يُعقد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 29) في أذربيجان، بين 11 و22 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، في ظلّ انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، وفي غياب العديد من قادة العالم البارزين. وعلى الرغم من تراجع منسوب التوقّعات من قبل أن تبدأ القمة، فإن المشاركين فيها سيصغون إلى خطابات رنّانة حول الحاجة إلى تدفق الأموال من الدول الغنية إلى الدول الفقيرة. هذه الدعوات إلى رصد تريليونات الدولارات غير واقعية من قبل أن يفوز ترامب، وهي مضلّلةٌ ومؤكّدٌ أنها ستفشل.
في هذا الملفّ الخاص من "النهار" اليوم، سلسلة مواضيع اقتصادية وسياسية وتكنولوجية وصحية حول مؤتمر "كوب 29":
كتب د. بيورن لومبورغ: ظلّ ترامب يُخيّم على "كوب 29"
في عام 2009، وعدت وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك هيلاري كلينتون بتمويل "جديد وإضافي"، قيمته 100 مليار دولار سنوياً حتى عام 2020، إذا وافقت الدول النامية على خفض منسوب الانبعاث الكربوني في المستقبل. إلا أن العالم الغني لم يفِ بوعده، وتمثّل معظم التمويل في إعادة إرسال مساعدات سميت خطأً بأنها إنمائية.
وعلى الرغم من هذا الفشل الذريع، تحتاج البلدان النامية الآن إلى المزيد من الأموال. ففي عام 2021، قالت الهند إنها تحتاج وحدها إلى 100 مليار دولار سنوياً من أجل تحولها إلى الاقتصاد الأخضر. وفي العام الجاري، اتفقت الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا على أن تزيد الدول الغنية تمويلها "من مليارات الدولارات إلى تريليونات الدولارات سنويًا". وفي عام 2010، تنبّأ أوتمار إيدنهوفر، الخبير الاقتصادي في فريق الأمم المتحدة المعني بالمناخ، بهذا كله، وقال: "على المرء أن يتحرّر من وهم أن السياسة المناخية الدولية هي سياسة بيئية. وبدلاً من ذلك، إننا نوزع الثروات العالمية من خلال سياسة الحد من التغير المناخي". للمزيد اضغط هنا.
ومن باكو، أجرت ندى البدوي مقابلة خاصة مع المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لـ"النهار": الأمن الغذائي العربي مكشوف... وتغير المناخ يُفاقم الأزمة
يؤكد الدكتور عبدالله الدردري، مدير المكتب الإقليمي للدول العربية ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن انعقاد مؤتمر المناخ COP29 يأتي في لحظة حاسمة، يواجه فيها العالم معدلات احترارٍ غير مسبوقة. ويضيف في حواره لـ"النهار" خلال مشاركته في المؤتمر، أن الوصول إلى توافق حول ملف التمويل المناخي الذي يحتل صدارة المفاوضات هذا العام، يتطلب إرادة سياسية حقيقية من الدول المتقدمة، لافتًا إلى أن الأوضاع المشتعلة إقليميًا لها تأثير هائل على قضية المناخ ومن ثم على جهود مجابهة الأزمة. للمزيد اضغط هنا.
وكتبت باولا عطية: من قال إنّ التزام الاستدامة ليس مربحاً؟
تواجه الشركات تحديات بيئية واجتماعية واقتصادية متزايدة، لكن بات الحفاظ على الأرباح وتحقيق الاستدامة في آنٍ واحد مطلباً جوهرياً. أخيراً، أصبحت الاستدامة محوراً رئيسياً في استراتيجيات الشركات، التي باتت تسعى إلى تحقيق الأرباح بطرق تحافظ على البيئة وتعزز المسؤولية الاجتماعية.
لنبدأ فعلياً بالاتفاق على أن لشوكولاتة "مارس" طعم مميز... ولشركة "مارس" أيضاً استراتيجية مميزة في دمج الاستدامة بكل مراحل إنتاجها، تشمل تقليل الانبعاثات الكربونية واستخدام مصادر طاقة متجددة. ووفقًا لتقرير الاستدامة السنوي للشركة، التزمت "مارس" تقليل انبعاثاتها بنسبة 27% بحلول عام 2025 كجزء من هدفها العام للحد من الانبعاثات الكربونية، كما تعتمد على عقد شراكات مع المزارعين لشراء الكاكاو المستدام بنسبة 100%، وتدعم المجتمعات الزراعية التي تزودها به، بحسب صحيفة "فايننشال تايمز". للمزيد اضغط هنا.
وفي قسم "التكنولوجيا"، كتب راغب ملّي:بالذكاء الاصطناعي... طرق مختصرة لحلول المناخ
تحت قيادة الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات، ورئيس مؤتمر الأطراف "كوب 28"، تم إطلاق مبادرات نوعية لدمج الذكاء الاصطناعي في مجالات الطاقة والاستدامة البيئية. ومن أبرز نتائج مؤتمر الأطراف "كوب 28"، الذي عُقد في دبي العام الماضي، إطلاق مبادرة "الذكاء الاصطناعي للعمل المناخي" (AI4ClimateAction)، تحت مظلّة آلية تكنولوجيا المناخ التابعة للأمم المتحدة.
تهدف هذه المبادرة إلى توفير منصة شاملة للنقاش حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العمل المناخي، مع تركيز خاص على بناء القدرات التقنية للدول النامية ودعمها في مواجهة التأثيرات الحادة للتغير المناخي، مثل الفيضانات وارتفاع درجات الحرارة. للمزيد اضغط هنا.
أمّا في قسم "الصحة"، فكتب أحمد مغربي: والبشر سائرون إلى انقراضهم... إلا إذا!
الأرجح أن الإجابة عن السؤال المتعلق بالزمن الذي قد يختفي فيه البشر معقدة، وتتضمن وجهات نظر علمية مختلفة. والأرجح أنه لا يوجد جدول زمنيّ محدّد لانقراض البشر، فيما يتفق الخبراء عموماً على أن المسألة تتعلق بـ"متى" سيختفي الجنس البشري عن الأرض، وليس بــ"متى" سيحصل ذلك!
أشار بعض العلماء، على غرار عالِم الفيروسات النمساوي فرانك فينر (1914- 2010)، إلى أن البشر قد يواجهون خطر الانقراض خلال القرن المقبل بسبب عوامل تشمل عدم تعميق ممارسات الاستدامة في العمران البشري المعاصر، والزيادة السكانية المستمرة، والتدهور البيئي والتغيّر الكوارثي في أحوال المناخ. ويشار إلى أن الراحل فينر سجَّل إنجازاً بارزاً لأنه المرجع العلمي الذي قاد جهود القضاء على الفيروس المسبب لمرض الجدري، ممّا أدّى إلى اختفاء هذا الوباء. ويعتبر ذلك انتصاراً فريداً من نوعه للبشر على الفيروسات، وأحد أبرز إنجازات الطب العلمي الحديث. للمزيد اضغط هنا.