النهار

أشار بنك "عوده" في التقرير الأسبوعي، إلى أنّه "مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية المكثفة على مختلف الأراضي اللبنانية وبدء المواجهات البرية عند الحدود الجنوبية، وفي ظل الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار وإفساح المجال أمام القنوات الدبلوماسية، ووسط قلق من أن يمتد الصراع في لبنان إلى العام 2025 ويتوسع مناطقياً وفق ستاندرد أند بورز، بينما يشهد لبنان أكبر عملية نزوح في تاريخه، وفي ظل ظهور بعض المؤشرات السياسية لانتخاب رئيس توافقي، واصل سعر صرف الليرة تراجعه بعض الشيء مقابل الدولار في السوق الموازية هذا الأسبوع، بينما شهدت سوق سندات اليوروبوندز قفزات في الأسعار، وواصلت سوق الأسهم مسلكها التصاعدي في ظل عمليات التحوّط تجاه الأزمات والمستجدات الميدانية".

في التفاصيل، ، تراوح سعر صرف الليرة مقابل الدولار بين 89900 و90100 خلال هذا الأسبوع مقابل 89600 -89800 في الأسبوع السابق. ويأتي ذلك وسط مخاوف من أن يؤدي التصعيد في الصراع إلى تفاقم الوضع الاقتصادي الهش أصلاً في البلاد، وأن يشكل ضغطاً على الوضع النقدي بشكل عام وعلى احتياطيات مصرف لبنان السائلة من النقد الأجنبي. أما على صعيد سوق سندات اليوروبوندز اللبنانية، فقد قفزت أسعار سندات الدين الحكومية إلى نفس المستوى الذي كانت عليه قبل اندلاع الصراع في 7 تشرين الأول 2023، إذ بلغت 7.875 سنت للدولار الواحد يوم الجمعة، بارتفاع أسبوعي مقداره 1.38 نقطة ونسبته 21%، في ظل إقبال مؤسساتي أجنبي لافت وسط آمال بإمكانية التوصل إلى خرق في جدار الأزمة السياسية في المدى القريب. وفي ما يخص سوق الأسهم، واصل المتعاملون إقبالهم على شراء الأسهم كنوع من التحوّط تجاه الأزمات والتطورات المستجدة، ما استتبع ارتفاعاً في مؤشر الأسعار نسبته 1.6%، بينما زادت أحجام التداول بنسبة 79% أسبوعياً إلى 11.6 مليون دولار.

الأسواق
في سوق النقد: ارتفع معدل الفائدة من يوم إلى يوم من 100% في نهاية الأسبوع السابق إلى 145% يوم الجمعة في ظل تراجع السيولة بالليرة اللبنانية داخل سوق النقد بعد أن سحب صندوق الضمان الاجتماعي جزءاً من ودائعه، بينما ظلت كلفة الكاش بالليرة تناهز الصفر بالمائة. هذا وقد أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 19 أيلول 2024 أن الودائع المصرفية المقيمة سجّلت اتساعاً قيمته 10303 مليار ليرة. ويعزى هذا الاتساع بشكل أساسي إلى ارتفاع الودائع المصرفية المقيمة بالعملات الأجنبية بمقدار 11406 مليار ليرة أسبوعياً (أي ما يعادل 127.4 مليون دولار وفق سعر الصرف الرسمي البالغ 89500 ل.ل.)، بينما تراجعت الودائع المصرفية المقيمة بالليرة بقيمة 1103 مليار ليرة وسط انخفاض في الودائع تحت الطلب بقيمة 1015 مليار ليرة وتراجع طفيف في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 89 مليار ليرة. في هذا السياق، سجّلت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) اتساعاً قيمته 9255 مليار ليرة، رغم انخفاض حجم النقد المتداول بقيمة 1052 مليار ليرة.

