النهار

المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "وصول القوات الاميركية الى إسرائيل لتشغيل منظومة الدفاع الجوي ثاد". 

الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.

الحقيقة: الصورة قديمة، اذ تعود الى 6 آذار 2017. وتظهر وصول شاحنات تحمل قاذفات صواريخ أميركية ومعدات أخرى ضرورية لتركيب منظومة الدفاع الجوي الصاروخي "ثاد"، إلى قاعدة أوسان الجوية في بيونغتايك بكوريا الجنوبية. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

الصورة ليلية. وتظهر آليتين عسكريتين توقفتا عند مؤخرة طائرة. وقد انتشرت خلال الساعات الماضية عبر حسابات، عربية وأجنبية، ارفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "البنتاغون ينشر صوراً لوصول القوات الاميركية الى اسرائيل لتشغيل منظومة الدفاع الجوي ثاد". 

نشر منظومة "ثاد" المضادة للصواريخ في إسرائيل

جاء تداول الصورة في وقت أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، الأحد 13 تشرين الاول 2024، نشر نظام أميركي مضاد للصواريخ  في إسرائيل سيشغله عسكريون أميركيون بعد الهجوم الصاروخي الإيراني، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس". 

وقال المتحدث باسم الوزارة بات رايدر في بيان إنه بتوجيه من الرئيس الأميركي جو بايدن، سمح وزير الدفاع لويد أوستن بـ"نشر بطارية صواريخ من طراز ثاد (THAAD) والطاقم العسكري الأميركي الخاص بها في إسرائيل لمساعدتها على تعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية بعد هجمات إيران غير المسبوقة ضد إسرائيل في 13 نيسان، ومجددا في الأول من تشرين الأول". 

وأعلن البنتاغون، الثلثاء، وصول قوات أميركية إلى إسرائيل في إطار عملية نشر منظومة "ثاد" المضاد للصواريخ في إسرائيل. 

ويأتي نشر منظومة ثاد Terminal High Altitude Area Defense (THAAD) في وقت تستعد إسرائيل للرد على هجوم إيراني كبير بالصواريخ البالستية في وقت سابق هذا الشهر. ومن شأن المنظومة أن تعزز دفاعات إسرائيل في حال هاجمتها طهران مجددا.

وأكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في اتصال هاتفي أن بلاده مستعدة لرد "حازم" إذا هاجمت إسرائيل الجمهورية الإسلامية.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن إرسال منظومة ثاد يأتي "للدفاع عن إسرائيل"

حقيقة الصورة

الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.

فالبحث العكسي يوصلنا الى خيوط تقودنا أولا الى الصورة مؤرشفة في موقع وكالة "اسوشيتد برس" المخصص للصور، في 6 آذار 2017. وارفقتها الوكالة الاميركية بالشرح الآتي: "في هذه الصورة التي قدمتها القوات الأميركية في كوريا، تصل شاحنات تحمل قاذفات صواريخ أميركية ومعدات أخرى ضرورية لتركيب منظومة الدفاع الجوي الصاروخي "ثاد"، إلى قاعدة أوسان الجوية في بيونغتايك بكوريا الجنوبية، الاثنين 6 آذار 2017". 

ويوصلنا التعمق في البحث الى الصورة منشورة في صفحة القوات الاميركية في كوريا U.S. Forces Korea  بالفايسيوك،  وفي حساب UNC - CFC - USFK في موقع فليكر، في 7 آذار 2017. وكتبت معها قوات USFK: "واصلت القوات الأميركية في كوريا تقدمها في تنفيذ قرار تحالف كوريا والولايات المتحدة بتركيب منظومة الدفاع الصاروخي ثاد في شبه الجزيرة الكورية، مع وصول عناصره الأولى إلى جمهورية كوريا".

و"قال الجنرال فينسنت ك. بروكس، قائد القوات الأميركية في كوريا، إن نشر القيادة الأميركية في المحيط الهادئ ووزير الدفاع منظومة ثاد في الوقت المناسب يمنح قيادتي ثقة كبيرة في الدعم الذي سنحصل عليه عندما نطلب تعزيزات أو قدرات متقدمة".

