المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "دبابة اسرائيلية تحترق بعدما استهدفها حزب الله بكمين في رأس الناقورة بجنوب لبنان" أخيرا.
الا أن هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصورة لقطة من فيديو قديم مصوّر في 7 تشرين الاول 2023، ويظهر احتراق مركبة عسكرية إسرائيلية بعدما ضربها مسلحون فلسطينيون تسللوا إلى مناطق في جنوب إسرائيل، وذلك في اطار هجوم "طوفان الأقصى". FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر الصورة آلية عسكرية تحترق. وقد انتشرت أخيراً في حسابات ارفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "5 دبابات و60 جنديا صهيونيا وقعوا في كمين لحزبِ الله في رأس الناقورة".
حزب الله يعلن تدمير دبابة إسرائيلية خلال تقدّمها عند الحدود في جنوب لبنان
تزامن انتشار الصورة مع إعلان حزب الله، الخميس 10 تشرين الاول 2024، أن مقاتليه استهدفوا دبابة إسرائيلية ودمروها أثناء تقدمها عند منطقة رأس الناقورة الحدودية في جنوب لبنان، بعدما تبنى قصف مناطق ومواقع عسكرية في شمال إسرائيل.
وقال الحزب في بيان إن مقاتليه استهدفوا "دبابة إسرائيلية أثناء تقدمها إلى رأس الناقورة بالصواريخ الموجهة مما أدىّ إلى احتراقها وتدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح".
حقيقة الصورة
الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بالمواجهات بين حزب الله والجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان.
فالبحث العكسي يوصلنا أولا الى مواقع اخبارية عدة نشرتها في 7 تشرين الاول 2023، يوم الهجوم غير المسبوق الذي نفّذه عناصر حركة حماس على جنوب إسرائيل. وكتب احدها معها: "اعطاب دبابة ميركافا إسرائيلية بالقرب من الحدود مع قطاع غزة".
ويوصلنا مزيد من البحث الى خيوط تقودنا الى فيديو مؤرشف في موقع Shutterstock في 7 تشرين الاول 2023، وتظهر فيه الدبابة ذاتها التي نشاهدها في الصورة خلال اشتعالها في الموقع نفسه.
ووفقا للشرح المرفق، "تم تصوير هذا المقطع وانتاجه في 7 تشرين الاول 2023. كتائب القسام تبدأ عمليتها العسكرية في إسرائيل. وقد شنت حركة حماس الإسلامية الفلسطينية أكبر هجوم لها على إسرائيل منذ سنوات في وقت مبكر من يوم السبت، حيث أطلقت وابلًا من الصواريخ من غزة وأرسلت مقاتلين عبر الحدود. ويظهر الفيديو كتائب القسام وهي تبدأ عمليتها العسكرية".
الفيديو ذاته، موسوماً بشعار "الاعلام العسكري"، نشره موقع "سكاي نيوز عربية" في 7 تشرين الاول 2023، بعنوان: "حماس أعلنت، السبت، أسر عشرات الجنود والضباط الإسرائيليين خلال العملية العسكرية التي ينفذها عناصر منها في مستوطنات غلاف غزة".
كذلك عثرنا على مقتطفات من مقطع هذه الدبابة المشتعلة موجودة في بداية فيديو نشره حساب On Demand News في يوتيوب (من التوقيت 0.00 الى 0.04)، في 7 تشرين الاول 2023، بعنوان: "الفلسطينيون يحتفلون بالهجوم على اسرائيل وارتفاع عدد الضحايا".
وبالتالي، كل هذا يعني ان الصورة المتناقلة لقطة من تلك المشاهد المصوّرة للدبابة الاسرائيلية المشتعلة، والتي تعود الى 7 تشرين الاول 2023. وتأكيدا لذلك، اجرينا لكم مقارنة بين الصورة (ادناه الى اليمين) ولقطة من الفيديو في Shutterstock (الى اليسار).
في ذلك اليوم أيضا، نشرت وكالة "رويترز" صورا عدة لـ"فلسطينيين يحتفلون عند مركبة عسكرية إسرائيلية محترقة، على الجانب الإسرائيلي من الحدود بين إسرائيل وغزة، بعدما ضربها مسلحون فلسطينيون تسللوا إلى مناطق في جنوب إسرائيل، في 7 تشرين الاول 2023"، على ما كتبت.
