النهار

هذا الفيديو لا يظهر جنوداً إسرائيليّين يرفضون الخدمة على الحدود اللبنانيّة FactCheck#
هالة حمصي
المصدر: النهار
هذا الفيديو لا يظهر جنوداً إسرائيليّين يرفضون الخدمة على الحدود اللبنانيّة FactCheck#
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس).
A+   A-

المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "جنودا اسرائيليين يحتجون رفضا للخدمة على الحدود الاسرائيلية"، في وقت تتواصل المواجهات بين اسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان. 

 

 

الا أنّ هذا الزعم خاطئ.

 

 

الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود الى 29 تموز 2024. ويظهر متظاهرين ينتمون إلى تيار اليمين المتشدد خلال اقتحامهم قاعدة عسكرية في بيت ليد وسط اسرائيل، احتجاجا على اعتقال جنود من معتقل سدي تيمان في النقب متهمين بالتنكيل بأسير فلسطيني والاعتداء عليه جنسيا. FactCheck#

 

 

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

 

صخب، وتدافع بين اشخاص في مكان ما، امام مبنى. هذا ما سترونه في مشاهد ليلة انتشرت بكثافة خلال الساعات الماضية في حسابات، عربية وأجنبية، وأُرفقت بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "جنود يرفضون الخدمة على الحدود اللبنانية. هناك جنود واهل جنود طالبوا بان يذهب سيموترتش وبن غفير الى كفركلا والعديسة ويارون ومارون وعيتا وبليدا".

 

 

 

"مرحلة جديدة وتصاعدية"

جاء تداول الفيديو في وقت أعلن حزب الله، مساء الخميس، إطلاق "مرحلة جديدة وتصاعدية" في المواجهة مع إسرائيل، مؤكدا للمرة الأولى استخدام "صواريخ دقيقة" لاستهداف القوات الإسرائيلية عند الحدود في جنوب لبنان أو في شمال الدولة العبرية.

وجاء في بيان للحزب "تعلن غرفة عمليات المقاومة الإسلامية، الانتقال إلى مرحلة جديدة وتصاعديّة في المواجهة مع العدو الإسرائيلي ستتحدث عنها مجريات وأحداث الأيام المقبلة"، مشيرا الى أن عناصره يستهدفون "تحشدات العدو الإسرائيلي في المواقع والثكنات العسكرية على طول الحدود... وفي المستوطنات والمدن المحتلة في الشمال" باستخدام "مختلف أنواع الصواريخ، ومنها الدقيقة التي تُستَخدم للمرة الأولى" (أ ف ب).

 

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي الخميس مقتل خمسة من جنوده في معارك في جنوب لبنان، ما يرفع الى 19 عدد الجنود الذين أكد مقتلهم منذ بدء عمليات برية تستهدف حزب الله أواخر أيلول. وأفاد بيان للجيش بأن خمسة عسكريين "سقطوا أثناء القتال في جنوب لبنان"، من دون الإدلاء بتفاصيل حول ظروف مقتلهم.

 

حقيقة الفيديو

الا ان الفيديو لا علاقة له بالمواجهات بين اسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.

 

فإذا بحثتم عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، ستعثرون عليه منشورا في مواقع اخبارية، لا سيما اسرائيلية، وحسابات عدة، في 29 تموز 2024، بعنوان: اندلاع مواجهات بين جنود وشرطيين ومتظاهرين في بيت ليد. 

 

 

 

 

 

 

في تلك الليلة، اقتحم محتجون معسكر بيت ليد وسط إسرائيل، احتجاجا على اعتقال جنود من معتقل سدي تيمان في النقب متهمين بالتنكيل بأسير فلسطيني والاعتداء عليه جنسيا. 

 

ووفقا لوسائل إعلام محلية، حاصر نحو 1200 إسرائيلي من أنصار اليمين المتطرف المعسكر ومقر المحكمة العسكرية المتاخمة له، مطالبين بالإفراج عن الجنود المحتجزين، في واقعة أدت إلى توتر سياسي شديد داخل إسرائيلي وصل حد اتهام بعض القيادات لليمين المتطرف بالسعي للانقلاب على الدستور، وفقا لتقارير اعلامية

 

وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت في وسائل التواصل الاجتماعي متظاهرين يشتبكون مع قوات الأمن أثناء وجودهم داخل القاعدة.

 

 

 

وتوجه رئيس أركان الجيش الاسرائيلي هرتسي هاليفي الى المعسكر، بعد شيوع الأنباء عن حصاره، وعلق اجتماعا مع قادة الجيش والأجهزة الأمنية بشأن الحرب في الجبهة الشمالية، وفقا لصحيفة "يسرائيل هيوم".

 

وقال هاليفي: "لقد جئنا إلى بيت ليد لأن جنودنا موجودون هنا ولضمان عدم حدوث أي شيء أكثر خطورة". وأضاف أن "وصول مثيري الشغب ومحاولات اقتحام القاعدة سلوكيات خطيرة وغير قانونية تقترب من الفوضى وتضر بالجيش وأمن الدولة وجهود الحرب".

 

 

 

واستنكر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عمليات الاقتحام ودعا إلى الهدوء. وذكر وزير الدفاع يوآف غالانت أن الحادث "يخدم أيدي أعدائنا أثناء وقت الحرب". وكتب في منصة إكس: "أدعو الشرطة إلى التحرك فورا ضد المخالفين للقانون وأدعو جميع الممثلين المنتخبين إلى تجنب التصريحات غير المسؤولة التي تجر الجيش إلى المجال السياسي".

 

عشرات جنود الاحتياط يرفضون الخدمة في إسرائيل

من جهة أخرى، قالت صحيفة "هآرتس"، الثلثاء، إن الجيش الإسرائيلي بدأ إيقاف عشرات من جنود الاحتياط الذين أعلنوا رفضهم الاستمرار في أداء الخدمة العسكرية ما لم يتم التوصل إلى صفقة لإعادة الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.


وأضافت الصحيفة أن الجيش اتصل هاتفيا بالجنود الذين وقعوا رسالة احتجاج طالبوه فيها بإبرام صفقة لإعادة الأسرى وإلا فإنهم سيمتنعون عن الخدمة، وأبلغهم بقرار وقفهم.


 

تقييمنا النهائي: اذاً، تداول الفيديو بأنه يظهر  "جنودا اسرائيليين يحتجون رفضا للخدمة على الحدود الاسرائيلية"، تداول خاطئ.  في الحقيقة، الفيديو قديم، اذ يعود الى 29 تموز 2024. ويظهر متظاهرين ينتمون إلى تيار اليمين المتشدد خلال اقتحامهم قاعدة عسكرية في بيت ليد في وسط اسرائيل، احتجاجا على اعتقال جنود من معتقل سدي تيمان في النقب متّهمين بالتنكيل بأسير فلسطيني والاعتداء عليه جنسيا. 

 

 

اقرأ في النهار Premium