زعم المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي للاعلام العربي افيخاي ادرعي ان زوجة الرئيس السابق للمكتب السياسي لحماس يحيى السنوار كانت تحمل حقيبة بيركين من دار هيرميس، يقدّر ثمنها بنحو 32 ألف دولار، عندما ظهرت معه في نفق، في 6 تشرين الاول 2023". الا أن لا دليل يدعم مزاعم أدرعي، والحقيبة التي كانت "زوجة السنوار" تحملها تختلف عن حقيبة بيركين. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ضجة كبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل اعلام، لا سيما عربية، بعدما نشر أدرعي، في 19 تشرين الاول 2024، منشورا في حسابه في أكس، كتب فيه: "هل زوجة السنوار دخلت معه إلى النفق في السادس من أكتوبر وبحوزتها حقيبة لشركة بيركين التي تقدر كلفتها بنحو 32 ألف دولار؟! أترك لكم التعليق. بينما لا يملك سكان غزة الأموال الكافية لخيمة أو للمواد الأساسية نرى أمثلة كثيرة لحب يحيي السنوار وزوجته الخاص للأموال". وارفق منشوره بصورتين، الاولى لقطة من فيديو تظهر "زوجة السنوار" في نفق حاملة حقيبة، والأخرى صورة لحقيبة بيركين التي زعم انها كانت زوجة السنوار تحمل مثلها.
إسرائيل تعرض فيديو تقول إنه يظهر السنوار قبيل هجوم 7 تشرين الأول
وجاءت مزاعم ادرعي في اليوم ذاته الذي عرض خلاله الجيش الإسرائيلي لقطات مصورة قال إنها تظهر الرئيس السابق للمكتب السياسي لحماس يحيى السنوار وعائلته في نفق بقطاع غزة قبل ساعات من شن الحركة الفلسطينية هجوم 7 تشرين الأول 2023.
وأكد المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري في إفادة متلفزة أن اللقطات تظهر السنوار برفقة أطفاله وزوجته وهم يمرون داخل نفق قال إنه خزّن فيه إمدادات قبيل هجوم الحركة على جنوب إسرائيل، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
قادة حماس الفاسدين، مهما كانت هويتهم، لا يبالون بالثمن الذي يدفعه سكان غزة وبالخراب الذي جلبوه على رؤوسهم، فهم ينشغلون ببقائهم الشخصي فقط.
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) October 19, 2024
وكما يتبيّن بوضوح فطيلة المشوار لم يهتم السنوار إلا بنفسه وببقائه الشخصي. وتعدّ المبالغ المالية الضخمة التي احتفظ بها في كل مكان مكث فيه خير… pic.twitter.com/BbXLUJnJcO
وقال هاغاري: "يمكنكم أن تروا كيف هرب السنوار وأفراد عائلته إلى مجمع تحت الأرض تحت منزلهم ليلة السادس من تشرين الأول، قبل ساعات فقط من المذبحة الوحشية".
وأضاف "بقوا بمفردهم لساعات. خرج السنوار وابنه ورجعا، وجهزوا أنفسهم بأطباق الطعام والماء والوسائد وشاشة بلازما ومراتب وغيرها لإقامة طويلة".
وذكر هاغاري أن السنوار أنشأ "مجمعا تحت الأرض في مدينة خان يونس" وسط قطاع غزة "وأعطى انطلاقا من هناك الأمر بشن الهجوم". واشار الى أن الجيش كشف في شباط المجمع الذي كان يضم "حمامات ومراحيض ومطابخ وأسرة وملابس وخزائن والكثير من الأموال والوثائق وغيرها من المعلومات".
وقد عرض الجيش الاسرائيلي الفيديو بعد أيام على مقتل السنوار بنيران الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في اشتباك انتهى بمحاصرته وحيدا في مبنى مدمر.
ادعاءات مضللة
والى جانب ان المعلومات التي ذكرها عن تاريخ التقاط الفيديو ومكانه تبقى مزاعم لا يمكن التأكد من صحتها، تضمنت ادعاءات أدرعي بشأن حقيبة من قال انها زوجة السنوار تضليلا تكشفه مقارنة.
انظروا الى لقطة من فيديو الجيش الاسرائيلي تظهر السيدة تحمل الحقيبة (ادناه الى اليمين وفي الوسط)، وصورة حقيبة بيركين التي نشرها ادرعي (الى اليسار). وستلاحظون ان ابزيم حقيبة السيدة لا يلائم اطلاقا ابزيم حقيبة البيركين، وايضا أي نموذج حقائب دار هيرميس الشهيرة.
وكما ستلاحظون ايضا، لا يوجد قفل ومفاتيح في حقيبة يد السيدة، كما في حقيبة البيركين.
اذاً، أخطأ ادرعي في منشوره، ولم يقدّم اي دليل جدي يدعم مزاعمه بشأن حقيبة السيدة. ولنفترض انها حقيبة بيركين، ما الذي يؤكد انها ليست تقليدا، علما ان انتشار حقائب التقليد هذه كبير في ارجاء العالم؟
يشار الى ان "الطلب على حقائب بيركين لا يزال مرتفعًا، لكن شركة هيرميس تواصل إنتاج كمية محدودة للغاية كل عام، للحفاظ على قيمة تصميماتها، وفقا لموقع country and town house البريطاني. و"تشير التقديرات إلى أن هناك من 7 آلاف إلى 12 الف حقيبة بيركين تُصنع كل سنة، على الرغم من أن العدد الحقيقي لا يزال سرًا محفوظًا بعناية. ولا يوجد سوى 200 الف حقيبة متداولة عموما. وهذا هو السبب جزئيا في ارتفاع قيمة إعادة بيع بيركين إلى هذا الحد".
و"تشير التقديرات إلى أن حقائب بيركين الأرخص (التي لا تحتوي على الأجراس والصفارات الفاخرة) قد تكلف ما بين 8500 دولار و10 آلاف دولار، في حين قد يصل سعر التصميمات الأكثر فخامة إلى 250 الف دولار. وقد ارتفعت قيمتها على مر السنين".
تقييمنا النهائي: اذاً، لا صحة لمزاعم المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي للاعلام العربي افيخاي ادرعي ان "زوجة الرئيس السابق للمكتب السياسي لحماس يحيى السنوار كانت تحمل حقيبة بيركين من دار هيرميس، يقدّر ثمنها بنحو 32 ألف دولار، عندما ظهرت معه في نفق، في 6 تشرين الاول 2023". في الواقع، لا دليل يدعم مزاعم أدرعي، والحقيبة التي كانت "زوجة السنوار" تحملها تختلف عن حقيبة بيركين.