في سوق القطع: جراء تكثيف الضربات الإسرائيلية على مختلف الأراضي اللبناني وفي ظل المواجهات البرية على الحدود الجنوبية، ومع استمرار المخاوف من نشوب حرب شاملة في المنطقة، تراوح سعر صرف الليرة مقابل الدولار بين 89900 و90100 خلال هذا الأسبوع مقابل 89600 -89800 في الأسبوع السابق، علماً أنه ظل مستقراً عند 89500 منذ نيسان 2023. توازياً، أظهرت ميزانية مصرف لبنان نصف الشهرية الأخيرة المنتهية في 30 أيلول 2024 أنّ احتياطيات مصرف لبنان السائلة من النقد الأجنبي بلغت زهاء 10665 مليون دولار في نهاية أيلول 2024، بزيادة مقدارها 61 مليون دولار خلال النصف الثاني من الشهر. عليه، يكون مصرف لبنان قد راكم زيادات في احتياطياته السائلة من النقد الأجنبي بقيمة 2092 مليون دولار منذ تموز 2023، أي منذ استلام القيادة الجديدة في حاكمية مصرف لبنان. هذا ولا بد من الإشارة هنا إلى أنّ المصارف بدأت هذا الشهر سداد مبلغ يساوي ثلاث دفعات شهرية لكافة المستفيدين من التعميمين 158 و166، عملاً بتعليمات المصرف المركزي، ما من المتوقع أن يشكل ضغطاً على احتياطيات المركزي بحدود 180 مليون دولار خلال شهر تشرين الأول وفق التقديرات الأولية.

في سوق الأسهم: واصلت سوق الأسهم منحاها التصاعدي هذا الأسبوع وسط إقبال على شراء أسهم "سوليدير" كنوع من التحوّط تجاه الأزمات والمستجدات، ما انعكس ارتفاعاً في مؤشر الأسعار نسبته 1.6%. في التفاصيل، قفزت أسعار أسهم "سوليدير أ" بنسبة 3.5% أسبوعياً لتبلغ زهاء 93.40 دولار، تلتها أسهم "سوليدير ب" بنسبة 2.8% إلى 92.00 دولار. وعلى صعيد الأسهم المصرفية، زادت أسعار إيصالات إيداع "بنك لبنان والمهجر" بنسبة 10.0% إلى 3.31 دولار. في المقابل، تراجعت أسعار أسهم "بنك عوده العادية" بنسبة 5.6% إلى 1.70 دولار. وانخفضت أسعار إيصالات إيداع "بنك عوده" بنسبة 11.6% إلى 1.37 دولار. واستقرت أسعار أسهم "بنك لبنان والمهجر العادية" عند 7.00 دولار. وظلت أسعار "بنك بيبلوس العادية" مستقرة عند 0.65 دولار. وفي ما يخص الأسهم الصناعية، زادت أسعار أسهم "هولسيم لبنان" بنسبة 3.4% إلى 65.30 دولار. وهبطت أسعار اسهم "الإسمنت الأبيض اسمي" بنسبة 42.9% إلى 20.00 دولار وسط أحجام تداول خجولة جداً. أما في ما يخص أحجام التداول، فقد زادت قيمة التداول الاسمية بنحو 79.3% أسبوعياً، من 6.5 مليون دولار في الأسبوع السابق إلى 11.6 مليون دولار هذا الأسبوع، علماً أنّ أسهم "سوليدير" استحوذت على 99% من النشاط.

سوق سندات اليوروبوندز: شهدت سوق سندات اليوروبوندز قفزة في الأسعار من 6.500 سنت للدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق إلى 7.875 سنت للدولار الواحد عند إقفال هذا الأسبوع، أي أنها عادت إلى نفس المستوى الذي كانت عليه عشية اندلاع الصراع في 7 تشرين الأول 2023، وذلك على الرغم من تصاعد المخاطر الجيوسياسية والتخوّف من نشوب حرب إقليمية شاملة. ويعزى هذا الارتفاع في أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية إلى الإقبال على الشراء من قبل المتعاملين المؤسساتيين الأجانب. في هذا الإطار، أشار المصرف العالمي HSBC في تقرير حديث له حول لبنان بأنّ الطفرة في النشاط التي شهدتها سوق سندات اليوروبوندز اللبنانية في الأيام القليلة الماضية مردّها إلى تجدّد الآمال بحدوث تغيير في المشهد العام، ما من شأنه أن يؤدي إلى إحداث خرق في جدار الأزمة السياسية، ويفسح الطريق أمام الإصلاحات، كما يمكن أن يستتبع تدفقاً في الأموال من الدول المانحة عقب إبرام اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي وإعادة هيكلة الدين.