المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "محطة كهرباء كرج الايرانية تحترق بعدما استهدفتها اسرائيل بضربات" اليوم السبت.
الا أنّ هذا الادعاء غير صحيح.
الحقيقة: الصورة قديمة، اذ تعود الى 2 حزيران 2021. وتظهر تصاعد دخان من موقع حريق في مصفاة بالعاصمة الإيرانية طهران. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
اللقطة بعيدة، وتظهر نارا تأججت في موقع قرب ابنية. وقد تكثف التشارك فيها خلال الساعات الماضية، عبر حسابات ارفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "عاجل- محطة كهرباء كرج الايرانية الآن بعد استهدافها".
ضربات اسرائيلية على إيران
جاء تداول الصورة في وقت أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم السبت أنّه شنّ ضربات "دقيقة وموجهة" على مواقع تصنيع صواريخ وقدرات جوية أخرى في إيران، ردا على الهجوم الذي شنته طهران عليها مطلع الشهر الجاري، مهدّدا الجمهورية الإسلامية بجعلها تدفع "ثمنا باهظا" في حال قررت الرد، وفقا لما أوردت وكالة "فرانس برس".
وأعلنت إيران أن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مواقع عسكرية على أراضيها أسفر عن مقتل جنديَين، مؤكدة أنّها تملك "الحق والواجب في الدفاع عن نفسها".
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان "تعتبر إيران أنّ من حقّها وواجبها الدفاع عن نفسها ضدّ الأعمال العدوانية الأجنبية، على أساس الحق الطبيعي في الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة".
وفيما أكدت طهران أنّ الهجوم "تسبّب بأضرار محدودة"، قال الجيش الإيراني في بيان نقله التلفزيون الرسمي في وقت لاحق، إنّه "فَقَد خلال الليل اثنين من جنوده الذين كانوا يتصدّون لقذائف الكيان الصهيوني المجرم دفاعا" عن الأراضي الإيرانية.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية غير رسمية أن محطة للكهرباء في قضاء كرج غرب العاصمة طهران تعرضت لهجوم، بالإضافة إلى موقع برديسان قيد الإنشاء في مدينة قم جنوب العاصمة.
حقيقة الصورة
الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بهذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي يقودنا الى خيوط توصلنا الى الصورة مؤرشفة في موقع وكالة غيتي ايماجيز Getty Images، مع شرح انها التُقِطت في 2 حزيران 2021، وتظهر دخانا يتصاعد من موقع حريق في مصفاة بالعاصمة الايرانية طهران".
تصوير: أتا كيناري ATTA KENARE/ أ ف ب.
في ذلك اليوم، اندلع حريق ضخم في مصفاة نفط جنوب طهران في أعقاب انفجار نجم عن تسرب للغاز المسال، حسبما أعلن مسؤول خلية الأزمة في العاصمة الإيرانية، على ما أوردت وكالة "فرانس برس".
وبعد أكثر من ساعة على اندلاع الحريق، كانت سحب الدخان الأسود وألسنة النيران تشاهد على بعد كيلومترات بحسب صحافيّي وكالة فرانس برس.
وقرابة الساعة 22,45 (18,15 بتوقيت غرينتش)، لم تعد ألسنة النيران مرئية من بعيد وسط تراجع كثافتها، وفق ما نقل صحافيون في فرانس برس تمكنوا من الاقتراب من مكان الحريق.
وقال منصور درجاتي للتلفزيون الرسمي إن “الحادث نجم عن تسرب في انبوب طوارئ للغاز المسال” موضحا أن “انفجارا تسبب في الحريق الذي اسفر عن الدخان الذي يمكن مشاهدته”.
ونقل موقع التلفزيون على الانترنت عن درجاتي أن الحريق اندلع “قرابة الساعة 19,30” (15,00 ت غ) وأنه “لحسن الحظ لم تقع وفيات في هذه المرحلة”.
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية (إرنا) فإن المصفاة التي اندلعت فيها النيران تعمل منذ 1968 وهي مملوكة من شركة طهران لتكرير البترول وتبلغ قدرتها 250 ألف برميل في اليوم. وهي تقع على تخوم المدينة الجنوبية في منطقة صناعية شاسعة تبعد بضع مئات الأمتار فقط عن أحياء سكنية.
وبحسب قناة تلغرام التابعة للتلفزيون الرسمي، استبعد متحدث باسم الشركة “أي فرضيات عن أعمال تخريب في المصفاة”. وقال إن “الحادث جاء في أعقاب مشكلة فنية ونحن في الحقيقة بصدد السيطرة على النيران”.
وتمت "السيطرة" على الحريق الضخم الذي اندلع في المصفاة، لكن النيران لم تخمد بعد الخميس 4 منه، بعد أكثر من عشر ساعات على تأججها.
وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، نقلاً عن شاكر الخفاعي، الناطق باسم المصفاة: "لقد تمت السيطرة على الحريق، وإخماده بالكامل سيحصل بحلول الظهر"، (بالتوقيت المحلي).
لكن ظهر الخميس (7,30 ت غ)، شوهد عمود من الدخان الأسود يرتفع فوق مكان الحريق من على بُعد كيلومترات بحسب صحافيي وكالة الصحافة الفرنسية، لكنه أقل سماكة مما كان عليه الأربعاء. وبث التلفزيون الرسمي صوراً للحريق ولعدد من فرق الإطفاء التي كانت تعمل صباحاً على إخماد النيران.
ونشرت وكالة "غيتي ايماجيز" العديد من الصور للحريق في المصفاة.
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحا ان الصورة المتناقلة تظهر "محطة كهرباء كرج الايرانية تحترق بعدما استهدفتها اسرائيل بضربات" اليوم السبت. في الحقيقة الصورة قديمة، اذ تعود الى 2 حزيران 2021. وتظهر تصاعد دخان من موقع حريق في مصفاة بالعاصمة الإيرانية طهران.