المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "لحظة هبوط طائرة في مطار رفيق الحريري الدولي خلال غارة اسرائيلية قربه" أمس الأحد.
الا أن هذا الادعاء خاطئ.
الحقيقة: هذه الصورة ليست حقيقية، لأنها منشأة بواسطة برنامج ذكاء اصطناعي. FactCheck#
"النّهار" دقّقت وسألت من أجلكم
منذ ساعات، تنتشر الصورة على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي. ما يشاهد فيها هو طائرة رُسمت على ذيلها ارزة، وهي تهبط قرب أبنية، بينما تأججت خلفها نار وتصاعد دخان من جراء انفجار. وكتبت معها حسابات عربية واجنبية تعليقات، مثل "صورة للتاريخ: هبوط طائرة لشركة طيران MEA في مطار بيروت الدولي مع سقوط القنابل الإسرائيلية على المطار"، وايضا "خطوط طيران الشرق الأوسط أيقونية"، و"صامدون شامخون كصمود طيران الشرق الأوسط اللبناني وشموخه فوق القصف الإسرائيلي".
حقيقة الصورة
الا ان الاعتقاد ان الصورة حقيقية اعتقاد خاطئ. وهذا ما نبّه اليه العديد من المستخدمين الذين كتبوا في تعليقاتهم انها AI، اي انها مولدة بواسطة برنامج ذكاء اصطناعي. وكانوا محقين.
وقد تمكنّا، خلال بحثنا عن الصورة، من الوصول الى مصدرها الاصلي، جان ماري راميا Jean-Marie Ramia، المهندس المعماري والمصمم والمصور الفوتوغرافي ومصور الفيديوات، الذي أكد لـ"النهار" انه "انشأها بواسطة برنامج ذكاء اصطناعي AI". وبالتالي هذا يعني ان الصورة ليست حقيقية.
وقال راميا، المغترب اللبناني الذي يشارك دائما في أخبار لبنان من خلال صفحة South to North في الفايسبوك وانستغرام: "ثارت عواطفي عندما عرفت أن طيران الشرق الأوسط يعمل بشكل طبيعي في ظل هذه الظروف القاسية، مما دفعني إلى تصوير الموقف باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي".
وبعدما استقطبت صورته اهتماما واسعا وحصدت آلاف المشاركات والتعليقات، و"عدد منها سلبي"، شعر راميا بقلق تجاه "الصحة النفسية للبنانيين المقيمين في البلاد"، على قوله. لذلك "قرر حذفها"، "لكنني متأكد أن هذه الصورة هي الأقرب إلى الحدث الحقيقي الذي حصل أمس"، وفقا لتعبيره.
وما حصل امس الاحد هو غارات جوّية شنها الجيش الاسرائيلي على فروع لجمعيّة "مؤسّسة القرض الحسن" التابعة لحزب الله، بعدما قصف مواقع للحزب في أنحاء لبنان. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بأن "عدد الغارات على الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت بلغ 11، منها غارة على فرع القرض الحسن القريب من مطار رفيق الحريري الدولي".
وشاهد مراسل وكالة "فرانس برس" دخانا يتصاعد قرب المطار، وهو الوحيد الذي يسيّر رحلات دولية بلبنان. لكن رغم الغارات على الضاحية الجنوبية، تمكنت رحلات جوية تجارية من الهبوط في المطار مساءً، بحسب مصور فيديو في "فرانس برس".
كذلك، أكدت مصادر مطلعة في المطار لـ"النهار" ان سير العمل فيه بقي طبيعيا ولم يتأثر بالغارات. والمطار واصل نشاطه كالمعتاد".
كذلك استهدفت الضربات الاسرائيلية مؤسسة القرض الحسن في بعلبك والهرمل ورياق في شرق لبنان.
وفي ظل هذه الاجواء الخطيرة، انتج راميا هذه الصورة، التي يمكن ملاحظة بعض المؤشرات فيها، التي تبين انها غير حقيقية: غياب اي نوافذ للركاب أو ابواب في الطائرة، إضاءة فوضوية مبعثرة على المدرج، خط احمر ينخفض الى اسفل بدلا من أن يكمل سيره على طول الطائرة وفقا للتصميم الاصلي، شكل دواليب غير منطقي، والوان شمعية بعيدة من الواقعية. واشرنا الى هذه التفاصيل بالاحمر في الصورة ادناه.
كذلك يمكنكم ان تشاهدوا ادناه مقارنة بين الصورة الزائفة، وصورة حقيقية لطائرة تابعة لطيران الشرق الاوسط (MEA)، آتية من بيروت خلال هبوطها في مطار هيثرو في المملكة المتحدة (غيتي ايماجيز- 11 ايلول 2024).
الى جانب هذه الصورة، أنشأ راميا صورة أخرى بواسطة برنامج ذكاء اصطناعي، على ما اكد ايضا لـ"النهار"، لدى سؤالنا عنها. واذا شاهدتموها، فيمكنكم ان تعرفوا انها ليست حقيقية ايضا.
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحا ان الصورة المتناقلة تظهر "لحظة هبوط طائرة في مطار رفيق الحريري الدولي خلال غارة اسرائيلية قربه" أمس الأحد. في الواقع، الصورة ليست حقيقية، لكونها منشأة بواسطة برنامج ذكاء اصطناعي.