النهار

‏"مبادرة مستقبل الاستثمار" في الرياض... تأكيد على التغيير ‏والتحوّل الاقتصادي ‏
المصدر: النهار
شهد انطلاق فعاليات ‏المؤتمر السنوي لـ"مبادرة مستقبل ‏الاستثمار" ‏في نسخته ‏الثامنة، المنعقد في الرياض تحت رعاية ‏خادم الحرمين ‏‏الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، جو من ‏التفاؤل حول مستقبل ‏الاقتصاد العالمي.‏
‏"مبادرة مستقبل الاستثمار" في الرياض... تأكيد على التغيير ‏والتحوّل الاقتصادي ‏
جانب من فعاليات ‏مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" المنعقد في ‏الرياض (واس.)‏
A+   A-

يأتي هذا المؤتمر الذي ينعقد على مدى ثلاثة أيام تحت شعار ‏‏"أفق لا متناهٍ... الاستثمار اليوم لصياغة الغد" والذي يشارك ‏فيه أكثر من 7000 مشارك و600 متحدث عالمي، قبل أيام ‏معدودة على الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث يراقب ‏العالم تداعيات تغيير القيادة في أكبر اقتصاد في العالم.‏

ويشكّل هذا المؤتمر فرصة لتناول مواضيع عالمية مهمة مثل ‏أسعار الفائدة المنخفضة وتأثيرها على الأسواق، وأسعار النفط ‏وتطورات الذكاء الاصطناعي، وغيرها.‏


سيتم خلال المؤتمر مناقشة موضوعات أبرزها دور أفريقيا ‏في الاقتصاد العالمي، وتعزيز دور المرأة في المناصب ‏القيادية، والاستقرار الاقتصادي والتنمية العادلة ومكافحة ‏التغير المناخي، إلى جانب الذكاء الاصطناعي والابتكار ‏والصحة والقضايا الجيوسياسية.‏

ويتوقع أن يشهد هذا الحدث الذي يطلق عليه "دافوس ‏الصحراء"، عقد صفقات بقيمة 28 مليار دولار بعدما كان ‏سجل صفقات بقيمة 125 ملياراً في السنوات السبع الماضية.‏

وكان الذكاء الاصطناعي من المواضيع المهمة خلال مناقشات ‏اليوم الأول، حيث يُتوقع أن يضيف ما يقرب من 20 تريليون ‏دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030‏‎.‎

وشارك الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" إيلون ماسك، بكلمة ‏مرئية قدّر فيها أنه قد تكون هناك مليارات الروبوتات الشبيهة ‏بالبشر، بحلول عام 2040، وبسعر يتراوح بين 20 ألف ‏دولار و25 ألف دولار‎.‎

ومن المتوقع أن تعلن المملكة عن شركة جديدة ستستثمر ما لا ‏يقل عن 10 مليارات دولار في تحويل المملكة العربية ‏السعودية إلى أكبر منتج عالمي للهيدروجين، وهو وقود ‏منخفض الكربون يمكن أن يكون مفتاحًا لانتقال العالم بعيداً ‏عن الوقود الأحفوري.‏

في هذا الاطار، أكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز ‏بن سلمان بن عبد العزيز استعدادات المملكة لتصدير ‏الهيدروجين الأخضر، مشيراً الى أن "المملكة تعمل على ‏تصدير جميع أنواع الطاقة". ‏

وقال إن "المملكة ربما تكون الدولة الوحيدة التي ستجني مالاً ‏من التحول نحو الطاقة المتجددة".‏

بدوره، أعلن ياسر الرميان محافظ "صندوق الاستثمارات ‏العامة" السعودي، الذي يدير أصولاً تتجاوز 900 مليار ‏دولار، عن خطط لتقليص حيازات الصندوق الأجنبية من 30 ‏في المئة إلى ما بين 18 و20 في المئة‎.‎

مواجهة التوترات الجيوسياسية
بدوره، ذكر وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح أن المملكة ‏استطاعت مواجهة مختلف التوترات الجيوسياسية عالمياً ‏بفضل متانة اقتصادها، مبيناً أن "رؤية 2030" جعلت ‏الاقتصاد أكثر مرونة وقدرة على مواجهة التحديات التي ‏تفرضها التوترات الجيوسياسية في المنطقة.‏

وقال الفالح، إنه "رغم الصدمات التي شهدناها ومن بينها ‏أسواق النفط، كان الاقتصاد السعودي ثاني أسرع اقتصادات ‏مجموعة العشرين نمواً، كاشفاً العزم على ضخ استثمارات ‏إضافية في قطاع البتروكيماويات".‏

وأشار الى أنه "رغم الاضطرابات السياسية في الشرق ‏الأوسط، زاد الناتج المحلي في السعودية بنسبة 70 في المئة ‏منذ إطلاق "رؤية 2030"، وأن الاستثمار الأجنبي المباشر في ‏المملكة متقدم على الأجندة التي جرى تحديدها العام الماضي ‏والتي بلغت قيمتها 26 مليار دولار".‏

ومضى قائلا: "هناك 540 شركة نقلت مَقَارّها الإقليمية إلى ‏الرياض، وهو ما يتجاوز مستهدف "رؤية 2030" البالغ 500 ‏مقر، وأضاف أن "المستثمرين لا يأتون إلى ‫السعودية بسبب ‏تسارع نمو اقتصادها فقط، ولكن لاتخاذها مركزاً لانطلاق ‏أعمالهم إلى المنطقة والعالم، وبعض الشركات العالمية ‏المشاركة في الحدث ‫ ستعلن تباعاً عن اتخاذ الرياض مقراً ‏إقليمياً لها".‏

وأكد أن السعودية ستصنع التغيير، وسيكون لها الدور الأكبر ‏في توفير منظومة قادرة على احتضان الذكاء الاصطناعي ‏ومراكز البيانات في المنطقة.‏


وقال نائب رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الوطني محمد ‏التويجري، إن السعودية جاهزة لمواصلة التحول الاقتصادي، ‏أياً كان وضع الاقتصاد عالمياً.‏

وأضاف أن المملكة شرعت في رحلة تحول اقتصادي لافتة ‏خلال الفترة الماضية، وأسست مؤسسات وبنية أساسية ‏وتواصلت مع مستثمرين عالميين.‏

التعاون السعودي - المصري
في المقابل، أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أن ‏مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج ‏‏3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما ‏توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.‏

وقال مدبولي، خلال إحدى الجلسات الحوارية على هامش ‏‏"مبادرة مستقبل الاستثمار"، إن هناك تعاوناً مصرياً سعودياً ‏وثيقاً في مجالات النقل وربط المواني، كاشفاً عن الرغبة ‏المشتركة لدى البلدين في التحول لمركز إقليمي للنقل ‏اللوجيستي وسلاسل الإمداد.‏

وأردف: "أحرص على متابعة منجزات رؤية 2030 من قرب ‏من منطلق وحدة المصير والمسار بين البلدين".‏









اقرأ في النهار Premium