المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "اشتباكات ضارية بين حزب الله والجيش الاسرائيلي في بلدة ميس الجبل الحدودية بجنوب لبنان" أخيراً.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ تعود آثاره الى 17 تشرين الأول 2023. ويظهر استهداف القوات الاسرائيلية أطراف بلدة البستان بجنوب لبنان بالقذائف المدفعية، وفقا لما تم تداوله. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر المشاهد دخانا يتصاعد بالقرب من منازل، بينما تعالى صوت اطلاق نار كثيف. وقد انتشر الفيديو خلال الساعات الماضية في حسابات، عربية وأجنبية، ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "عاجل- مواجهات ضارية وعنيفة جداً في ميس الجبل جنوب لبنان".
اشتباكات بين حزب الله والجيش الاسرائيلي في بلدة حدودية بجنوب لبنان
جاء انتشار الفيديو في وقت أعلن حزب الله، الأربعاء 9 تشرين الاول 2024، أن مقاتليه يخوضون اشتباكات مع قوات اسرائيلية حاولت التقدّم إلى بلدة حدودية، بعدما أعلن في وقت سابق صدّ محاولات تسلل إلى بلدتين أخريين، غداة إعلان إسرائيل توسيع عملياتها البرية في جنوب لبنان.
وقال الحزب في بيان "أثناء محاولة قوات العدو الإسرائيلي التقدم إلى ميس الجبل" من أماكن عدة، قام مقاتلوه باستهدافها "بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية... الاشتباكات ما زالت مستمرة".
كذلك، قال الحزب في بيان إن مقاتليه استهدفوا "تجمعا لقوات العدو الإسرائيلي في كروم المراح في ميس الجبل بقذائف المدفعية".
وكان أعلن في بيان سابق أن مقاتليه تصدوا لمحاولتي تسلل قوات اسرائيلية عند الحدود فجر الأربعاء. وأفاد بأن مقاتليه قاموا "بِتفجير عبوة ناسفة بِقوةٍ من جنود العدو الإسرائيلي واشتبكوا معها لدى محاولتها التسلل إلى بلدة بليدا".
وفي بيان منفصل، أشار الى أن عناصره استهدفوا قوة إسرائيلية "بقذائف المدفعية والأسلحة الصاروخية" لدى محاولتها التقدم فجر الأربعاء باتجاه منطقة اللبونة في جنوب غرب لبنان.
حقيقة الفيديو
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذه التطورات.
يؤكد ذلك العثور عليه منشورا في الحساب الرسمي لقناة "المنار" التابعة لحزب الله، في أكس، في 17 تشرين الاول 2023، مع شرح انه يظهر "استهداف الاحتلال الاسرائيلي أطراف بلدة البستان في جنوب لبنان بالقذائف المدفعية".
بالفيديو | الاحتلال يستهدف أطراف بلدة البستان #جنوب_لبنان بالقذائف المدفعية pic.twitter.com/AxHs1WDLT8
— قناة المنار (@TVManar1) October 17, 2023
كذلك، نشرته مواقع وحسابات اخبارية يومذاك، بكونه يظهر "اشتباكات عنيفة بالقرب من المطلة" على الحدود اللبنانية- الاسرائيلية، على ما كتب رئيس مكتب وكالة "رويترز" في العراق تيمور أزهري، نقلاً عن مصدر أمني.
Re-uploading this video from earlier today on Lebanon-Israel border that shows heavy clashes.
— Timour Azhari (@timourazhari) October 17, 2023
Security source says it is near Metulla.
I am not reporting from there, video source online but corroborated with sources
Many people fleeing either side of border. pic.twitter.com/YBDMhSEAgy
اضافة الى استهداف أطراف بلدة البستان بالقذائف المدفعية في ذلك اليوم، قصف الجيش الاسرائيلي تلة الحمامص المقابلة لمستوطنة المطلة في جنوب لبنان، على ما أوردت تقارير اعلامية.
وأعلنت القوات الجوية الإسرائيلية في ذلك اليوم أن مقاتلاتها هاجمت أهدافا تابعة لحزب الله في لبنان. وقال سلاح الجو الإسرائيلي، في بيان مقتضب، إنه "في هذه الأثناء، يتم قصف مواقع تابعة لحزب الله في لبنان".
من جهته، أعلن "حزب الله" في بيان صباحي "استهداف آلية للجيش الإسرائيلي في موقع المطلة". كذلك أعلن استهداف أجهزة التجسس والتصوير والتجمع الحربي في موقع جل الدير في القطاع الأوسط في إسرائيل.
وجاء تبادل النيران يومذاك على خلفية ارتفاع حدة التوتر على الحدود اللبنانية- الاسرائيلية، بسبب التطورات في غزة.
تقييمنا النهائي: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "اشتباكات ضارية بين حزب الله والجيش الاسرائيلي في بلدة ميس الجبل الحدودية في جنوب لبنان" أخيراً. في الحقيقة، الفيديو قديم، اذ يعود الى 17 تشرين الاول 2023. ويظهر "قصفا مدفعيا اسرائيليا على أطراف بلدة البستان بجنوب لبنان"، وفقاً لما تم تداوله.