أوبك_070256.jpeg
تمتلك منظّمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) طاقة نفطية فائضة كافية لتعويض غياب كامل الإمدادات ال#إيرانية إذا ضربت #إسرائيل منشآت تلك الدولة، لكن المنظّمة ستواجه صعوبات إذا ردّت إيران بضرب منشآت في دول مجاورة.
وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ على إسرائيل يوم الثلاثاء ردّاً على الغارات الجوية والهجمات الإسرائيلية على حلفاء الجمهورية الإسلامية في المنطقة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إيران ارتكبت خطأ فادحاً وستدفع ثمنه، في ما هدّدت إيران برد ساحق إذا هاجمتها إسرائيل.
ونقل موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي يوم الأربعاء عن مسؤولين إسرائيليين أن خيارات إسرائيل تشمل استهداف منشآت إنتاج النفط الإيرانية وغير ذلك من المواقع الاستراتيجية. وإيران عضو في منظمة "أوبك" ويبلغ إنتاجها نحو 3.2 مليون برميل يوميا تعادل ثلاثة بالمئة من الإنتاج العالمي.
وارتفعت صادرات إيران من النفط هذا العام إلى أعلى مستوياتها في سنوات عدّة إلى 1.7 مليون برميل يومياً على الرغم من العقوبات الأميركية. وتشتري المصافي الصينية معظم هذه الإمدادات. وتشير بكين إلى أنّها لا تعترف بالعقوبات الأميركية أحادية الجانب.
تقول المؤسس المشارك لشركة "إنرجي آسبكتس" أمريتا سين: "من الناحية النظرية، إذا فقدنا كل الإنتاج الإيراني، وهو ليس الافتراض الأساسي لدينا، فإن #أوبك+ لديه طاقة فائضة كافية لامتصاص الصدمة".
ويخفّض تحالف "أوبك+"، الذي يضم منظّمة "أوبك" وحلفاء من خارجها من بينهم روسيا وقازاخستان، الإنتاج منذ سنوات لدعم الأسعار في ظل ضعف الطلب العالمي. وبالتالي، فإن التحالف لديه قدرة إنتاج احتياطية بملايين البراميل.
ويبلغ إجمالي التخفيضات التي ينفذها منتجو "أوبك+" حالياً 5.86 مليون برميل يومياً. وتشير تقديرات المحللين إلى أن السعودية قادرة على زيادة الإنتاج بثلاثة ملايين برميل يومياً وأن الإمارات قادرة على زيادته بواقع 1.4 مليون برميل يومياً.
وعقدت دول "أوبك+" اجتماعاً يوم الأربعاء لمناقشة الالتزام بتخفيضات الإنتاج. وقالت مصادر في "أوبك+" إن التحالف لم يتطرّق للصراع بين إسرائيل وإيران.
ولفت مصدر في "أوبك+" مطلع على المناقشات إلى أن "الشيء الوحيد الذي جرت الإشارة إليه ويتعلق بالوضع الجيوسياسي والصراع هو التعبير عن الأمل في عدم التصعيد".
ورأى المحلّل لدى "يو بي أس" جيوفاني ستونوفو أنّه في حين أن لدى "أوبك" طاقة فائضة كافية لتعويض خروج الإمدادات الإيرانية، فإن معظم هذه الطاقة موجود في منطقة الخليج في الشرق الأوسط وربما يكون هو الآخر عرضة للخطر إذا تصاعد الصراع.
ولفت إلى أن "القدرة الفائضة المتاحة فعلياً ربّما تكون أقل بكثير إذا تجدّدت الهجمات على البنية التحتية للطاقة في دول المنطقة"، مضيفاً أن الغرب ربّما يضطر إلى اللجوء للاحتياطيات الاستراتيجية إذا حدثت اضطرابات حادة.
ولم تهاجم إسرائيل حتى الآن منشآت نفطية إيرانية. ويفيد محلّلون في قطاع النفط وخبراء أمنيون بأن إسرائيل قد تستهدف مواقع تكرير النفط الإيرانية وميناء النفط في جزيرة خرج المنفَذ لنحو 90 من صادرات البلاد من النفط الخام.
وخلال الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن العشرين هاجمت بغداد في مناسبات كثيرة ناقلات النفط حول جزيرة خرج وهددت بتدمير الميناء النفطي.
وقالت هيليما كروفت من "آر بي سي كابيتال ماركتس": "قد تستهدف إيران ووكلاؤها عمليات الطاقة في أجزاء أخرى من المنطقة إذا تحوّلت الأزمة الحالية إلى حرب شاملة من أجل تدويل الثمن"، في إشارة إلى خلق أزمة طاقة عالمية.
وفي عام 2019، أدّى هجوم بمسيّرات نفّذه وكلاء لإيران على منشآت معالجة نفط بالسعودية إلى تعطيل 50 بالمئة من إنتاج المملكة من النفط الخام لفترة وجيزة.
وتحقّق الرياض وطهران بعض التقارب السياسي منذ عام 2019 ما ساعد في تخفيف التوتّرات بالمنطقة لكن الانتقال بالعلاقات لما هو أبعد من ذلك لا يزال أمراً صعباً.
وظلّت أسعار النفط في نطاق يتراوح بين 70 و90 دولاراً للبرميل خلال السنوات الماضية على الرغم من الحرب بين روسيا وأوكرانيا والصراع في الشرق الأوسط.
لكن اندلاع أي صراع واسع النطاق في الشرق الأوسط يتبعه تأثير كبير على الإنتاج سيدفع أسعار النفط إلى الارتفاع حتماً.