وأعلن الجيش الأميركي يومذاك ان "القيادة الأميركية في المحيط الهادئ نشرت العناصر الأولى من منظومة ثاد في جمهورية كوريا (الجنوبية)، في 6 آذار 2017، تنفيذًا لقرار تحالف الولايات المتحدة وجمهورية كوريا في تموز 2016 بجلب القدرة الدفاعية إلى شبه الجزيرة".

وقال إن "برنامج كوريا الشمالية المتسارع لاختبار الأسلحة النووية وإطلاق الصواريخ البالستية يشكل تهديدًا للسلام والأمن الدوليين، وينتهك قرارات متعددة صادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ويساهم نشر ثاد في إنشاء نظام دفاع صاروخي متعدد الطبقات ويعزز دفاع التحالف بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ضد التهديدات الصاروخية الكورية الشمالية".

وقد أطلقت كوريا الشمالية الاثنين 6 آذار 2017، أربعة صواريخ بالستية، سقطت ثلاثة منها قرب اليابان، ما دفع بطوكيو وواشنطن إلى طلب اجتماع طارئ لمجلس الأمن.

وأعلنت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، الثلثاء 7 آذار 2017، أن عملية إطلاق الصواريخ الأربعة كانت تدريبا على ضرب القواعد الأميركية في اليابان. وقالت إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أشرف على العملية وأمر شخصيا ببدئها. وأضافت “وهو يناظر مسارات الصواريخ البالستية”، أشاد بوحدة “هواسونغ” المدفعية التي أطلقت الصواريخ.

وتابعت الوكالة أن كيم "قال إن الصواريخ البالستية الأربعة التي أطلقت بشكل متزامن دقيقة جدا بحيث تبدو كأنها أجسام بهلوانية طائرة في طور التشكيل”. وأشارت إلى أن عملية الإطلاق نفذتها وحدات عسكرية “مكلفة ضرب قواعد القوات المعتدية الامبريالية الأميركية في اليابان في حالة الطوارئ”.

وقال الأميرال هاري هاريس، قائد القيادة الأميركية في المحيط الهادئ، إن "استمرار كوريا الشمالية في الاستفزازات، بما في ذلك إطلاق العديد من الصواريخ أمس، يؤكد تعقل قرار تحالفنا العام الماضي بنشر منظومة  ثاد في كوريا الجنوبية. وسنحترم بحزم التزامات تحالفنا تجاه كوريا الجنوبية، ونكون على أهبة الاستعداد للدفاع عن أنفسنا والوطن الأميركي وحلفائنا". 

يشار الى انه سبق أن نشرت الولايات المتحدة منظومة ثاد الصاروخي مرتين على الأقل في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة. فقد نشرت المنظومة في المنطقة عقب اندلاع الحرب في غزة "للدفاع عن القوات والمصالح الأمريكية". كذلك نشرت المنظومة في إسرائيل عام 2019 "للتدريب والقيام بمناورة دفاع جوي متكاملة" وفق البنتاغون. 

ويشغّل 95 جنديا منظومة ثاد التي تم تطويرها في تسعينات القرن الماضي وتفعيل أولى بطارياتها في 2008. وتضم ست قاذفات محمّلة على شاحنات وثمانية صواريخ اعتراضية ورادارا ومكونا للتحكم بإطلاق النار، بحسب خدمة الأبحاث التابعة للكونغرس الأميركي.

تقييمنا النهائي: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "وصول القوات الاميركية الى اسرائيل لتشغيل منظومة الدفاع الجوي ثاد". في الحقيقة، الصورة قديمة، اذ تعود الى 6 آذار 2017. وتظهر وصول شاحنات تحمل قاذفات صواريخ أميركية ومعدات أخرى ضرورية لتركيب منظومة الدفاع الجوي الصاروخي "ثاد"، إلى قاعدة أوسان الجوية في بيونغتايك بكوريا الجنوبية.