المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "آلية عسكرية اسرائيلية دُمّرت في كمين بجنوب لبنان" أخيرا.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصورة مقتطعة من فيديو يصوّر عملية أسر جنديين اسرائيليين في جنوب لبنان، في 12 تموز 2006، في إطار عملية "الوعد الصادق". وقد عرض "الإعلام الحربي المركزي" التابع لحزب الله هذه "المشاهد الجديدة" في 12 تموز 2021. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر الصورة آلية عسكرية خرجت منها نار. وقد تكثف التشارك فيها خلال الساعات الماضية، عبر حسابات أرفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "كمين في قوات الاحتلال في بلدة القوزح جنوب لبنان. وهناك قتلى ومصابون".
اشتباكات مع قوات اسرائيلية في محيط قرية حدودية لبنانية
تزامن انتشار الصورة مع إعلان حزب الله، الأربعاء 16 تشرين الاول 2024، أن مقاتليه يخوضون اشتباكات مع قوات اسرائيلية في محيط بلدة حدودية لبنانية، وسط تكثيف اسرائيل لضرباتها على لبنان واستهدافها مجددا الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال حزب الله في بيان إن مقاتليه يخوضون "اشتباكات عنيفة مع قوات العدو الإسرائيلي في محيط بلدة القوزح من مسافة صفر بِمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة. وأدت المواجهة إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف قوات العدو"، مضيفا أنه "ما زالت الاشتباكات مستمرة".
واستهدفت غارات اسرائيلية صباح اليوم الخميس مناطق عدة في شرق لبنان وجنوبه، بعد توجيه الجيش الإسرائيلي إنذارات إخلاء طال بعضها منطقة البقاع للمرة الأولى منذ بدء التصعيد ضد معاقل حزب الله.
حقيقة الصورة
الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بكل هذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث عنها يوصلنا الى موقع "الإعلام الحربي المركزي" التابع لـ"حزب الله" الذي نشر، في 12 تموز 2021، "مشاهد جديدة لعملية أسر جنديين اسرائيليين في 12 تموز 2006 في خلة وردة بجنوب لبنان، في اطار عملية الوعد الصادق".
وبمشاهدة الفيديو الذي تبلغ مدته 5.50 دقائق، أمكننا العثور على الصورة في التوقيت 3.16. وهذا يعني، اذاً، ان الصورة قديمة، اذ تعود الى 12 تموز 2006.
كذلك، نعثر عليها وعلى الفيديو، اضافة الى فيديوين آخرين تضمّناها، مؤرشفة في موقع "الخنادق"، بعنوان: عملية "الوعد الصادق"، بينما نشرت مواقع اخبارية كثيرة الصورة خلال الاعوام الماضية، بينها موقع قناة "المنار" التابعة لحزب الله.
واسترجعت "المنار" أحداث ذلك اليوم، في 12 تموز 2006. "في خلّة وردة الجنوبية الواقعة قبالة بلدة عيتا الشعب، على الحدود مع فلسطين المحتلة، عند التاسعة والدقيقة الخامسة (9:05) من صباح يوم الأربعاء في الثاني عشر من تموز 2006، كان مجاهدو المقاومة ينفذون عملية الوعد الصادق، التزاماً منهم بتحرير المعتقلين اللبنانيين في سجون الاحتلال، وفي مقدمهم عميدهم سمير القنطار.
وتم تفجير عبوة ناسفة، لدى مرور قوة عسكرية إسرائيلية معادية مؤلفة من ثمانية جنود في “خلة وردة المحتلة” قبالة بلدة عيتا الشعب الجنوبية، أعقبته اشتباكات عنيفة أوقع خلالها المقاومون القوّة المعادية بين قتيل وأسير.
ووسط تخبّط لدى قوّات الاحتلال الاسرائيلي استمّر أكثر من ساعة ونصف الساعة، أنهى المقاومون المهمة بقتل ثلاثة جنود وأسر اثنين آخرين، بعدما استطاعوا تفجير الآلية العسكرية المعادية، وسحب الجنديين من خلّة وردة المحتلة باتجاه الأراضي المحرّرة.
ولم تفلح محاولات قوات الاحتلال الاسرائيلي قطع الطريق على المقاومين باستهداف القرى الحدودية والبعيدة، في نقل الأسيرين الى مكان آمن، من دون أن يستطيع الاحتلال معرفة أيّ تفاصيل عن حياتهما.
و“التفاوض غير المباشر وعملية التبادل، الوسيلة الوحيدة لاستعادة الاسيرين”، أعلنها الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله في مؤتمر صحافي عقده في بيروت، عقب العملية، مؤكداً أنّ أي عمل عسكري لن يستطيع اعادتهما الى ديارهما المغتصبة".
و"بعد عملية تفاوض شاقّة غير مباشرة، تولاّها وسيط ألماني، استطاع حزب الله اطلاق سراح خمسة اسرى لبنانيين، على رأسهم الأسير سمير القنطار، الذي كان يقضي حكما بالسجن مدى الحياة، واستعاد رفات نحو 200 شهيد لبناني وعربي، استشهدوا في عمليات ضدّ العدو الاسرائيلي.
وعملية التبادل التي جرت في 15 تموز 2008، استبقت، في 8 حزيران 2008، بإطلاق إسرائيل الأسير نسيم نسر، بعدما أمضى في السجن ست سنوات، مقابل أشلاء أربعة جنود صهاينة، قتلوا خلال حرب تموز عام 2006، وشكلت مقدمة، لإجراء عملية التبادل في 15 تموز".
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الصورة المتناقلة تظهر آلية عسكرية اسرائيلية وقعت في كمين في جنوب لبنان" أخيرا. في الحقيقة، الصورة مقتطعة من فيديو يصوّر عملية أسر جنديين اسرائيليين في جنوب لبنان، في 12 تموز 2006، في إطار عملية "الوعد الصادق". وقد عرض "الإعلام الحربي المركزي" التابع لحزب الله هذه "المشاهد الجديدة" في 12 تموز 2021.
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
