المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي محمد علي الحسيني في مقر سفارة اسرائيلية".
الا أن هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصورة معدلة، زائفة. والصورة الاصلية التي تعود الى 12 نيسان 2016، تظهر الحسيني خلال زيارته مقر منظمة العفو الدولية في أوسلو، عاصمة النروج. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
منذ ايام، تستحوذ الصورة في وسائل التواصل على اهتمام مستخدمين وتعليقاتهم. ما تظهره هو الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي محمد علي الحسيني واقفا قرب مكتب وضع عليه علم اسرائيلي صغير، بينما كتب على زجاج خلفي بالانكليزية Embassy of Israel اي سفارة اسرائيل. وقد زعم ناشرو الصورة ان "منصة حدشوت بزمان العبرية نشرتها وتظهر الحسيني في مقر للسفارة الإسرائيلية".
الصورة زائفة
الا ان هذه المزاعم خاطئة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي يوصلنا، عبر محرك Tineye، الى الصورة الاصلية منشورة، في 12 نيسان 2016، في مواقع تحمل اسم الحسيني، وايضا في موقعي المجلس الاسلامي العربي و"دنيا الوطن".
ونشاهد في الصورة الاصلية شعار منظمة العفو الدولية Amnesty International مكتوبا على الاطار الاصفر للمكتب، بينما خلا الزجاح الخلفي من اي كتابة عليه، ولا اثر للعلم الاسرائيلي الصغير على المكتب.
والعثور على الصورة الاصلية يعني ان الصورة المتناقلة زائفة، معدلة، بحذف شعار منظمة العفو الدولية على المكتب، واضافة Embassy of Israel الى الزجاج الخلفي ووضع العلم الاسرائيلي على المكتب.
وأجرينا لكم مقارنة بين الصورتين الاصلية (ادناه الى اليمين)، والزائفة (الى اليسار). واشرنا بالاحمر الى التلاعب الذي حصل.
ووفقا لموقع الحسيني، تظهره الصورة خلال زيارته مقر منظمة العفو الدولية في اوروبا. يومذاك، قال إنه "من المهم جدا ان نتعرف ونزور المؤسسات والجمعيات المختصة بحقوق الإنسان في العالم، ونساعدها وندعمها ونتعاون معها من باب قوله تعالى:"وتعاونوا على البر والتقوى"، لما فيه من فائدة مرجوة لتحسين وتحصين حقوق الإنسان المهدورة خاصة في الشرق الأوسط".
واشار خلال لقائه المسؤولين في المنظمة الى ان الإنسان في الشرق الأوسط يعاني ويتألم ويستغيث بنا نتيحة الحروب المدمرة والوضع الإنساني المتردي. لذا يتوجب علينا، انطلاقا من الحس الإنساني، ان نتحمل مسؤولية مساعدته وإنقاذه ليحيا حياة كريمة ".
وناشد المجتمع الدولي "إعلان سوريا والعراق واليمن دولا منكوبة، لأن الوضع الإنساني في حرج جدا، بخاصة انها تحت الحصار الذي بات يطبق على الأطفال و النساء ليموتوا جوعا وعطشا في مشهد إنساني كارثي ".
وقد أُرخت الصورة في تاريخ 12 نيسان 2016.
وبعد انتشار الصورة الزائفة بمزاعم خاطئة، نشر الحسيني في صفحته في الفايسبوك الصورة الاصلية في 23 تشرين الاول 2024، مشيرا الى انه تم التقاطها في مقر منظمة العفو الدولية في أوسلو، عاصمة النروج.
وقد برز الحسيني في الساحة الإعلامية، لا سيما اللبنانية، بتصريحات أثارت ضجة واسعة، منها تحذيره من إمكانية اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وذلك قبل أقل من 48 ساعة من مقتله في غارة اسرائيلية على مقر القيادة المركزية لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 ايلول 2024.
ومحمد علي الحسيني (مواليد 1 ايار 1974) باحث ومحاضر إسلامي شيعي لبناني يشغل منصب الأمين العام الحالي للمجلس الإسلامي العربي في لبنان. وله أكثر من سبعين كتاباً.
حكمت عليه المحكمة العسكرية في لبنان، في شباط 2012، بالسجن 5 سنوات بتهمة محاولة التخابر مع إسرائيل. وفي رسالة من سجنه في رومية ببيروت، نفى الحسيني وجود أي علاقة له بإسرائيل، مؤكدا عدم وجود أي أدلة تثبت صحة الاتهامات الموجهة اليه. وفي آذار 2014، أخلت السلطات اللبنانية سبيله بقرار من محكمة التمييز العسكرية، ليغادر بعدها لبنان.
تقييمنا النهائي: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي محمد علي الحسيني في مقر سفارة اسرائيلية". في الحقيقة، الصورة معدّلة، زائفة. والصورة الاصلية التي تعود الى 12 نيسان 2016، تظهر الحسيني خلال زيارته مقر منظمة العفو الدولية في أوسلو، عاصمة النروج.