مدرسة غالبيتها تابعة لوكالة الأونروا، إلى ملاجئ لمئات آلاف النازحين، ولم تعد هناك مراكز للرعاية الصحية.

 

وأعلن مدير الإعلام الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة أن إسرائيل دمّرت كافة الجامعات والمنشآت الصناعية والتجارية، ومحطة توليد الكهرباء الوحيدة ومضخات المياه والصرف الصحة ومراكز الشرطة والدفاع المدني والسجون.

 

ودمّر الجيش الإسرائيلي كليا أو بشكل كبير نحو 450 ألف منزل ومنشأة من بينها مستشفيات ومدارس ودور عبادة، وأكثر من 80 في المئة من البنية التحتية في القطاع، بحسب مكتب الإعلام الحكومي في غزة.

 

وتسببت الضربات الإسرائيلية باستحالة مناطق واسعة في القطاع إلى أكوام من الركام، وفق ما ورد في تقارير منظمات تابعة للأمم المتحدة.

 

"ضربات قاسية"

القيادي في "حماس" طاهر النونو يرى أن "حماس ما زالت لاعبا رئيسيا في القضية الفلسطينية وليس فقط في غزة".

 

ويشير الى أن الضربات القاسية "لا تؤثر على قدرة الحركة في قيادة العمل السياسي وإدارة مواجهة العدوان".

 

وأظهر استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في حزيران (يونيو) أن 67 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع في غزة والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل يعتقدون أن "حماس" سوف تهزم إسرائيل في نهاية المطاف.

 

وتبلغ النسبة 48 في المئة في قطاع غزة.

 

اقرأ في النهار Premium