صدمة 7 تشرين الأول 2023
عند الساعة 06,29 (03,29 ت غ) في ذلك اليوم، رصد الجيش الإسرائيلي إطلاق صواريخ بشكل متواصل من غزة في اتجاه البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع. وأعلنت حماس إطلاق نحو خمسة آلاف مقذوف في إطار عملية "طوفان الأقصى"، وفقا لما أرّخت وكالة "فرانس برس".
بدأت القبة الحديدية العمل على اعتراض الصواريخ، لكن عددها فاق قدرة هذا النظام للدفاع الجوي على اعتراضها كلها.
تزامنا، قام مسلحون من الحركة التي أعلنت في وقت لاحق أن عددهم ناهز 1200، باقتحام السياج الحدودي الفاصل بين القطاع والدولة العبرية، مستخدمين دراجات نارية وشاحنات صغيرة (بيك آب)، وحتى قوارب صغيرة ووسائل الطيران الشراعي المزوّدة بمحرك.
واستخدم المسلحون المتفجرات والجرافات لإزالة العوائق الحدودية بين القطاع وإسرائيل، وهاجموا نحو خمسين موقعا في جنوب الدولة العبرية من تجمعات سكانية الى قواعد عسكرية ومهرجانا موسيقيا حيث قُتل المئات.
وفيي الكيبوتسات، تنقّل المسلحون من منزل الى آخر وأردوا العديد من السكان، وسط تقارير عن ارتكابهم انتهاكات جنسية يصعب تحديد حجمها.
عند الثامنة والنصف صباحا، هاجم مقاتلو حماس ست قواعد عسكرية للجيش: في إيريز عند الطرف الشمال للقطاع، في ناحال عوز مقابل مدينة غزة، قاعدتان قرب كيبوتس بئيري، واحدة في رعيم المقابلة لوسط غزة، واثنتان الى الجنوب قرب الحدود مع مصر.
واضطر سكان الكيبوتسات القريبة من القطاع لاتخاذ إجراءات للاحتماء والدفاع عن أنفسهم على مدى ساعات في ظل تأخّر الجيش عن نجدتهم. وقال سكان في وقت لاحق إنهم احتموا في ملاجئ بينما حاول المهاجمون خلع أبوابها، أو حملوا أسلحة في حوزتهم وخرجوا الى الشوارع في محاولة لصدّ المهاجمين.
في حفلة نوفا الموسيقية حيث وجد قرابة ثلاثة آلاف شخص في الهواء الطلق في حقول تبعد كيلومترات قليلة عن حدود قطاع غزة، أمضى مقاتلو حماس ساعات قتلوا خلالها 370 شخصا على الأقل، وفق بيانات رسمية إسرائيلية.
وتدخّلت فرقة عسكرية كاملة عند الساعة 16,15 لتنظيم إجلاء منسّق للناجين واستعادة السيطرة على الكيبوتس. وأكد الجيش رسميا قرابة الساعة 18,00 أن "جنودا وعسكريين" خطفوا على أيدي حماس وتمّ نقلهم الى غزة، وهو ما كان واضحا منذ الصباح من خلال الصور التي التقطها صحافيون في القطاع أو أشرطة فيديو انتشرت على منصات التواصل.
وقد خُطف خلال الهجوم 251 شخصا، 44 منهم من مهرجان نوفا الموسيقي، و74 على الأقل من كيبوتس نير عوز...
اقرأ ايضا-صدمة "7 أكتوبر"... تسلسل الوقائع لليوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الصورة المتناقلة تظهر "دبابة اسرائيلية تحترق بعدما استهدفها حزب الله بكمين في رأس الناقورة بجنوب لبنان" أخيرا. في الحقيقة، الصورة لقطة من فيديو قديم مصوّر في 7 تشرين الاول 2023، ويظهر احتراق مركبة عسكرية إسرائيلية بعدما ضربها مسلحون فلسطينيون تسللوا إلى مناطق بجنوب إسرائيل، وذلك في اطار هجوم "طوفان الأقصى".