النهار

هذه الصورة لا تظهر ضابطاً مصرياً يدير غارات الطيران على الدعم السريع في السودان FactCheck#
هذه الصورة لا تظهر ضابطاً مصرياً يدير غارات الطيران على الدعم السريع في السودان FactCheck#
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (اكس).
A+   A-

انتشرت على موقع التدوينات القصيرة إكس (تويتر سابقا) صورة تزعم أنها لضابط جيش مصري يدير غارات الطيران ضد الدعم السريع في السودان. الا ان هذا الزعم مضلل تماما. FactCheck# 



"النّهار" دقّقت من أجلكم 

 

فقد تداولت حسابات على موقع التدوينات القصيرة إكس صورة لضابط جيش مصري مع نظرائه في القوات المسلحة السودانية في غرفة عمليات. وكتبت معها (من دون تدخل): "ضابط مصري يتحكم في توجيه الطيران من داخل مخابئ الفلول". 

 

 

حقيقة الصورة 


ولكن بعد تتبع مصدر الصورة، اتضح أن سياقها مختلف، إذ جاءت ضمن مقطع فيديو نشره المتحدث العسكري المصري في 18 تشرين الثاني (نوفمبر) 2020، بعنوان: "استمرار فعاليات التدريب الجوي المشترك المصري السوداني نسور النيل – 1".

ويمكن مشاهدة الصورة في الثانية 54 في الفيديو أدناه.

 

 

وكان الموقع الرسمي لوزارة الدفاع المصرية نشر بيانا حول التدريب. وقال إن فعاليات التدريب الجوي المشترك نسور النيل – 1 استمرت بمشاركة عناصر من القوات الجويـة المصرية والسودانية ومن قوات الصاعقة المصرية والسودانية. وقد نظم التدريب أياما عدة في قاعدة مروي الجوية بجمهورية السودان.

 

وقد تضمنت مراحله الأولى إجراءات تلقين وأسلوب تنظيم التعاون لتوحيد المفاهيم وصقل المهارات لإدارة العمليات الجوية المشتركة بكفاءة عالية، فضلًا على تنفيذ العديد من الطلعات المشتركة لمهاجمة الأهداف المعادية وحماية الأهداف الحيوية بمشاركة مجموعة من المقاتلات المتعددة المهام.


وهدف التدريب إلى تحقيق أقصى استفادة ممكنه للعناصر المشاركة في التخطيط والتنفيذ لإدارة العمليات الجوية وقياس مدى استعداد القوات لتنفيذ عمليات مشتركة على الأهداف، من خلال اتباع أنسب الأساليب التكتيكية لتحقيق المهام تحت مختلف الظروف، بما ينعكس على جاهزية القوات الجوية لكلا البلدين، ويساهم في تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة.

اتهامات ونفي 

في 9 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، اتهم قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، في فيديو، الجيش المصري بقصف عناصر الدعم السريع في جبل موية بولاية سنار. 

 

وبحسب موقع إذاعة مونت كارلو الفرنسية، قال حميدتي: "صمتنا كثيرا على مشاركة الطيران المصري في الحرب كي يتراجعوا، لكنهم تمادوا الآن".

 

واتهم قائد قوات الدعم السريع القاهرة بتدريب الجيش السوداني وإمداده بطائرات مسيّرة مع استمرار الحرب في السودان بين قوات الجيش والدعم السريع.

 

وزعم حميدتي، في مقطع الفيديو، أن مصر "تدرب الجيش السوداني وأمدته بطائرات صينية من طراز k8". كذلك اتهم دولا أخرى لم يسمها، بدعم الجيش بـ"طريقة مباشرة أو غير مباشرة"، بحسب قوله.

 


 

وردت وزارة الخارجية المصرية، في بيان رسمي، على هذه الادعاءات. ونفت ما جاء على لسان دقلو بشأن اشتراك الطيران المصري في المعارك الدائرة بالسودان.

 

 

وقالت إن "تلك المزاعم تأتي في خضم تحركات مصرية حثيثة لوقف الحرب وحماية المدنيين وتعزيز الاستجابة الدولية لخطط الإغاثة الإنسانية للمتضررين من الحرب الجارية بالسودان الشقيق". ودعت "المجتمع الدولي للوقوف على الأدلة التي تثبت حقيقة ما ذكره قائد ميلشيات الدعم السريع".

