المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "جنودا اسرائيليين بعد لهجوم حزب الله على قاعدة عسكرية في جنوب حيفا".
الا أنّ هذا الزعم خاطئ.
الحقيقة: الصورة قديمة، اذ تعود الى 3 نيسان 2004. وتظهر جنودا إسرائيليين ينتظرون خبراء من الجيش يفحصون نفقاً تم العثور عليه في منزل، خلال عملية للجيش في مخيم رفح للاجئين المجاور لمدينة رفح الفلسطينية في قطاع غزة. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر الصورة عسكريين جلسوا ارضا مع اسلحتهم، بينما حنى بعضهم رأسه. وقد تكثف التشارك في الصورة خلال الساعات الماضية عبر حسابات ارفقتها بمزاعم انها لقطة من داخل قاعدة عسكرية جنوب حيفا استهدفها "حزب الله".
مقتل أربعة جنود إسرائيليين في هجوم شنّته مُسيّرة لحزب الله على قاعدة جنوب حيفا
تزامن انتشار الصورة مع إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل أربعة جنود في هجوم شنّته مسيّرة تابعة لحزب الله، أمس الأحد، على قاعدة عسكرية جنوب حيفا، وسط تصعيد للصراع مع الحزب المدعوم من إيران في لبنان.
وقال الجيش في بيان "قُتل أربعة جنود من جيش الدفاع الإسرائيلي وأصيب سبعة آخرون بجروح خطرة"، على ما أوردت وكالة "فرانس برس".
وكان جهاز إسعاف إسرائيلي، قال الأحد، إن أكثر من 60 شخصا أصيبوا جنوب حيفا، حيث قال حزب الله إنه استهدف معسكر تدريب للجيش بطائرات مسيّرة. وجاء في بيان للجهاز: "بمساعدة فرق الإسعاف التابعة لمنظمة يونايتد هاتسالا، قدمنا المساعدة لأكثر من 60 مصابا بجروح متفاوتة الشدة - حرجة وخطرة ومتوسطة وطفيفة".
وفي وقت سابق الأحد، أكد حزب الله أن مقاتليه نفّذوا "عملية إطلاق سرب من المسيّرات الإنقضاضية على معسكر تدريب للواء غولاني في بنيامينا جنوب حيفا"، وذلك "ردا على الاعتداءات الصهيونية، خصوصا على أحياء النويري والبسطة" الخميس داخل بيروت و"باقي المناطق اللبنانية".
وقال إن العملية جاءت تحت نداء "لبيك يا نصر الله"، في إشارة الى أمينه العام حسن نصرالله الذي قتل بغارة اسرائيلية في 27 أيلول.
حقيقة الصورة
الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي يقودنا الى خيوط توصلنا الى وكالة "اسوشيتد برس" الاميركية التي ارشفت الصورة في موقعها المخصّص للصور، في 3 نيسان 2004، مع شرح انها تظهر "جنودا من الجيش الإسرائيلي ينتظرون خبراء من الجيش يفحصون نفقا تم العثور عليه في منزل خلال عملية للجيش في مخيم رفح للاجئين المجاور لمدينة رفح الفلسطينية، بجوار الحدود المصرية في جنوب قطاع غزة في وقت مبكر من يوم السبت 3 نيسان 2004".
الصورة: أوديد باليتي Oded Balilty، أ ب/ Pool.
واضافت الوكالة: "يعثر الجيش الإسرائيلي بشكل دوري على أنفاق يستخدمها المسلحون الفلسطينيون لتهريب الأسلحة والمتفجرات من مصر إلى قطاع غزة، ويعمد الى تدميرها، وفقا للجيش".
تدمير رفح
وفقا لتقرير لـ"هيومن رايتس ووتش"نشر في تشرين الأول 2004 بعنوان "تدمير رفح: هدم المنازل على نطاق واسع في قطاع غزة"، "تطلق مواقع الجيش الإسرائيلي نيران المدافع الرشاشة ذات العيار الثقيل ومدافع الدبابات على المناطق المدنية. وهذا القصف يجري في ما يبدو من دون تمييز إلى حد بعيد ويقع في بعض الحالات دون استفزاز مسبق".
