النهار

بعدما حفّض الفيدرالي أسعار الفائدة هل اقترض الآن... أم أنتظر؟
باولا عطية
المصدر: النهار
القرار يعتمد على العديد من العوامل الاقتصادية والشخصية، ومهم جداً دراسة هذه العوامل بعناية قبل اتخاذ القرار
بعدما حفّض الفيدرالي أسعار الفائدة هل اقترض الآن... أم أنتظر؟
هل نقترض الآن؟
A+   A-

في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية الحالية وبعد تخفيض الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة 50 نقطة أساس، ثمة تساؤل إن كان هذا الوقت ملائماً للاقتراض، أم يجب الانتظار قليلاً بعد. فتخفيض الفائدة يهدف عادة إلى تحفيز الاقتصاد بتسهيل الحصول على القروض بتكلفة أقل. 

 

يعكس التخفيض الأخير لأسعار الفائدة رؤية الفيدرالي الأميركي للحاجة إلى دعم الاقتصاد في ظل المخاوف من الركود أو تباطؤ النمو. بالنسبة إلى الأفراد والشركات، يعني تخفيض الفائدة تقليل تكلفة الاقتراض، لشراء منزل أو تمويل مشروع أو حتى سداد ديون حالية بفائدة أقل.

 

يلفت محلل الأسواق المالية جو يرق، في حديث لـ "النهار، إلى الآتي: "إذا كانت هناك حاجة ماسة للاقتراض في الوقت الحالي، فإن هذه الظروف قد تكون ملائمة للبعض. فمع انخفاض الفائدة، يكون سداد القروض أقل تكلفة، مقارنة بما كانت عليه قبل التخفيض. وبالنسبة إلى الشركات التي تخطط للتوسع أو للأفراد الذين يخططون لاستثمار كبير، مثل شراء منزل أو البدء في مشروع، يمكن أن يكون هذا هو الوقت الأفضل للاستفادة من الفوائد المنخفضة".

 

خيار منطقي

بالرغم من ذلك، قد يكون الانتظار خيارًا منطقيًا. يتابع يرق: "إن التوجه العام يسير نحو تخفيض أسعار الفائدة أكثر. فإذا لم تكن هناك حاجة ملحة، الأفضل عدم اتخاذ أي خطوة الآن، فالمتوقع أن تنخفض أسعار الفائدة 100 إلى 150 نقطة أساس، أي ما يعادل 1.5%، ما يشكل فرصة للاقتراض بتكلفة أقل حتى مما هي عليه الآن، في الأجل القريب أو المتوسط".

 

ويذكّر يرق بـأن "التصريحات الصادرة عن البنوك المركزية العالمية، سواء من أوروبا أو بريطانيا أو الولايات المتحدة، تشير إلى أن الفائدة ستستمر في الانخفاض. أما الدول العربية، فستتبع النهج نفسه لأننا مرتبطون بالسياسات النقدية الأميركية، وبالتالي أي تخفيض في الفائدة في الولايات المتحدة يؤثر مباشرة على البنوك العربية والخليجية".

 

بحسب يرق، أفضل القروض هي التي تلبي حاجة الشخص الفعلية، "وإذا كنا نتحدث عن الفائدة المنخفضة، فإن قروض المنازل هي الأفضل، لارتباطها برهن عقاري، ولأنها تتمتع بفترات سداد طويلة تتراوح بين 15 و30 عامًا، ما يجعل فائدتها منخفضة. أما قروض السيارات، فرغم أن فائدتها أعلى من قروض المنازل، فإنها تظل أقل من القروض الشخصية لأنها مرتبطة برهن السيارة كضمان للدين. وفي حال حدوث أي تعثر في السداد، تبقى السيارة موجودة كضمان. فالقروض الشخصية هي الأكثر تعرضًا للفائدة المرتفعة، حيث تكون مدة السداد قصيرة إلى متوسطة. وتخصص القروض الشخصية في العادة للحاجات الملحة، مثل نقص السيولة أو أي حاجة طارئة.

 

قبل اتخاذ قرار الاقتراض

في ما يأتي بعض التوصيات التي قد تساعدك على اتخاذ القرار الأفضل:

1) تقييم الحاجة الملحة: إذا كان لديك حاجة ماسة للتمويل أو إذا كان المشروع الذي تنوي القيام به يعتمد على التمويل الآن، فقد يكون الاقتراض حلاً ملائماً الآن

2) مراقبة السوق: إذا لم تكن في حاجة فورية للتمويل، الأفضل مراقبة توجهات الفيدرالي في الأشهر المقبلة وانتظار فرصة أفضل

3) استشارة مستشار مالي: قد توفر لك استشارة خبير مالي نظرة أعمق وتساعدك على اتخاذ القرار بناءً على ظروفك المالية الشخصية والاقتصادية

4) سداد معجّل: اسأل عن إمكانية السداد المعجل للقرض والرسوم اللازمة لذلك، وطريقة احتساب الفائدة حينها

 

 

 

اقرأ في النهار Premium