 

وأكدت مصر "حرصها على أمن السودان واستقراره ووحدته، أرضاً وشعباً". وشددت على "أنها لن تألو جهداً لتوفير كل سبل الدعم للأشقاء في السودان لمواجهة الأضرار الجسيمة الناتجة عن تلك الحرب الغاشمة".

 

وفي 11 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، نشر الحساب الرسمي لقوات الدعم السريع على موقع إكس، بيانا جاء فيه: "ظلت قوات الدعم السريع أكثر تحفظاً وصمتاً عن إبداء رأيها علانية إزاء كثير من المواقف المصرية المتصلة بالشأن السوداني منذ أوقات سابقة للحرب الحالية. وقطعاً لم يكن صمتنا إلا حرصاً منا على خصوصية العلاقة التي تربط شعبي البلدين.  لكن (مصر الرسمية) لم تعدّل موقفها المنحاز إلى المؤسسات والأنظمة العسكرية عموماً، وأوقعها التناقض في احتضان الجيش السوداني المختطف كلياً لجماعة "الإخوان المسلمين" في السودان، متمثلة في الحركة الإسلامية الإرهابية التي أشعلت الحرب الحالية في السودان وتناصرها كل جماعات التطرف للإبقاء على السودان حاضنة مهمة للإرهاب الدولي، لأن ذلك هو السبيل الوحيد للاستمرار في حكم السودان".

 

 

وتابع البيان: "طالبنا من قبل الجانب المصري أكثر من مرة بالكف عن الدعم والتدخل في الشؤون السودانية واتخاذ مبدأ الحياد تجاه الأزمة السياسية في السودان وأطرافها. كذلك تدخل بعض الأشقاء من أجل حض الجانب المصري لوقف التدخل، اذ تجلى الموقف المصري الداعم للجيش السوداني عسكرياً في محطات معلومة وشواهد مادية تعاملنا معها بديبلوماسية منذ تفجر الحرب الحالية في نيسان 2023، اذ كانت مصر شريكاً أساسياً للحركة الإسلامية و"الجيش المختطف" في إشعال الحرب، اذ جمعت طائراتها في مروي، وكانت ضمن الخطة العسكرية لإشعال الحرب.

ولم يكن خافياً أسر قواتنا ضباطا وجنودا مصريين في قاعدة مروي العسكرية، وسلمتهم لاحقاً للحكومة المصرية عبر الصليب الأحمر الدولي. كذلك شارك سلاح الجو المصري في القتال إلى جانب الجيش، وفي قصف معسكرات قوات الدعم السريع، منها مجزرة "معسكر كرري"، حيث قُتل في بداية الحرب من جراء القصف الغادر أكثر من 4 آلاف من الجنود العُزل الذين كانوا يتأهبون للمغادرة إلى السعودية للمشاركة في عاصفة الحزم".

واشار الى ان "الحكومة المصرية لم تتوقف أبداً عن تقديم الدعم العسكري للجيش من سلاح وذخائر وقنابل الطائرات والتدريب، إلى جانب الدعم الفني والسياسي والديبلوماسي والإعلامي". وقال: "القاهرة تُمثل الملاذ الحصين لقادة الحركة الإسلامية الارهابية، وتحتضن في مفارقة نادرة جماعة (الإخوان)- فرع السودان، وتوفر الحماية للكوادر الأمنية للنظام السابق، وتنطلق من القاهرة، منصات الاعلام التضليلي الداعم للحرب في السودان من قنوات فضائية وصحف وغرف إعلامية، وتفتح مصر حدودها لجميع أعضاء الحركة الاسلامية لإدارة نشاطهم المضاد للتغيير والدعم السريع والداعم للجيش والحركة الاسلامية من أراضيها".



الخلاصة: الصورة المتداولة لقطة من مقطع فيديو يصوّر فعاليات تدريب دوي مشترك بين مصر والسودان في 2020. ولا علاقة لها بقصف الطيران لقوات الدعم السريع في جبل موية بالسودان.

اقرأ في النهار Premium