النهار

رئيس "مبادرة مستقبل الاستثمار": صفقات بـ125 مليار دولار منذ 2017
المصدر: النهار
رئيس "مبادرة مستقبل الاستثمار": صفقات بـ125 مليار دولار منذ 2017
الرميان متحدثاً في المؤتمر.
A+   A-

أعلن رئيس مجلس إدارة مؤسسة "مبادرة مستقبل الاستثمار" ياسر الرميان أن "مبادرة مستقبل الاستثمار أصبحت، منذ انطلاقتها في عام 2017، قوة تحويلية في عالم الاستثمار، إذ ساهمت في تسهيل صفقات تجاوزت قيمتها 125 مليار دولار، وأصبحت قوة للعمل والتقدّم".

وأوضح أن هذه النسخة الثامنة تجمع أكثر من 7000 مشارك و600 متحدّث عالمي لتسليط الضوء على أبرز التحدّيات العالمية والفرص الاستثمارية المتاحة.

وقال: "نواجه اليوم تحدّيات عالمية مترابطة تتطلب حلولاً مبتكرة، حيث يسلط مؤتمر هذا العام الضوء على قضايا ملحة مثل ارتفاع تكاليف المعيشة، والتفاوت في الرعاية الصحية، وكلها تمتد عبر الحدود. ومع ذلك، فإن هذه التحديات تفتح مسارات للتقدم، وهو ما يعنيه شعار هذا الحدث (أفق لا متناهٍ... الاستثمار اليوم لصياغة الغد)، الذي يجسد رؤية للاستثمار في المستقبل بهدف وطموح".

وتابع: "نقف اليوم على أعتاب عصر جديد حافل بالإمكانيات، يتطلّب منا هذا العصر أن نستثمر ليس فقط في اقتصاداتنا، بل في مستقبل البشرية جمعاء، وهذا هو جوهر الاستثمار الهادف، استثمارات مستدامة وطويلة الأجل تعالج التحديات العالمية وتعزز الابتكار وتحقق تأثيراً إيجابياً يدوم".

وتوقّع أن تفوق اقتصادات الأسواق الناشئة على الأسواق المتقدمة في عام 2030، ما يؤكد الحاجة إلى استثمارات استراتيجية في المجالات التي ستقود الاقتصاد العالمي"، وفق تعبيره.

وأوضح الرميان أنّه رغم أهمية العوائد المالية، فإن الاستثمارات التي تحقّق تأثيراً إيجابياً على المجتمع والبيئة هي الأكثر استدامة، والأسواق الناشئة خير دليل على ذلك، إذ أثبتت الاستثمارات طويلة الأجل قدرتها على تحقيق عوائد مجزية وتحفيز التنمية المستدامة، والعالم لا يزال غنياً بالإمكانات غير المستغلة.

ولفت إلى أن السعودية تتمتّع بدور محوري في دفع عجلة الاستثمار الهادف بفضل مواردها الفريدة وموقعها الاستراتيجي، ما يمكنها من دفع الاستثمارات في المجالات الحيوية.

وأفاد بأن قطاع الطاقة يعد من أهم القطاعات التي تستدعي الاستثمار الهادف، ويتطلّب الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون، واستثمارات طويلة الأجل وتعاوناً وثيقاً بين القطاعين العام والخاص. كما تسعى المملكة إلى تحقيق توازن بين احتياجات الطاقة الحالية وبناء مستقبل مستدام للأجيال المقبلة. وعلى سبيل المثال، استثمرت الجهات الفاعلة الرئيسية في مجال الطاقة أكثر من 65 مليار دولار في التقنيات منخفضة الكربون منذ عام 2017.

وأردف: "نطمح إلى أن تتجاوز الطاقة دورها كمحرك للاقتصاد، لتصبح قوة دافعة للتقدم والازدهار للأجيال المقبلة".

