المتداول: صورة "توثّق"، وفقا للمزاعم، "لحظة وقوع الهجوم الإسرائيلي على العاصمة الايرانية طهران"، السبت 26 تشرين الاول 2024.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصورة قديمة، اذ تعود الى 27 حزيران 2020، وتظهر كرة نار تشكلت بعد غارة إسرائيلية على خان يونس جنوب قطاع غزة. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر الصورة كتلة نار تأججت في البعيد بين أبنية على ما يبدو. وقد انتشرت بكثافة في مواقع اخبارية وحسابات بمزاعم انها التُقطت خلال الهجوم الإسرائيلي على طهران، العاصمة الايرانية، أخيرا... "وطهران الآن"، وفقا لتعليقات.
الجيش الإسرائيلي يعلن ضرب منشآت لصنع الصواريخ في إيران
جاء تداول الصورة في وقت أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت 26 تشرين الاول 2024، أنّه نفّذ ضربات "دقيقة وموجهة" على إيران، مشيرا إلى أنّه استهدف منشآت لصنع الصواريخ ومنظومات صواريخ أرض-جو وقدرات جوية أخرى في مناطق عدّة في البلاد، وذلك ردا على الهجوم الإيراني في مطلع الشهر، على ما أوردت وكالة "فرانس برس".
وقال الجيش في بيان إنّ "طائراتنا عادت بأمان... الضربة الانتقامية تمت والمهمة أنجِزَت". وأضاف أنه "بناء على معلومات استخبارية، قصفت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي منشآت تصنيع صواريخ أنتِجت فيها صواريخ أطلقتها إيران على دولة إسرائيل خلال العام الفائت. وفي الوقت نفسه، ضرب الجيش الإسرائيلي منظومات صواريخ أرض-جو وقدرات جوية إيرانية إضافية، كانت تهدف إلى تقييد حرية عملية إسرائيل الجوية في إيران".
من جهتها، أعلنت إيران أن الهجوم الإسرائيلي أسفر عن مقتل أربعة عسكريين وخلّف "خسائر محدودة"، مؤكدة أنّ "من حقها وواجبها الدفاع عن نفسها". قالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان "تعتبر إيران أنّ من حقّها وواجبها الدفاع عن نفسها ضدّ الأعمال العدوانية الأجنبية، على أساس الحق الطبيعي في الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة".
حقيقة الصورة
الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بكل هذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي يوصلنا اليها مؤرشفة في موقع وكالة غيتي ايماجيز Getty Images، مع شرح انها تظهر "كرة نار تشكلت إثر غارة جوية إسرائيلية على خان يونس جنوب قطاع غزة في ساعة مبكرة من صباح 27 حزيران 2020".
تصوير: سعيد الخطيب SAID KHATIB/وكالة فرانس برس.
مساء الجمعة 26 حزيران 2020، شنّ الطيران الحربي الاسرائيلي غارات جوية على مواقع عسكرية في قطاع غزة، وذلك بعيد إطلاق قذيفتين من القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس باتجاه الأراضي الإسرائيلية. واستهدفت الغارات الإسرائيلية "ورشة لتصنيع صواريخ ومنشأة عسكرية لحماس"، وفقا لما ذكرت تقارير اعلامية.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه وجه "ضربات لأهداف تابعة لحركة حماس الإرهابية" في جنوب قطاع غزة، وذلك "ردا على إطلاق قذيفتين من القطاع" باتجاه الأراضي الإسرائيلية. وأوضح البيان أن الغارات استهدفت "ورشة لتصنيع صواريخ ومنشأة عسكرية لحماس".
من جهته، قال مصدر أمني فلسطيني إن "طيران الاحتلال نفذ سلسلة غارات جوية استهدفت عددا من المواقع التابعة للمقاومة وأراض زراعية في مناطق مختلفة في قطاع غزة أسفرت عن وقوع أضرار مادية جسيمة، لكن من دون وقوع إصابات". وأضاف أن المدفعية الإسرائيلية استهدفت أيضا بقذائف عدة "نقاط رصد تابعة للمقاومة شرق جباليا" في شمال القطاع.
وذكر مصدر في حماس أنّ القصف الجوي استهدف "ثلاثة مواقع ونقاطا عسكرية لكتائب القسام (الجناح العسكري لحماس) وموقعا لسرايا القدس (الجناح العسكري للجهاد الإسلامي) في دير البلح وخان يونس" في جنوب القطاع.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في بيان أنّ "قذيفتين تمّ إطلاقهما من قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية"، من دون توضيحات إضافية. وتعود آخر حادثة مماثلة إلى بداية أيار.
تقييمنا النهائي: اذا، ليس صحيحاً ان الصورة المتناقلة تظهر "لحظة وقوع الهجوم الإسرائيلي على العاصمة الايرانية طهران"، السبت 26 تشرين الاول 2024. في الحقيقة، الصورة قديمة، اذ تعود الى 27 حزيران 2020، وتظهر كرة نار تشكلت بعد غارة إسرائيلية على خان يونس جنوب قطاع غزة.