"في تموز 2004، كان كل بيت تقريباً عند الطرف الجنوبي لرفح مشوهاً بآثار نيران الرشاشات الثقيلة ومدافع الدبابات والقذائف الصاروخية على الجانب المواجه للحدود. ولم تكن الثقوب الناجمة عن الطلقات متركزة حول النوافذ أو غيرها من المواقع التي يُحتمل أن يستخدمها القناصة فحسب، بل كانت متناثرة على واجهات المباني بأكملها. وشاهد باحثو هيومن رايتس ووتش أيضاً استخدام نيران الرشاشات الثقيلة من دون تمييز ضد المناطق المدنية الفلسطينية في خان يونس، التي تقع على مقربة من رفح، من دون أن يطلق الفلسطينيون النار من تلك المنطقة في ما يبدو آنئذ. كذلك تتعرض مواقع الجيش الإسرائيلي ودورياته على الحدود بانتظام للهجوم على أيدي الجماعات الفلسطينية المسلحة باستخدام الأسلحة الصغيرة والقذائف الصاروخية...".
"عام 2001، بدأ الجيش الإسرائيلي، مع اندلاع الاشتباكات المسلحة في المنطقة الحدودية، يقوم بمداهمات ليلية في "بلوك O" وغيره من المناطق في رفح، هدم خلالها نحو 12 إلى 24 منزلاً في كل هجوم، طارداً كل السكان من المنطقة التي أُزيلت منازلها. وقال الجيش الإسرائيلي إن عمليات الهدم رد ضروري على هجمات الجماعات الفلسطينية المسلحة، فضلاً عن أنها تتم في إطار جهود التصدي للأنفاق. وأسفرت عمليات الهدم عن نشوء منطقة عازلة قائمة بحكم الواقع بين ممر الدوريات والمخيم تتناثر فيها الأنقاض وتخلو من الفلسطينيين".
"في أواخر عام 2002، بعد هدم مئات عدة من المنازل في رفح، بدأ الجيش الإسرائيلي يقيم جداراً معدنياً ارتفاعه ثمانية أمتار على طول الحدود. وقد بلغ طول مسار هذا الجدار الآن 1.6 كيلومترا، ويواجه أجزاء رفح التي كانت أقرب إلى الحدود...".
و"أهم ما في الأمر أن الجيش الإسرائيلي أقام الجدار داخل المنطقة التي هُدمت منازلها على بعد يتراوح بين 80 و90 متراً من الحدود. وضاعف مثل هذا التوسع عرض ممر الدوريات، وهو توسع لم يكن مطلوباً لحماية الحدود... ونتيجة لتوسيع ممر الدوريات، باتت تحصينات الجيش الإسرائيلي أقرب إلى المخيم، الأمر الذي يعرضها لأخطار تُتَّخذ لاحقاً كعلةً لتبرير المزيد من عمليات الهدم... ".
و"قد هُدم نحو 15 في المائة على وجه الإجمال من المساحة المبنية التي كانت قائمة في وسط رفح قبل عام 2000 للإفساح في المجال أمام توسيع ممر الدوريات والمنطقة العازلة كليهما. واستغل الجيش الإسرائيلي مقتل خمسة جنود إسرائيليين في رفح في 12 أيار 2004 في التدليل على الحاجة إلى توسيع المنطقة العازلة. لكن هذا الحادث إنما يظهر الآثار المترتبة على مفهوم الأمن لدى إسرائيل القائم في صميمه على التوسع، فقد كانت المركبة المدرعة التي تقل الجنود تقوم بعملية مضادة للأنفاق بين الجدار المعدني والمخيم، وليس داخل ممر الدوريات".
تقييمنا النهائي: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "جنودا اسرائيليين بعد هجوم لحزب الله على قاعدة عسكرية في جنوب حيفا". في الحقيقة، الصورة قديمة، اذ تعود الى 3 نيسان 2004. وتظهر جنودا إسرائيليين ينتظرون خبراء من الجيش يفحصون نفقا تم العثور عليه في منزل خلال عملية للجيش في مخيم رفح للاجئين المجاور لمدينة رفح الفلسطينية في قطاع غزة.