النهار

على أثر التحقيق الذي نشرته "النهار" الخميس الماضي بعنوان "ماذا يعني اختراق الرمز 280 30 القبرصي هواتف اللبنانيين؟"، اختفى مباشرة رمز الشركة القبرصية عن الهواتف، ولم يعد التقاط الشبكة متاحاً في لبنان. فهل اتخذت وزارة الاتصالات أي إجراءات لمنع ظهور الرمز القبرصي في لبنان؟ 

وزير الاتصالات جوني القرم أكد لـ"النهار" أن "التحقيق الذي أجريناه عن مصادر الرمز 280 30 القبرصي بيّن أنه خط مخصص للسفن البحرية التجارية، لذا فإن إشاراته تصل إلى الشاطئ، وليس إلى الداخل اللبناني". 

وفيما أفاد بعض المواطنين أنهم التقطوا إشارات هذا الرقم في مناطق بعيدة من شاطئ البحر وتحت الأرض، قال القرم: "صحيح أنه يمكن التقاط هذا الرمز خارج النطاق البحري، إلا أن الأمر ليس ممكناً على الدوام". وأوضح أنه راسل السلطات القبرصية في الموضوع، "ونحن في انتظار جوابها عن الإجراءات والتدابير التي ستتخذها، لكي لا تصل إشارات الرمز إلى الداخل اللبناني".

ووفق وزارة الاتصالات "ليست المرة الأولى التي تظهر الشبكة ذات الرمز 280 30 على أجهزة مستخدمي شبكتي الخلوي ضمن الشبكات الممكنة للاختيار، على غرار عدد من الأسماء وإشارات شركات الاتصالات الخلوية القبرصية الأخرى، بما يؤكد إمكان استقبال إشارة من مسافة بعيدة، حتى من شركات الاتصالات الخلوية التي تبثّ من دول مجاورة مثل قبرص ومصر وتركيا، خصوصاً عبر البحر، علما أن بعض الظروف البيئية في مواسم محددة يمكن أن تضخم الإشارة".

مصادر خبيرة في قطاع الاتصالات أكدت في المقابل أنه يفترض بشركتي الخلوي "ألفا" و"تاتش" أن تقوما بالاختبار الدوري للتغطية على الطرق اللبنانية لفحص جودة الإشارة وانتشار الترددات، وأن ترفعا التقارير الناتجة من ذلك مع التوصيات إلى وزير الاتصالات الذي يطلع عليها مع مستشاريه والوحدات المختصة في الوزارة لإصدار توجيهاته. تحدد هذه التقارير بالزمان والمكان قوة إشارة الشبكة القبرصية وتغطيتها.

وأوضحت أن الرمز 280 30 تابع لشبكة الجيل الرابع للخلوي، وتالياً من غير الممكن استخدامه من السفن البحرية التي لها نظام اتصالاتها الخاص وتردداتها الخاصة البعيدة كل البعد عن ترددات الجيل الرابع. إضافة إلى ذلك، يتوجب تحديد الشركة صاحبة هذا الرمز بالاسم، وهو رمز يتم تعريفه في جميع المنظمات الدولية للاتصالات على الشكل الآتي:

280  هو رمز الخلوي Mobile للبلد Mobile Country Code MCC
أما الرمز 30 فهو رمز الشركة المشغلة للخلوي Mobile Network Code MNC، وتالياً هذا الرمز يتبع حكماً شبكة خلوية من الجيل الرابع وليس نظام اتصال لسفن تجارية إطلاقاً.

وأكدت أن "من غير الجائز صدور تطمينات عامة عن وزارة الاتصالات، بل على الوزارة أن تحرص على اعتماد الشفافية والحرفية في العمل، وتبدأ بتحديد اسم الشركة القبرصية وإصدار تقرير علني يتناول التغطية، خصوصاً أنه التقطت الشبكة من داخل الأبنية indoor coverage في العمق اللبناني على مسافة 25 كيلومتراً من البحر. فالموضوع لا يتعلق بتداخل غير مقصود لشبكات الخلوي أو استسهال القول إنه يمكن التقاط الإشارات القبرصية في هذا الوقت من السنة بسبب عوامل الجوّ والرطوبة، إذ إن الإشارة قوية جداً خلافاً لإشارات أخرى خفيفة يمكن التقاطها على الساحل، وخصوصاً أن الوزارة كانت تعلم ذلك جيداً لكونها ذكرت حصراً الرمز الخارجي 280 30 في بيان تطمينها اللبنانيين الصادر في 8 من الجاري".