المتداول: فيديو يظهر، وفقا للمزاعم، "رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو متفقدا قوات أميركية وانظمة دفاع جوي أرسلتها الولايات المتحدة الاميركية الى اسرائيل أخيرا".
الا أنّ هذا الادعاء غير صحيح.
الحقيقة: هذه المشاهد قديمة، اذ تعود الى 6 آذار 2019. وتظهر نتنياهو والسفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان يزوران موقعا في جنوب إسرائيل، حيث تم نشر منظومة الدفاع الصاروخي ثاد. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
2.34 دقيقتان مدة الفيديو. المشاهد تظهر أولا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ينزل من طائرة. ثم تركز الكاميرا على منظومة دفاع جوي، على ما يبدو، وضعت قربها اعلام اميركية واسرائيلية، ويتفقدها نتنياهو، مستمعا الى شرح عسكري. وبعدما يلتقط صورة سيلفي مع عسكريين، يدلي بتصريحات... وقد تكثف التشارك في هذه المشاهد خلال الساعات الماضية، عبر حسابات عربية وأجنبية، ارفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "نتنياهو يزور منظومة ثاد الدفاعية الأمريكية التي تم نشرها في بئر السبع والنقب...".
نشر منظومة "ثاد" المضادة للصواريخ في إسرائيل
جاء تداول الفيديو في وقت أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، الأحد 13 تشرين الاول 2024، نشر نظام أميركي مضاد للصواريخ في إسرائيل سيشغله عسكريون أميركيون بعد الهجوم الصاروخي الإيراني، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وقال المتحدث باسم الوزارة بات رايدر في بيان إنه بتوجيه من الرئيس الأميركي جو بايدن، سمح وزير الدفاع لويد أوستن بـ"نشر بطارية صواريخ من طراز ثاد (THAAD) والطاقم العسكري الأميركي الخاص بها في إسرائيل لمساعدتها على تعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية بعد هجمات إيران غير المسبوقة ضد إسرائيل في 13 نيسان، ومجددا في الأول من تشرين الأول".
وأعلن البنتاغون، الثلثاء، وصول قوات أميركية إلى إسرائيل في إطار عملية نشر منظومة "ثاد" المضاد للصواريخ في إسرائيل.
ويأتي نشر منظومة ثاد Terminal High Altitude Area Defense (THAAD) في وقت تستعد إسرائيل للرد على هجوم إيراني كبير بالصواريخ البالستية في وقت سابق هذا الشهر. ومن شأن المنظومة أن تعزز دفاعات إسرائيل في حال هاجمتها طهران مجددا.
وأكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في اتصال هاتفي أن بلاده مستعدة لرد "حازم" إذا هاجمت إسرائيل الجمهورية الإسلامية.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن إرسال منظومة ثاد يأتي "للدفاع عن إسرائيل".
حقيقة الفيديو
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذه التطورات، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
يؤكد ذلك العثور أولا على عدد من هذه المشاهد مؤرشفة، في شكل منفصل، في موقع وكالة Getty Images، مع شرح انها تظهر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والسفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان يزوران، في 6 آذار 2019، موقعا في جنوب إسرائيل، حيث تم نشر منظومة الدفاع الصاروخي ثاد THAAD".
كذلك نعثر على هذه المشاهد منشورة في فيديوات بنسخة أطول في خدمة توزيع المعلومات المرئية الدفاعية DVIDS، وهي موقع التوزيع الإعلامي لوزارة الدفاع الاميركية، وحساب السفارة الاميركية في القدس، بيوتيوب، في 6 آذار 2019، بعنوان: "السفير الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي يزوران موقع نشر نظام ثاد، 6 آذار 2019".
ونشر أيضا مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي، في حسابه في يوتيوب، مشاهد مماثلة تماما في التاريخ ذاته، وبالعنوان ذاته اعلاه. ووثّقت خدمة توزيع المعلومات المرئية الدفاعية DVIDS، تصريحات نتنياهو وفريدمان يومذاك.
وذكر مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ان "نتنياهو والسفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان جالا، في 6 آذار 2019، في منطقة نظام ثاد الأميركي المضاد للصواريخ الذي تم نشره في إسرائيل. واطلعا على التدريبات التي أجريت لنشر النظام كجزء من المفهوم التشغيلي المشترك".
ونقل عن نتنياهو قوله: "أعتقد أن هذا يشكل دليلاً على قوة التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة. وأعتقد أن التحالف من أجل الدفاع المشترك، والذي لا يتجلى في النيات فحسب، إنما ايضا في القوات الفعلية على الأرض، أمر رائع". "نحن سعداء للغاية بالتعاون، وبالالتزام الأميركي، الذي يعبّر عنه الرئيس ترامب في كثير من الأحيان، تجاه أمن إسرائيل".
من جهته، قال فريدمان: "لا أستطيع أن أفكر في مثال أفضل للتعاون الوثيق والهام للغاية بين إسرائيل والولايات المتحدة. هذا مثال بارز على كيفية التزام القوات المسلحة الأميركية سلامة إسرائيل وأمنها".
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحا ان الفيديو المتناقل يظهر "رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو متفقدا قوات أميركية وانظمة دفاع جوي أرسلتها الولايات المتحدة الاميركية الى اسرائيل أخيرا". في الحقيقة، هذه المشاهد قديمة، اذ تعود الى 6 آذار 2019. وتظهر نتنياهو والسفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان يزوران موقعا في جنوب إسرائيل، حيث تم نشر منظومة الدفاع الصاروخي ثاد.