تشهد مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية انطلاق قمة مجموعة العشرين وسط أجواء دولية مشحونة بالتحديات الاقتصادية والجيوسياسية، وذلك بالتزامن مع انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 29) في باكو بأذربيجان. تجمع القمة قادة أكبر الاقتصادات العالمية، مما يعكس أهميتها في رسم مسارات الاقتصاد الدولي ومعالجة القضايا الأكثر إلحاحًا على الساحة الدولية.
الأهمية والقضايا المحورية
- القمة في ضوء ذلك ستتناول عدداً من القضايا الملحة، من أبرزها التهديدات البحرية الدولية في ظل التصاعد المستمر للتوترات الجيوسياسية، بالإضافة إلى مستويات التضخم على المستوى العالمي، وارتفاع الديون في عديد من الدو،. وغيرها من القضايا الاقتصادية الملحة.
تأتي هذه القمة في وقت حساس، حيث تواجه الدول المشاركة أزمات متشابكة، تشمل:
- الأزمات الجيوسياسية: استمرار الحرب الروسية الأوكرانية وتصاعد التوترات في الشرق الأوسط، مما يضع الأمن الغذائي والطاقة والسلام العالمي على رأس الأولويات.
- التغير المناخي: مع تصاعد تأثيراته عالميًا، يتوقع أن تناقش القمة استراتيجيات تمويل مشروعات المناخ وتعزيز التحول إلى الطاقة النظيفة، خصوصًا بعد تعثر مفاوضات كوب 29 بشأن تمويل المناخ.
- الشمول الاجتماعي: إطلاق التحالف العالمي ضد الجوع والفقر لتعزيز الجهود الدولية في مكافحة الفقر بحلول عام 2030.
الملفات الرئيسية المطروحة
1. إصلاح الحوكمة العالمية: تحديث المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية لتعكس التغيرات العالمية وتعزز الشفافية.
2. الأمن الغذائي والطاقة: مناقشة تأمين مصادر طاقة مستدامة وتحقيق استقرار سلاسل التوريد الغذائية التي تأثرت بالحرب الروسية الأوكرانية.
3. مكافحة التغير المناخي: معالجة الانقسام بين الدول المتقدمة والنامية بشأن مسؤوليات مواجهة التغير المناخي، مع التركيز على خطط خفض الانبعاثات الكربونية.
4. إصلاح النظام المالي العالمي: دعم اقتصادات الدول النامية من خلال تعزيز شفافية وعدالة المؤسسات المالية الدولية.
5. التضخم العالمي: وضع سياسات لمواجهة الضغوط الاقتصادية على الدول النامية والفئات الأقل دخلًا.
التحديات والملفات الخلافية
من أبرز القضايا المثيرة للجدل في القمة:
- فرض ضرائب على الأثرياء: مبادرة الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا لفرض ضرائب على الثروات الكبيرة، والتي لاقت رفضًا من بعض الدول مثل الأرجنتين.
- تمويل المناخ: تعثر مفاوضات كوب 29 حول تخصيص مئات المليارات لمواجهة تغير المناخ يزيد من الضغط على قادة مجموعة العشرين لحل هذه القضية.
- النزاعات الجيوسياسية: الحرب الروسية الأوكرانية والحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان يتطلبان موقفًا موحدًا لتعزيز السلام العالمي.
ترابط القمتين: مجموعة العشرين وكوب 29
تمثل دول مجموعة العشرين أكثر من 85% من الاقتصاد العالمي و75% من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. لذا، يُنتظر من القادة تقديم التزامات ملموسة لمعالجة أزمة المناخ، حيث أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ضرورة أن تقود المجموعة الجهود المناخية كونها تتحمل أعظم المسؤوليات.
التوقعات والنتائج المرتقبة
رغم أهمية الملفات المطروحة، تشير التوقعات إلى أن القمة ستتخذ طابعًا تقنيًا في مناقشاتها دون التوصل إلى حلول سياسية كبيرة. يُتوقع أن يتضمن البيان الختامي دعوات عامة لوضع حدود للصراعات وتعزيز التعاون الدولي، مع التركيز على التنمية المستدامة ومكافحة الفقر.
تعكس قمة مجموعة العشرين في البرازيل مدى التعقيد الذي يواجه الاقتصاد والسياسة الدوليين. وبينما تسعى القمة لبحث حلول طويلة الأمد للتحديات الاقتصادية والاجتماعية، يظل التعاون الدولي هو السبيل الوحيد لتحقيق تقدم ملموس في مواجهة القضايا العالمية المشتركة.
يذكر أن مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، تستضيف قمة مجموعة العشرين التي تعقد يومي الاثنين والثلاثاء، حيث تتولى البرازيل الرئاسة الحالية للمجموعة خلفا للهند.
وتعقد القمة التاسعة عشرة لرؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين بعنوان "بناء عالم عادل وكوكب مستدام"، بمشاركة الدول الأعضاء، بالإضافة إلى الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي.
وكان قد وصل وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، إلى مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، لترؤس وفد المملكة المشارك في قمة دول مجموعة العشرين. وتشارك دولة الإمارات بصفة ضيف في أعمال القمة، بينما يشارك أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في قمة مجموعة العشرين، بدعوة من الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
ومجموعة العشرين منتدى حكومي دولي يهتم في المقام الأول بالقضايا الاقتصادية، ويضم أكبر عشرين اقتصاداً على مستوى العالم، وفي عضويته 19 دولة والاتحاد الأوروبي.
والدول الأعضاء هي: تركيا والأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا والصين وفرنسا وألمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والمكسيك وروسيا والسعودية وجنوب أفريقيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.