المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "عناصر من حماس يطلقون النار على طائرة مساعدات في غزة" أخيرا.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو نشره "الكابتن ميوز" من غزة في حسابه بانستغرام في 11 ايلول 2024. وتضمّن في جزئه الاول مشاهد قديمة غالبا ما اعتمدها منذ عام 2022 على الاقل مع صوت إطلاق النار ذاته في الخلفية، في بداية فيديوات يستخدم فيها مؤثرات سمعية وبصرية. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر المشاهد أشخاصا في محل يهرعون الى الخارج لدى سماع صوت اطلاق نار يتواصل بكثافة لدى عبور طائرة في السماء، قبل ان تلقي طرودا على ما يبدو. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا عبر حسابات ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "مشهد مؤسف وخطير... خلال قيام طائرات نقل لدول عربية بإسقاط حمولتها من المساعدات الإنسانية على غزة، كان عناصر حماس يطلقون النار عليها بقصد إسقاطها".
حقيقة الفيديو
الا أن هذه المزاعم غير صحيحة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث عن الفيديو، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يوصلنا الى حساب الكابتن ميوز myuz_gaza@ في انستغرام، وصفحة مركز كابتن ميوز الرياضي بغزة في الفايسبوك، واللذين نشراه في 11 ايلول 2024.
وبالبحث في حسابي الكابتن ميوز في تيك توك وانستغرام، نجد الجزء الاول من الفيديو منشورا، منذ عام 2022 على الاقل، في بداية فيديوات عدة مركّبة استخدم فيها "الكابتن" مؤثرات بصرية وسمعية لانجازها... بما جعل هذه المشاهد زائفة، غير حقيقية.
والكابتن ميوز مدرب جمباز في مركز كابتن ميوز الرياضي في غزة، وفقا لما يعرّف بنفسه. وعلى غرار الفيديو المتناقل، نشر مشاهد مماثلة لطائرات تعبر السماء وتلقي مساعدات، تضمّنت صوت اطلاق النار ذاته في الخلفية.
أما الجزء الثاني من المشاهد التي تظهر طائرة تلقي المساعدات، فقد نشره الكابتن ميوز في تيك توك، في 10 حزيران 2024، من دون الجزء الاول. وخلا الفيديو من صوت اطلاق نار في الخلفية، كما يُسمع في المقطع المركّب. وذكر ان المشاهد من شمال غزة.
@myuz_gaza1 Free Gaza 🇵🇸🇵🇸#كابتن_ميوز ♬ كابتن ميوز - كابتن ميوز
عراقيل أمام دخول المساعدات الى قطاع غزة واشتداد الازمة الإنسانية
وقد انتشرت خلال الاشهر الماضية فيديوات لطائرات تلقي مساعدات فوق غزة.
وتجمع المنظمات الإنسانية على أن كمية المساعدات التي تدخل الى قطاع غزة لا تزال قليلة جدا، على الرغم من إعلان إسرائيل خطوات لتعزيز وصول المساعدات.
وأكد عمال إغاثة وخبراء لوكالة "فرانس برس" وجود عقبات عدة تحول دون وصول المساعدات التي يحتاج سكان شمال القطاع خصوصا إليها بشدة. ولا تقتصر المشكلة على الحجم الفعلي للمساعدات المسموح بدخولها فحسب، انما أيضا إلى عدم قدرة منظمات الإغاثة الدولية على توزيعها على الناس وسط القصف الشديد والمتواصل وقطع الطرق.
وتدخل أغلب الشاحنات التي تحمل إمدادات عبر معبر كرم أبو سالم على الحدود بين إسرائيل وجنوب قطاع غزة. وتخضع تلك الشاحنات لتفتيش دقيق من الجيش الإسرائيلي، وهو ما ترى فيه المنظمات الإنسانية سببا رئيسيا لبطء تسليم المساعدات.
أما إسرائيل التي تفرض حصارا مطبقا على قطاع غزة منذ هجوم السابع من تشرين الأول 2023، فتلقي باللوم على عجز منظمات الإغاثة في التعامل مع المساعدات وتوزيعها.
بعد دخول المساعدات إلى غزة، تخضع عمليات التسليم لتنسيق مع مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات)، وهي هيئة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية تشرف على الشؤون المدنية سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية المحتلة. وتبلّغ منظمات الإغاثة العاملة في غزة باستمرار عن صعوبات في التواصل مع كوغات.
وما يزيد من تعقيد توزيع المساعدات، نقص الوقود اللازم لتشغيل الشاحنات والطرق المدمّرة من جراء الحرب، بالإضافة إلى عمليات نهب والقتال في المناطق المكتظة بالسكان والنزوح المتواصل.
وصرّح مسؤولون عاملون في المجال الإنساني لفرانس برس شرط عدم الكشف عن هوياتهم بأن ما يقرب من نصف المساعدات التي تدخل قطاع غزة يتمّ نهبها.
واختارت بعض الدول الأجنبية إسقاط المساعدات جوا. وبحسب "كوغات"، تمّ السبت إنزال 81 حزمة بالمظلات على القطاع الساحلي.
لكن لا يمكن لهذه المحاولات أن تلبي الاحتياجات المتزايدة لسكان غزة بعد أكثر من عام على الحرب.
وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر سارة ديفيز إنه حتى لو تمّ تعزيز عمليات تسليم المساعدات، فإن القتال يجعل من "الصعب للغاية توزيعها بشكل فعّال على كل من يحتاج إليها".
وبحسب الأمم المتحدة، دخلت في تشرين الأول 396 شاحنة إلى غزة حتى الآن، وهو عدد أقل بكثير من الأشهر السابقة.
اقرأ ايضا- أهالي غزة يواجهون شتاء ثانيا في خيم متهالكة
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحا ان الفيديو المتناقل يظهر "عناصر من حماس يطلقون النار على طائرة مساعدات في غزة" أخيرا. في الحقيقة، الفيديو نشره "الكابتن ميوز" من غزة في حسابه بانستغرام، في 11 ايلول 2024. وتضمّن في جزئه الاول مشاهد قديمة غالبا ما اعتمدها منذ عام 2022 على الاقل مع صوت اطلاق النار ذاته في الخلفية، في بداية فيديوات يستخدم فيها مؤثرات سمعية وبصرية.