وختم قائلاً إن "النسخة الثامنة من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار تمثل فرصة لتحويل التحديات إلى فرص وبناء مستقبل زاهر للاقتصاد العالمي والبشرية جميعها، ومن خلال الاستثمار الهادف والتعاون الدولي، يمكن تحقيق أهداف التنمية المستدامة وبناء عالم أفضل للأجيال المقبلة".


من جهّته، اعتبر الرئيس التنفيذي لمؤسسة "مبادرة مستقبل الاستثمار" ريتشارد أتياس "أننا نحن على مفترق طرق وخياراتنا ستحدد ملامح العصر"، موضحاً أن "جهودنا الجماعية ستخلق عالماً أكثر شمولاً واستدامة".

وأضاف أن "المستقبل سيكون من نصيب من يجرؤون على الحلم بما هو أبعد من الأفق. أدعوكم جميعاً إلى أن تكونوا قادة التغيير، الذين لا يرون العالم كما هو، بل كما يجب أن يكون. هذا هو جوهر الرؤية المستقبلية: تحدي الحدود والقفز إلى المجهول".

وأعلن أتياس مغادرته منصب الرئيس التنفيذي لمؤسسة "مبادرة مستقبل الاستثمار".

وأكّد أتياس أهمية شعار القمة، وقال: "أفق لا متناهٍ ليس مجرد شعار، وإنما دعوة واضحة لتوسيع رؤيتنا الجماعية واحتضان آفاق المستقبل غير المحدود، ويجسد شعار هذه النسخة التزامنا بقيادة المحادثات التي تؤدي إلى مستقبل حيث لا يعرف الاستثمار حدوداً والعمل نحو غدٍ أفضل للجميع".

 

إقرأ أيضاً -بحضور شخصيات بارزة... مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" في الرياض

 

"اقتصاديات الجغرافيا السياسة"
وفي أولى الجلسات تحت عنوان "اقتصاديات الجغرافيا السياسة"، قال الرميان، وهو أيضاً محافظ "صندوق الاستثمارات العامة" السعودي إن اقتصاد السعودية من الأسرع نمواً عالمياً وتركيز الصندوق الأساسي يبقى محلياً.

وأضاف أن "الاستثمارات العالمية كانت تمثل 2 في المائة سابقاً... ثم زادت لتشكل 30 في المائة من الاستثمارات ونستهدف لخفض هذه النسبة إلى 18 - 20 في المائة مع التركيز على الاستثمار بالمملكة"، وقال: "لدينا 930 مليار دولار حالياً من الأصول تحت الإدارة وحصة الأصول الأجنبية 30 في المائة".

وشدّد على أن الصندوق "أنشأ العديد من الشراكات الاستثمارية الجريئة مع شركات كبرى، وهنالك نقلة نوعية في توظيف استثماراته". وقال "نحن نركز على الاقتصاد المحلي حيث أنشأنا 92 شركة جديدة منذ 2015، وحققنا إنجازات كبرى منذ ذلك الحين".

وأوضح أن "السعودية في وضع جيد لتكون مركزاً عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي وليس إقليمياً فحسب، فهناك استفادة كبرى من انخفاض تكلفة الطاقة، ليس فقط الأحفورية ولكن الطاقة المتجددة أيضاً".

وقال إن كبار اللاعبين في مجال الطاقة استثمروا أكثر من 65 مليار دولار في تقنيات منخفضة الكربون منذ 2017، "وهذه ليست سوى البداية".

من جهته، قال رئيس مجلس الإدارة لشركة "بلاك روك" لاري فينك إن ارتفاع أسعار الفائدة ساهم في دعم العديد من طبقات المجتمع الأكبر سناً، حيث إن المدخرين من كبار السن حول العالم استفادوا بقوة من ارتفاع الفائدة.

أضاف: "لن نرى أسعار الفائدة تنخفض للمستويات التي يأمل بها كثيرون"، مشدداً على أنه "لا بد من توجيه المزيد من رؤوس الأموال نحو البنية التحتية والتقنية".

وختم: "هناك 9 تريليونات دولار من أموال الملكية الخاصة بانتظار الفرص المناسبة".

اقرأ في النهار Premium