النهار

التقرير الأسبوعي لبنك "عوده": استمرار استقرار سعر الصرف رغم الضغوط النقدية المرتبطة بالحرب
التقرير الأسبوعي لبنك "عوده": استمرار استقرار سعر الصرف رغم الضغوط النقدية المرتبطة بالحرب
A+   A-
صدر التقرير الأسبوعي لبنك "عوده"،  وجاء فيه:
وسط تصعيد في الاعتداءات الإسرائيلية على مختلف الأراضي اللبنانية مخلّفةً خسائر اقتصادية فادحة، وفي ظل استمرار المساعي الدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ورغم النزيف في احتياطيات مصرف لبنان السائلة من النقد الأجنبي خلال تشرين الأول الماضي، ظلت الأسواق المالية اللبنانية تشهد هذا الأسبوع تحركات هامشية في سعر صرف الليرة مقابل الدولار في السوق الموازية، بينما سجّلت سوق سندات اليوروبوندز بعص الارتفاع في الأسعار على طول منحنى المردود، وواصلت سوق الأسهم مسلكها التراجعي للأسبوع الثاني على التوالي، وفق التقرير الأسبوعي لبنك عوده.  في التفاصيل، ظل سعر صرف الليرة مقابل الدولار يتحرك هامشياً في محيط 89600-89700 في السوق الموازية خلال هذا الأسبوع، وذلك على الرغم من الضغوط النقدية المرتبطة بآفاق الحرب. فقد انخفضت احتياطيات مصرف لبنان السائلة من النقد الأجنبي بمقدار 402 مليون دولار خلال شهر تشرين الأول بأكمله، وسط توقعات بأن يمتد هذا النزيف لشهر تشرين الثاني الحالي، ولا سيما بعد الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها مصرف لبنان بشأن تسديد مبلغ يساوي دفعتين شهريتين لكافة المستفيدين من التعميمين 158 و166، ما يفرض مخاوف من عودة تفلت سعر الصرف مع الوقت. وفي ما يخص سوق الأسهم، ظل مؤشر الأسعار يسجّل تراجعاً للأسبوع الثاني على التوالي بنسبة 2.1% في ظل عمليات جني للمكاسب على أسهم "سوليدير" بعد القفزات اللافتة في الأسعار التي سجّلتها خلال الأشهر الثلاث الماضية، في حين انخفضت أحجام التداول من 23 مليون دولار في الأسبوع السابق إلى 5 ملايين دولار هذا الأسبوع. وعلى صعيد سوق سندات اليوروبوندز، بلغت أسعار سندات الدين الحكومية 8.350-9.150 سنت للدولار الواحد يوم الجمعة مقابل 8.250-9.050 سنت للدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق، علماً أنها كانت في حدود 6.500-7.250 سنت للدولار الواحد في الأسبوع الأخير من شهر أيلول 2024. ويأتي هذا الارتفاع في الأسعار في ظل الرهان على حصول خرق ما في الجدار السياسي في لبنان على المدى المتوسط بعد تجاوز التحديات الآنية وإعادة هيكلة الدين.

الأسواق
في سوق النقد: ظل معدل الفائدة من يوم إلى يوم عند مستويات مرتفعة، حيث أقفل عند 140% يوم الجمعة مقابل 150% في نهاية الأسبوع السابق، في إشارة إلى الشحّ في السيولة بالليرة اللبنانية في سوق النقد بعد أن قام الضمان بسحب جزء من ودائعه، بينما ظلت كلفة الكاش بالليرة تناهز الصفر بالمائة. هذا وقد أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 31 تشرين الأول(أكتوبر) 2024 أن الودائع المصرفية المقيمة سجّلت اتساعاً مقداره 6297 مليار ليرة. ويعزى هذا الاتساع بشكل أساسي إلى ارتفاع الودائع المصرفية المقيمة بالعملات الأجنبية بقيمة 4321 مليار ليرة أسبوعياً (أي ما يعادل 48.3 مليون دولار وفق سعر الصرف الرسمي البالغ 89500 ل.ل.)، بينما زادت الودائع المصرفية المقيمة بالليرة بقيمة 1976 مليار ليرة وسط نمو في الودائع تحت الطلب بقيمة 2391 مليار ليرة وتراجع في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 416 مليار ليرة. في هذا السياق، سجّلت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) اتساعاً قيمته 6884 مليار ليرة في ظل ارتفاع حجم النقد المتداول بقيمة 884 مليار ليرة وتراجع في محفظة سندات الخزينة المكتتبة من قبل القطاع غير المصرفي بقيمة 298 مليار ليرة.

