المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "فرحة سكان في غزة بمقتل زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار".
الا أنّ هذا الادعاء غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود الى 1 تشرين الاول 2024. ويظهر فرحة أطفال في مخيم جباليا بقطاع غزة، بعد إطلاق إيران صورايخ على إسرائيل، وفقاً لما تم تداوله. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
المشاهد الليلية تظهر أولادا يقفزون فرحا، رافعين علامة النصر. وكُتب عليها: "فرحة اهالي شهداء غزة". وقد انتشر الفيديو خلال الساعات الماضية في حسابات ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "فرحة بعض أهل غزة... بمقتل السنوار".
إسرائيل تعلن قتل السنوار
جاء تداول الفيديو في وقت أعلنت إسرائيل، الخميس 17 تشرين الاول 2024، أنها قتلت زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار الذي تتهمه بأنه مهندس هجوم السابع من تشرين الأول 2023، بينما أكد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أن هذه الخطوة "المهمة" تمثّل "بداية النهاية" للحرب.
والسنوار (61 عاما) المكنّى "أبو إبراهيم"، كان بمثابة "الرجل الحي الميت" وهدفا رئيسيا لإسرائيل منذ الهجوم الذي شنّته الحركة على جنوب الدولة العبرية وأشعل شرارة حرب في غزة تمددت إلى لبنان ويُخشى أن تتحول نزاعا إقليميا، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
ونعت حماس، الجمعة 18 منه، رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار، مؤكدة أنها لن تفرج عن الرهائن المحتجزين منذ أكثر من سنة قبل أن توقف إسرائيل حربها في قطاع غزة.
اقرأ ايضا- تقرير: رصاصة في الرأس تسببت بمقتل السنوار
سكّان غزة بعد مقتل السنوار: هل ستنتهي الحرب؟
حقيقة الفيديو
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يوصلنا الى خيوط تقودنا الى الصحافي المصوّر في مخيم جباليا شمال غزة محمود شلحة، الذي نشره في حسابه في انستغرام، في 1 تشرين الاول 2024، مع شرح انه يظهر "فرحة الأطفال في مخيم جباليا بعد إطلاق الصورايخ على إسرائيل".
مساء الثلثاء 1 تشرين الاول، أطلقت إيران على إسرائيل وابلا من الصواريخ، قالت ان عددها بلغ 200، واستهدفت بها العديد من المناطق الإسرائيلية.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني أنّ الهجوم الصاروخي الذي شنّته ايران على إسرائيل يأتي ردا على اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في 27 ايلول، وزعيم حركة حماس اسماعيل هنية في تموز، مهددا بشن "هجمات ساحقة" في حال ردت إسرائيل.
وهذا الهجوم هو الثاني الذي تشنه إيران ضد إسرائيل بعد هجوم نيسان عندما أكدت طهران أنها تصرفت "دفاعا عن النفس" بعد الهجوم الذي دمر قنصليتها في دمشق وأدى إلى مقتل سبعة عسكريين، وفقا لما أوردت وكالة "فرانس برس".
وقال الحرس الثوري: "بإطلاقها عشرات الصواريخ البالستية، استهدفت القوة الجوية في الحرس الثوري أهدافا أمنية وعسكرية مهمة في قلب الأراضي المحتلة"، موضحا أن الهجوم استهدف "ثلاث قواعد عسكرية" في محيط تل أبيب.
وفي تلك الليلة، احتقل أهالي غزة بالقصف الإيراني لإسرائيل، وفقا لتقارير اعلامية. و"كان المشهد الأبرز صرخة أحد شباب غزة وهو يشاهد الصواريخ الإيرانية في سماء القطاع في طريقها لضرب إسرائيل حيث قال "سنعيد 7 أكتوبر"، على ما ذكرت قناة "الجزيرة".
و"رقص أطفال في مخيم جباليا شمال القطاع، فرحا بذلك، وعلت الزغاريد وعمّت الاحتفالات في خانس يونس جنوب غزة".
من جهته، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ إيران ارتكبت "خطأ جسيما" بقصفها الدولة العبرية، متوعّدا إياها بأنها "ستدفع ثمن" هذا القصف.
وقالت الولايات المتحدة التي ساعدت حليفتها اسرائيل في اعتراض الصواريخ، إن إيران ينبغي أن تتحمّل "عواقب" هجومها، مشدّدة على أنها ستنسّق مع المسؤولين الإسرائيليين الردّ.
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر "فرحة سكان في غزة بمقتل زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار". في الحقيقة، الفيديو قديم، اذ يعود الى 1 تشرين الاول 2024. ويظهر فرحة أطفال في مخيم جباليا بقطاع غزة بعد إطلاق إيران صورايخ على إسرائيل، وفقا لما ذكر ناشره الصحافي المصور الفلسطيني محمود شلحة.