في سوق القطع: رغم استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، والتراجع في احتياطيات مصرف لبنان السائلة بالعملات خلال شهر تشرين الأول بقيمة 402 مليون دولار، والتخوف من استمرار تآكل هذه الاحتياطيات مع الوقت في حال طالت الحرب، ما يمكن أن يؤدي إلى عودة تفلت سعر صرف الليرة مقابل الدولار، ورغم أن تصعيد الصراع في لبنان اليوم يهدّد آفاق المالية العامة بعد شبه التوازن المحقق في العام الفائت، ظلت السوق الموازية لتداول العملات تشهد هذا الأسبوع تحركات هامشية ضيقة في سعر الصرف بين 89600 ل.ل. و89700 ل.ل. للدولار الواحد. ويأتي هذا الاستقرار في سعر الصرف على الرغم من التوقعات بأن تشهد احتياطيات مصرف لبنان مزيداً من الضغوط خلال شهر تشرين الثاني بعد الإجراءات الاستثنائية التي أعلن عنها مصرف لبنان من ناحية تسديد مبلغ يساوي دفعتين شهريتين لكافة المستفيدين من التعميمين 158 و166 والتدخل المستمر لمصرف لبنان في السوق الموازية لتلبية الطلب على الدولار.

في سوق الأسهم: واصلت بورصة بيروت مسلكها التراجعي للأسبوع الثاني على التوالي، كما يستدل من خلال انخفاض مؤشر الأسعار بنسبة 2.1%، نتيجة استمرار البيوعات على أسهم "سوليدير" حيث آثر المتعاملون جني المكاسب بعد القفزات اللفتة التي سجّلتها في الأشهر القليلة الماضية. في التفاصيل، انخفضت أسعار أسهم "سوليدير أ" بنسبة 4.1% أسبوعياً لتبلغ 91.80 دولار. وتراجعت أسعار أسهم "سوليدير ب" بنسبة 3.6% إلى 92.50 دولار. في المقابل، قفزت أسعار أسهم "بنك بيبلوس العادية" بنسبة 14.8% إلى 0.93 دولار، تلتها أسهم "بنك عوده العادية" بنسبة +8.2% إلى 1.84 دولار، فأسعار أسهم "هولسيم لبنان" بنسبة 0.9% إلى 67.40 دولار. أما في ما يخص أحجام التداول، فقد تراجعت قيمة التداول الاسمية من 22.9 مليون دولار في الأسبوع السابق إلى 5.4 مليون دولار هذا الأسبوع، علماً أن أسهم "سوليدير" استحوذت على 92.7% من النشاط. على المستوى التراكمي، تقلصت أحجام التداول في بورصة بيروت بنسبة 4.8% سنوياً خلال الأشهر العشرة الأولى من العام 2024 لتبلغ زهاء 408 مليون دولار، في حين ارتفعت القيمة الترسملية بنسبة 30.0% بين تشرين الأول 2023 وتشرين الأول 2024. عليه، بلغ معدل دوران الأسهم، المحتسب على أساس قيمة التداول السنوي إلى الرسملة السوقية، نسبة قدرها 2.3% خلال الأشهر العشرة الأولى من العام 2024، مقابل معدل دوران نسبته 3.1% في الفترة نفسها من العام 2023. 

سوق سندات اليوروبوندز: تم تداول سندات اليوروبوندز اللبنانية عند 8.350-9.150 سنت للدولار الواحد يوم الجمعة مقابل 8.250-9.050 سنت للدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق، علماً أنها كانت في حدود 6.500-7.250 سنت للدولار الواحد في الأسبوع الأخير من شهر أيلول 2024. ويأتي هذا الارتفاع في الأسعار في ظل الرهان على حصول خرق في جدار الأزمة السياسية. إذ رأى المستثمرون المؤسساتيون الأجانب أنّ التغيير الذي يمكن ان يطرأ على المشهد السياسي في فترة ما بعد الحرب يمكن أن يسفر عن تحسنٍ في الحوكمة في البلاد وأن يؤدي إلى تعزيز الإرادة بتطبيق الاصلاحات التي طال انتظارها والتوصل إلى اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي وإعادة هيكلة الدين. في هذا السياق، تكون سندات الدين الحكومية قد راكمت زيادات مقدارها 2.35 نقاط منذ بداية العام 2024.

اقرأ في النهار Premium